[أبوإلياس]

تحليل النتائج

يجدر التنويه بداية إلى أن الأرقام المحصلة هي إلى تاريخ كتابة هذه المساهمة ، وبالتالي فهي قابلة للزيادة في كل حين ، ويمكن أن يتقدم عمل أو يتأخر آخر في أيام بل في ساعات ، لكن التسابق حول ريادة عدد المشاهدات لن يخرج عن نطاق هذه الأعمال بالنظر لتأخر باقي الأعمال بالآف المشاهدات ، فأقرب عمل في الترتيب أضنيتني بالهجر لم يحقق إلا حوالي 800000 مشاهدة ؛
سبع أعمال من أعمال الموسيقار فريد الأطرش فقط دخلت نادي المليون مشاهدة ؛
يجب أن نتوافق جميعنا بأن عدد المشاهدات على اليوتوب لا تمثل اختيارات عشاق فريد الأطرش وحدهم وإنما الذوق العام ، لأن القسم الأعظم من الذين يسمعون فريد أويعشقونه لا يدخل الانترنيت ، وبالتالي فالأرقام يجب التعامل معها على أنها مشاهدات لعشاق فريد ولغير عشاقه بل لعموم المستمعين ؛
عدد المشاهدات لا يمكن أن نأخذه كمعيار عادل نستدل به على تمثيل الأغاني المرتبة لأذواق الجماهير ، لأن بعض الأغاني تتاح لها فرص أكبر للمشاهدة لمجرد اقتسامها على المواقع التي تحظى بمتابعة كبيرة أو على مواقع التواصل الاجتماعي ؛
عدد المشاهدات لا يعبر بالضرورة عن جماهيرية العمل لأن بعض الأعمال تقدمت في الترتيب بفعل أقدمية رفعها ، فهناك أعمال استغرقت وقتا طويلا على اليوتوب لتدخل نادي المليون مشاهدة وأعمال أخرى لم يأخد منها ذلك وقتا طويلا ، ففيما حصلت تقسيمة أول همسة على المليون مشاهدة في تسع سنوات ونيف من التواجد على اليوتوب لم يتطلب ذلك من كوكتيل فيديوهات السكوبيتون بالألوان والأغاني الملونة إلا سنتين فقط ، وبالتالي لو أردنا أن نرتب الأعمال حسب سرعة مشاهدتها - وهو الترتيب الصحيح - سيكون الترتيب كالآتي :
1- كوكتيل فيديوهات السكوبيتون بالألوان وأغاني ملونة
2- حفلة الربيع (كاملة)
3- حبينا
4- يا سلام على حبي وحبك
5- تقسيمة الربيع
6- عش أنت
7- تقسيمة أول همسة
مجيء حبينا في المقدمة ، يبدو منطقيا بالنظر لأنها تندرج ضمن الأعمال الشعبية الخفيفة الراقصة وهي من الأغاني التي تخضع للذوق العام في الاستماع ، بدليل أن الجمهور العريض أحبها بأداء فريد أكثر مما أحبها جمهور فريد المخصوص ، ويزداد الإقبال عليها حين تؤدى بأصوات أخرى ؛ لاحظنا ذلك في أداءات طاهر مصطفى وحميد الشاعري وبعض الفرق الموسيقية وغيرهم ؛
حضور أغنية الربيع كان متوقعا بالنظر إلى أنها بصمة فريد الأطرش الخاصة في الموسيقى العربية وأشهر أغانيه ، وكان تقدمها سريعا إذ انتزعت المليون مشاهدة في ثلاث سنوات من التواجد على اليوتوب فقط ؛
دخول ديالوج يا سلام على حبي وحبك دائرة المليون لم يكن مفاجئا ، لأنه أضاف في حصده للمشاهدات الجمهور العريض للمطربة شادية إلى جمهور فريد الأطرش، دون أن نغفل عوامل أخرى منها أن هذا الديالوج يصنف كأخف الديالوجات دما في تاريخ الغناء العربي ، وأحد أشكال الغناء الأكثر إقبالا وهو الغناء الفكاهي ؛
عش أنت عمل كلاسيكي رصين ينتمي إلى خانة القصائد وينسحب عليه ما سبق أن قلناه على حبينا ، فهو يرضي ذوق الجمهور العريض قبل أن يرضي جمهور فريد الأطرش خاصة ؛
السرعة الصاروخية التي صعد بها كوكتيل فيديوهات السكوبيتون بالألوان والأغاني الملونة ، هو مجرد تجسيد لروح العصر ولرغبات الجمهور الشاب الذي يقبل على الأعمال الموزعة حديثا والأعمال المصورة بالألوان ، فكما لم يكن الجيل السابق يستسيغ الاستماع إلى أغاني الرواد الأوائل أمثال عبده الحامولي ويوسف المنياوي وسيد الصفتي, وعبد الحي حلمي وغيرهم لبدائيتها التقنية ، نجد من ضمن شباب اليوم من ينفر من مشاهدة الأبيض والأسود ، هذا دون أن نغفل أن الكوكتيل نفسه ليس عملا غنائيا واحدا بل مجموعة أغاني ؛
حضور تقسيمين للعود ضمن الأعمال السبعة الأوائل ( أول همسة في المرتبة الثالثة و الربيع في المرتبة الرابعة ) لم يكن محيرا لأنه تعبير صادق عن تقييم لفريد نفسه ، فثمة من يختزل الإعجاب بفريد بإعتباره عازفا ماهرا لالة العود و لايستسيغه مغنيا .
هذه بعض القراءات التي يمكننا أن نخرج بها من تحليلنا للأسباب التي جعلت سبع أعمال لفريد الأطرش تتربع على عرش المشاهدات على اليوتوب ، يمكن لكل من يأنس في نفسه المساهمة أن يقدم إنطباعاته على هذا الترتيب .