[محمد تميمي]

جميل جدا هذا الجو الاندلسي الذي قدمه الراحل علي سريتي وهو يدخل في اطار فن الارتجال على الة العود بمصاحبة الايقاع او ما يعرف بالارتجال الموزون وهو في العادة يخضع لتحضير مسبق وهو مشروع على انه احد ضروب الارتجال على الاله الموسيقيه.وهو كما تلاحظ الصيغه المستحدثه التي لم تكن مالوفه حتى ما بعد منتصف القرن الماضي.
يقول اصحاب هذا النوع من التاليف الموسيقي بان له دافعان
الاول هو اظهار انه لا حدود من حيث الامكانيه لابداعات الموسيقي الشرقي في الارتجال على اله واحده لايصال فكر ينبعث من خلال هذا النوع من الارتجال وان الموسيقي الشرقي لم يستنفذ كل طاقاته في التعبير الموسيقي بدل ما كان في السابق ان الكلام الفصل لايصال الفكر كان الكلمه بمصاحبة العازفين ولم يكن هناك دور حقيقي للمقطوعه الموسيقيه او العازفين في ايصالها الى الاذن الشرقيه.
الثاني وهي لغة التصوير من خلال القطعه الموسيقيه وهذا مستحدث على مستوى الموسيقى الاليه العربيه مقارنة مع التصوير الذي كان رائده في القرن الماضي حسب رايي عظمه العملاق رياض السنباطي الذي لحن الكلمه وصورها حتى بتنا نسمع اقبل الليل في الصباح وفي النهار ونطرب عليها لان صورة اللحن جميله بحد ذاتها.وهنا في هذه الاندلسيات وضعنا السريتي في جو اندلسي رائع مع ايقاعات جميله وراقصات وحركة فرح ورقص وهذا حسب رايي احد ملامح مدرسة السريتيفي الارتجال الموزون وليس سرا ان كل تلاميذه وكل العوادين الجدد ينصب جل اعمالهم على الارتجال بمصاحبة الايقاع وهذ دائما مبني على مهارة العزف العاليه وفي حالة السريتي ريشته الاحترافيه.
وتبقى هنا مسالة مدى شرقية ما يقدمون بالنسبه للدارج والمعروف والالتزام بروح الموسيقى الشرقيه .