الموضوع: فتحيه أحمد
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 19/03/2006, 17h26
Ossama Elkaffash Ossama Elkaffash غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:393
 
تاريخ التسجيل: janvier 2006
الجنسية: مصريية
الإقامة: كرواتيا
العمر: 66
المشاركات: 141
افتراضي فتحية احمد

مطربة قديرة استطاعت أن تصنع لنفسها اسما كبيرا فى عالم الغناء لم تنافسها فى قدراتها غير أم كلثوم
ولدت فتحية أحمد عام 1898 بالقاهرة لوالدها الشيخ أحمد الحمزاوى الذى عمل منشدا ومطربا فى أوائل القرن العشرين ، وللشيخ الحمزاوى ثلاث بنات احترفن الغناء هن فتحية ورتيبة ومفيدة ، وبينما تمتعت الأخوات الثلاث بأصوات جميلة ومقدرة عالية نالت فتحية أحمد حظا أوفر من الشهرة
علا اسم فتحية أحمد فى القاهرة بعد قيامها بأداء أعمال سيد درويش ومن أشهر ما سجلته من ألحانه لحن الحلوة دى قامت تعجن ولحن طلعت يا محلا نورها ، زورونى كل سنة مرة ، وتنافست الفرق المسرحية على ضمها إليها ، ثم تنقلت بين مصر والشام تقدم عروضا ناجحة بعد نجاحها فى مصر ، ومن ثم أطلق عليها مطربة القطرين
تمتعت فتحية بصوت يعادل صوت أم كلثوم ، قوى متمكن حساس ، وكانت على مقدرة فائقة فى أداء المقامات الشرقية والألحان الصعبة
أدت فتحية أدوارا كبيرة فى المسرح الغنائى تمثيلا وغناء ، وقامت بأداء ألحان سيد درويش الذى اعترف بها كمطربة ممتازة وأسند إليها من بطولات أوبريتاته ، كما غنت فى أوبريتات من ألحان داود حسنى وكامل الخلعى وزكريا أحمد
نافسها فى المسرح الغنائى كل من منيرة المهدية وحياة صبرى اللتين قامتا ببطولة أوبريتات سيد درويش أيضا غير أن منيرة التى لقبت بسلطانة الطرب كان لها فرقتها المسرحية الخاصة
ويلاحظ قيام فتحية أحمد بتسجيل اشهر أغانى سيد درويش على الإطلاق وهى أغان لم يسجلها بصوته ، ولكن من الملاحظ أيضا أن هذه الأغانى عرفت باسم الملحن وليس باسم المطرب ، وفى ذلك خروج على المألوف قبل وبعد سيد درويش ، ورغم قيام عديد من كبار المطربين والمطربات بأداء نفس الألحان لسيد درويش إلا أن تلك الأغنيات ، وغيرها ، احتفظت دائما بالإشارة للملحن ، وعلى سبيل المثال غنى زورونى كل سنة مرة كل من فتحية احمد ، زكى مراد ، حامد مرسى ، كارم محمود ، سيد مكاوى ، فيروز ، وغيرهم ، وظلت زورونى تعرف بانها أغنية سيد درويش رغم أنه لم يسجلها بصوته! وهذا يؤكد ما قاله الموسيقار عبد الوهاب من أن سيد درويش قد جعل للملحن دورا أساسيا ، وجعل الإبداع الفنى ينسب إلى الموسيقى بالدرجة الأولى ، وكان المطرب هو سيد الموقف قبل سيد درويش وظل كذلك بعده ، هو الذى يختار المادة والملحن والفرقة الموسيقية ويدفع لكل هؤلاء لشراء إبداعاتهم ، وكان نتيجة ذلك أن نسمع بين الحين والآخر أن ملحنا قديرا كمحمد القصبجى أو زكريا أحمد لم يأخذ حقه من التقدير ، أو يسمع الناس مئات الأغانى لا يعرفون من وضع موسيقاها ، لم ينج من ذلك غير قلة من الملحنين ، فعبد الوهاب كان يغنى ألحانه بنفسه ، وكذلك فريد الأطرش وسيد مكاوى ، أما الأخوان رحبانى فلم يلحنا إلا لفيروز فى الغالب فعرفوا بذلك ، وهؤلاء الملحنون قد لحنوا لآخرين إلا أن غالبية أعمالهم لغيرهم تنسب لمطربيها ، هكذا تفرد سيد درويش بهذه الخاصية المميزة ، ولذلك قد يندهش بعضنا الآن من هذه القائمة التى تضم أعمالا غاية فى الانتشار غنتها مطربة كبيرة ومع ذلك لم تنسب إليها فى اى وقت..
زورونى كل سنة مرة
الحلوة دى قامت تعجن
أوبريت ولو
طلعت يا محلا نورها
أوبريت قولوا له
أنا بابيع الغربال
مظلومة وياك يا ابن عمى
ألفين حمد لله على سلامتك
يابو الكشاكش
أوبريت فشر
يذكر أن فتحية أحمد هى التى قامت بتعريف محمد عبد الوهاب إلى سيد درويش لأول مرة ، فقد كان محمد عبد الوهاب شابا صغيرا يؤدى بعض اعمال الشيخ سلامة حجازى والشيخ سيد درويش فى مسرح تعمل به فتحية أحمد ، وذهب الشيخ سيد إلى ذلك المسرح ليسال عن فتحية فقابله الفتى الصغير عبد الوهاب ليساله من الضيف فقال له أنا سيد درويش ، سكت الصبى وتلعثم لكنه جرى ليخبرها ، وعندما حضرت انتهزت الفرصة لتقدم المطرب الصغير إلى الملحن الكبير ، عندئذ طلب الشيخ سيد منه أن يسمعه شيئا مما يحفظ فغنى أمامه فأثنى الشيخ سيد على أدائه وتنبأ له بمستقبل جيد ، ثم أسند إليه بعدها بطولة أوبريت شهرزاد
لحن لها داود حسنى ، كامل الخلعى ، أبو العلا محمد ، سيد درويش ، محمد القصبجى ، زكريا أحمد ، رياض السنباطى ، أحمد صدقى ، محمد عفيفى
استمرت فتحية احمد فى تقديم روائع الأغنيات من ألحان كبار الملحنين خاصة الشيخ زكريا الذى التقت معه فى ميلها إلى المدرسة الشرقية المحافظة ، وبعد اعتزال منيرة المهدية قامت فتحية أحمد بأداء أدوارها تمثيلا وغناء لتملأ الفراغ الذى تركته عن جدارة
وبينما خشيت منيرة صوت أم كلثوم خشيت أم كلثوم صوت فتحية أحمد ، خاصة أنهما اشتركا فى الاقتصار على ألحان كبار الملحنين ، ولم ينقذ أم كلثوم من هذه المنافسة غير اعتزال فتحية ، إذ أنهما فى كثير من الأحيان كانتا تتشابهان صوتا وأداء حتى أن المستمع يجد صعوبة فى التفريق بين الصوتين ، ومن المعروف أن أم كلثوم لم ينافسها غير ثلاث مطربات على عرش الغناء هن منيرة المهدية وفتحية أحمد واسمهان
فى اواخر الأربعينات قامت فتحية أحمد بآخر بطولة لها فى المسرح الغنائى فى مسرحية يوم القيامة من ألحان زكريا أحمد وهى التى غنت فيها أغنيتها الشهيرة يا حلاوة الدنيا
فى هذا الوقت كان نجم أم كلثوم قد سطع عاليا واكتملت لها الريادة بفضل حرصها على التعلم والتثقف المستمر والتفاف كبار الشعراء والملحنين حولها وقيامها ببطولة عدة أفلام سينمائية زادت من شهرتها ، وأدت هذه العوامل إلى تفوق أم كلثوم ، وهى نفس العوامل التى أدت إلى تفوقها على منيرة المهدية ، ومما يذكر أن كلا من منيرة المهدية وفتحية أحمد عاشتا طويلا فى وجود أم كلثوم لكنهما اعتزلتا الساحة الفنية لصالحها
استعانت السينما المصرية بصوت فتحية أحمد ومن ذلك اشتراكها بالغناء جنبا على جنب مع أم كلثوم فى فبلم عايدة المأخوذ عن أوبرا عايدة والذى كتب قصائده أحمد رامى ، فغنت فتحية دور الأميرة ابنة الملك المصرى بصوتها وقامت بتمثيله فردوس محمد بينما قامت أم كلثوم بغناء وتمثيل دور ابنة ملك الحبشة عايدة ، وشاركهما فى البطولة المطرب ابراهيم حمودة فى دور قائد الجيش المصرى
عام 1952 ذهبت فتحية أحمد برفقة اختها رتيبة إلى أختهما الثالثة المقيمة بالإسكندرية مفيدة فعرفتها بفرقتها وأسمعتها أغنياتها ، تعلقت فتحية بلحن مميز غنته فسالتها عن ملحنه فذكرت اسم محمد عفيفى ولم تكن فتحية قد تعاملت معه من قبل ، لكن أحد العازفين أضاف لها أنه صديق الشيخ زكريا أحمد وأن الشيخ زكريا يطلب أن يسمع الحانه كلما قدم إلى الإسكندرية ، كان محمد عفيفى يقدم ألحانه لإذاعات مختلفة وغنت له مفيدة عدة ألحان ، طلبت فتحية من أختها التعرف إلى الملحن السكندرى لرغبتها فى الغناء من ألحانه ، ولم يكن يلحن لها فى ذلك الوقت غير الثلاثة الكبار القصبجى وزكريا والسنباطى
أسفر لقاء فتحية أحمد ومحمد عفيفى عن 7 أغنيات من تلحينه تم تسجيل خمس منها إحداها الراية الخضراء مقام حجاز ميزان دارج وأذيعت عام 1953 وهى أنشودة وطنية تقول الراية الخضرا ، والأرض السمرا ، دول مصر الحرة ، ومن الطريف أن هذا اللقاء كان حلقة فى سلسلة من المنافسات بين فتحية أحمد وأم كلثوم ، فقد ترامى إلى أسماعها أن محمد عفيفى قد أعد ثلاثة ألحان لأم كلثوم فلم تدخر جهدا فى السعى إلى التعامل مع الملحن الجديد
اعتزلت فتحية أحمد الغناء بعد ذلك واختفت من الأضواء إلى أن توفيت بعد عشرة أشهر من وفاة أم كلثوم فى 5 ديسمبر 1975 مختتمة رحلة فنية حافلة

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 09/01/2010 الساعة 09h24
رد مع اقتباس