عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 29/09/2009, 03h25
الصورة الرمزية abuzahda
abuzahda abuzahda غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:102176
 
تاريخ التسجيل: novembre 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: كندا - تورونتو
المشاركات: 1,212
افتراضي رد: دمــوع فـى شـوّارد آلَغَيِــوَِمْ...!!

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسف أبوسالم مشاهدة المشاركة
رغد اليميني

أيتها الرائعة المرهفة

قبل أن أبدأ ...
اللون الأخضر هي كلمتات أعجبت ببلاغتها
اللون الأحمر هي كلمات أجريت عليها تعديلا نحويا
نبدأ مع رغد
قرأت قصتك الجميلة هذه
والتي ذكرتني أول ما ذكرتني بيوسف إدريس
من حيث سلاسة السرد ..ومنطقية الحدث ودلالة النهاية الهادئة شكلا والصاخبة والهادرة في الأعماق فعلا
وتوقفت طويلا عند هذا
العنوان الخالب ....دموع في شوارد الغمام
الذي يذكرني دوما بحزن نبيل شفاف على وجه الجميلة رغد
فكان عنوانا دالا معبرا عميقا مكثفا
ثم قرأت القصة مرات ومرات
فأعجبني فيها من حيث اللغة
تطور واضح في لغة رغد ..ينبىء عنه بعض النماذج التي لونتها بالأخضر
لانتقاء كلمات عميقة جزلة المعنى وجمل تكاد تكون شاعرية من حيث التكثيف والتحليق
وأعجبني من حيث السرد
هذه السلاسة والإنهمار الجميل الذي تتداعى فيه دواخل رغد القاصة متماهية مع بطلة القصة
وهي تنبش في أعماقها التي نثرت بعضها جملا وتعابير عميقة على الورق
ولفتني من حيث المضمون
هذا الدخول العميق لدواخل البطلة ...والولوج إلى دواخلها وسبر أغوار نفسيتها
ولأن القاصة أنثى ..والبطلة كذلك
فقد نجحت رغد في التعبير الشفاف الشديد الحزن لما أصاب نفسية البطلة
وهي تردد بعمق ملفت ..وحزن نبيل
لم يتغير شيء البتة
وما بين ( لم يتغير شيء البتة ) التي ردت بها عليه أثناء الحوار القصير بينهما
وبين ( لم يتغير شيء البتة ) التي ختمت بها القصة فرق كبير
رغم أنها نفس الجملة ونفس الحروف
ولكن الصوت الصادر في الأولى كان صوت الدهشة والفرح بلقائه بعد غياب
وصوت عودة الأمل من جديد
وصوت تداعي الذكريات الجميلة بينهما
وصوت الحلم بعودتها
وأما صوت الثانية فهيهات
كان الصوت مرتجفا ..تقطرالدموع المكتومة من كل حرف فيها
وتختنق نفسها بفقدان الأمل ونشوء واقع آخر
أبدعت يا رغد في الجدل الرائع بين الجملتين
وتغيير معناهما ودلالاتهما النفسية حسب الموقف وأغوار النفس الإنسانية
صوت القصة
هذه القصة تميزت بصوت هادىء ناعم في بداياتها
لكن هذا الصوت بدا مندهشا حال رؤيته بعد غياب
وصار رخيما أنثويا عند الحوار الأول يكتنفه حس الأمل
ولكنه عاد فاختنق من جديد وأخذ يهدر في الجملة الأخيرة
واما الحدث ..
وهو فقدانها لحبيب مضى أو لنقل خيانته لها أو بعده عنها
فكان هو مفجر كل التداعيات التي انهمرت بعد ذلك
بنية السرد
اعتمدت رغد في سردها للقصة على الراوي وهي رغد ذاتها لتتحدث عن المقدمة والوصف ألأولي قبل الولوج في الحدث
ثم تحول السرد إلى حوار ...
وعاد السرد أخير على لسان رغد مرة ثانية
ورغم تقليدية السرد هنا لكنه لم يكن مملا بفعل الشاعرية في بعض الكلمات والجمل
وبفعل التنويع بالحوار
وبفعل صوت السرد الخافت حينا والهادىء حينا
والهادر أحيانا
لقد كنت أسمع صوت البطلة بالكاد في البداية
وصرت أسمع صوتها مجلجلا ضاحكا مستبشرا في لحظات الحوار
وسمعت صوتا هادرا رغم هدوءه في النهاية
هذا إبداع من رغد القاصة وانتباه شديد إلى تفاصيل نفسية ارتبطت بالحدث بشكل رائع

تخلل اللغة بعض الأخطاء النحوية وقد أشرت إليها باللون الأحمر وهي أخطاء متكررة عند رغد ..وليتها تحاول الإستفادة وأظنها تفعل من الملاحظات بهذا الصدد
ومن خلال متابعاتي لرغد القاصة أتوقع لها ( وأسجل هذا التوقع هنا باسمي)
بأن تكون ذات يوم من أديباتنا المحلقات واللواتي تتردد أسماءهن على كل لسان
وخصوصا بعد أن تصدر
مجموعتها القصصية الأولى
التي أظنها تفكر فيها
وعند ذلك ..تحتاج كل قصة تختارها لمجموعتها القصصية الأولى إلى مزيد من المراجعة والتدقيق السردي والنحوي
وأقترح عليك يا رغد إذا فكرت بإصدار مجموعة قصصية
أن يكون عنوانها
دموع في شوارد الغمام

مودتي لروحك وقلبك

أستاذنا الشاعر و الناقد الكبير ، حقاً

الأستاذ يوسف أبو سالم

أتوقع أن كرم أختنا رغد ، يتسع للسماح لي بالتعبير عن متعتي بقراءة مقالك النقدي الرصين ، عن رائعتها " دموع في شوارد الغمام"

و حتى تسعد مبدعتها بقراءة المقال ، إسمح لقارئها بتقبيل جبينك الوضاء
__________________
أستغفِرُ الله العظيم وهو التوّاب الرحيم
رد مع اقتباس