عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 21/04/2010, 21h23
طه سعيد طه سعيد غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:271580
 
تاريخ التسجيل: juillet 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 23
افتراضي رد: أعمال محمد عبدالوهاب بصوته في الثلاثينات

أود أن أذكر لكم شيئاً طريفاً و لكنه يدل على شئ هام و هو دأب الفنان و مثابرته فى إتمام العمل الفنى الجيد إذا عنَّت للفنان فكرة جديدة و جريئة يريد أن يطبقها و بكل الإمكانيات و الطاقات الممكنة . فإنه أثناء تصوير أول أفلام عبدالوهاب و هو فيلم الوردة البيضاء سنة 1933 و كان التصوير بباريس جاءت رسالة من الأخطل الصغير الشاعر بشارة الخورى إلى عبدالوهاب تحمل قصيدة جفنه علَّم الغزل و إنفعل بها عبدالوهاب جداً و قام بتلحينها على إيقاع الرمبا لأول مرة {على ما أعتقد} و عنَّت له فكرة أن يضمنها أحداث الفيلم و لكن واجهته مشكلة و هى أن بعض أعضاء الفرقة الموسيقية قد غادر إلى مصر و أذكر منهم الأستاذ رياض السنباطى الذى عمل فى هذا الفيلم عازفاً للعود فى فرقة عبدالوهاب و الذى رأى الفيلم يجده و يعرفه و المشكلة هى آلة الماركاز التى هى أساس من أسس الرمبا . فمن يعزفها ؟! وكذلك آلة العود فبدون السنباطى يستطيع عبدالوهاب أن يسجل القصيدة بمصاحبة عوده فهو عواد ماهر أما آلة الماركاز فإنها من آلات الإيقاع التى لابد و أن تكون فى آخر الإستوديو لكى لا تؤثر على صوت المطرب و جودة التسجيل فبحث عبدالوهاب فى باريس عن أحد يعزف هذه الآلة من الفرنسيين أثناء التسجيل و لكن كل من وجده طلب نوته موسيقية و ليس لحن يُحفظ و حسب كما تعود أفراد الفرقة الموسيقية المصرية و عبدالوهاب وقتها كان لا يجيد النوتة و بحث عبدالوهاب عن العرب الموجودين فى باريس من المغاربة و الجزائريين لكى يقوم أحدهم بعزف تلك الآلة و لكن كا من قابلهم لا يعرفون و أخيراً إهتدى عبدالوهاب إلى أن يستغنى عن آلة العود و يقوم هو نفسه بعزف الماركاز و الغناء و لكن المشكلة أن صوت الآلة سيغطى على صوت المطرب و بالتالى سيظهر رداءة فى التسجيل فذهب عبدالوهاب و باقى الفرقة الموسيقية المصاحبة له بالسفر إلى برلين لتسجيل اللحن لشهرة برلين وقتها بجودة التسجيلات كشهرة لندن و قد دخل الإستوديو و قاموا بلف بطانية حول جسمه و هو جالس ممسك بالماركاز و رأسه تظهر أما الميكروفون و بدأت تجارب التسجيل فوجدوا أن صوت الماركاز يغطى على صوت عبدالوهاب فقاموا بلف بطانية ثانية حول جسمة و تم التسجيل لأول مرة بألة الماركاز يعزفها عبدالوهاب و لأول و أخر مرة فى مشوار عبدالوهاب بدون ألة العود {ما عدا المواويل المشهورة بمصاحبة القانون أو الناى} و تخيلوا معى ذلك الموقف . و هذه الواقعة حقيقية سمعتها فى برنامج تسجيلى قدمه الأستاذ سعد الدين وهبة فى حلقات إسمها النهر الخالد سُجلت مع الموسيقار الفريد العظيم الذى يستحق لقب موسيقار الأجيال .

التعديل الأخير تم بواسطة : samirazek بتاريخ 13/02/2012 الساعة 10h40
رد مع اقتباس