الموضوع: مقالات و بحوث
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 07/08/2007, 06h57
الصورة الرمزية samirazek
samirazek samirazek غير متصل  
مشرف
رقم العضوية:51
 
تاريخ التسجيل: novembre 2005
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 78
المشاركات: 685
افتراضي رد: مأساة القصبجى مع ام كلثوم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد القثامي مشاهدة المشاركة
لا أدري هل المؤرخ الموسيقي يعلم أن محمد القصبجي لم يترك التلحين إلا قبل وفاته بأربع سنوات تقريبا؟ و ذلك بسبب اعتلال صحته و ضعف يده التي كانت تضبط العود.............فعدم تعامل أم كلثوم مع القصبجي لم يقتل فيه الإبداع بل جعله يواصل ولعل ألحانه لسعاد محمد :"تحت الجفون" و "تغضبني و أصلحك" و "الله عالحب" و "الفن من فرحة أهله حالف ما ينام" و "يا سلام سلم على حبك" وغيرها و كذلك ألحانه لليلى مراد و نجاة علي مثل "الأوله حبيت" و "بتشاغلني" كلها روائع قصبجية لم يقتلها عقوق أم كلثوم
الأخ خالداتفق تماما معك على هذا الراى . ويتوافق رأيانامع مقال حول ذت الموضوع نشر بالأهرام اليوم...
القصبجي مرة أخري
بقلم إبراهيم أصلان


ما ولنا مع الدكتورة رتيبة الحفني وكتابها الممتع عن الموسيقي الرائد محمد القصبجي‏,‏ وما يتعلق بعلاقته الغريبة مع أم كلثوم‏.‏

لقد دأبت أم كلثوم‏,‏ كما رأينا‏,‏ علي رفض ما يلحنه لها‏,‏ تعطيه الكلمات وبعدما ينتهي منها تسحبها منه وتعطيها لغيره ليعيدوا تلحينها‏,‏هي ترفض‏,‏ وهو يصر علي العودة إلي مكانته كملحن لها‏,‏ وبسبب من تكرار المحاولة والفشل فقد ثقته في نفسه تماما‏.‏ وتتساءل الدكتورة الأريبة قائلة إيهما كان السبب وأيهما كان النتيجة؟‏:‏ هل عزوف أم كلثوم عن ألحانه كان بسبب نضوب هذه الألحان‏,‏ أم أن عزوفها هو الذي أدي إلي نضوب هذه الألحان؟‏.‏

الغريب أنه طوال هذا الرفض من أم كلثوم كنا نستمع إلي روائع من ألحانه بأصوات مطربات اخريات من أمثال ليلي مراد وسعاد محمد وغيرهما‏.‏

ثم إن المعاملة السيئة لم تتوقف عند هذا الحد تبعد أن استسلم لقدره واستمر في العمل كرئيس لفرقتها الموسيقية يتقاضي عن كل حفلة عشرين جنيها‏,‏ هذه الرئاسة لم تدم له حيث أدعت أم كلثوم أنه غير قادر علي قيادة الاتها الموسيقية لأنه مصاب ببلبلة تجعله ينسي بعض اللزم والجمل اللحنية فترتبك علي أثرها‏.‏

يقول المؤرخ الموسيقي محمود كامل إنه زار القصبجي في بيته ووجده غاية في الحزن‏,‏ ولما سأله عن سر حزنه قال وهو يبكي إن أم كلثوم طلبت منه أن يجلس في البيت‏,‏ وهي سوف ترسل له أجره عن كل حفلة‏,‏ وعندما سأله عن رأيه قال‏:‏ أنا مش ممكن أقعد في البيت‏,‏ أنا حافضل اشتغل معاها لغاية ما أموت‏.‏

هكذا بعدما صعد إلي قمة النجاح والشهرة تدحرج إلي السفح وعجز عن الصعود مرة أخري‏,‏ وخسر فن الغناء العربي عشرين عاما كان القصبجي قادرا فيها علي أن يملأها بالإنتاج الغزير‏.‏ مع كل ذلك استمر يعمل‏,‏ بكل تاريخه مجرد عازف في فرقتها قابلا بالوضع غير اللائق كي لا ينقطع مورد رزقه الوحيد‏.‏ وتعلق الكاتبة قائلة إنه كان عاشقا لها وهي الأقرب إلي قلب‏.‏ وكثيرا ما كنا نري أم كلثوم والقصبجي يسيران في الشارع جنبا إلي جنب‏,‏ ويتأبط أحدهما ذراع الآخر‏,‏ كان ملازما لها في كل مشاويرها‏,‏ عارف كل أسرارها‏,‏ فهو استاذها‏,‏ وهو الذي أخذ بيدها في مستهل حياتها الفنية‏,‏ كما يعتبر هو من قدم لها ألوانا غير مألوفة من الغناء‏,‏ والشيء الغريب أن أم كلثوم كانت طلبت منه الاحتفاظ بأسرارها‏,‏ وعدم البوح بها إلا بعد وفاتها غير أنه مات قبلها‏,‏ وهكذا ضاع الكثير من دقائق حياة أم كلثوم التي كان بالامكان الوقوف عليها‏.‏

كان هو عاشقا لها إذن‏,‏ في الوقت الذي يقول فيه رامي عن أم كلثوم إنها كانت عاشقة لذاتها‏:‏ كان القصبجي مظلوما جدا في حبه لها‏,‏ عاش بقية حياته علي أمجاد رائعته رق الحبيب‏,‏ وعندما لمست أم كثلوم هذه الجزئية وشعرت أنه أفرغ ما عنده ولا يحمل المزيد احتمت بالسنباطي‏.‏ فقد كانت ثومة عاشقة لذاتها قبل أي شئ آخر‏.‏

لقد استسلم لليأس وهو الباب الذي دخل منه المرض إليه‏,‏ اصابته الذبحة وقرحة الامعاء والصداع الدائم وفي آخرياته لم يكن يغادر بيته خشية أن يغمي عليه في الطريق‏,‏ مع ذلك لم يتخلف ابدا عن موعد حفلاتها يراه الجمهور جاثيا بعوده إلي يسارها صامتا واجما‏,‏ لا يبدو علي وجهة تعبير الالم أو السرور كأنه لا يشعر بما يجري حوله‏,‏ لم يعد للقصبجي دور فهو إذا شاء هز أوتار عوده متابعا أم كلثوم وإذا شاء ترك هذه الأوتار صامتة‏,‏ وفي الحالتين لا تعاتبه هي ولا تكلفة ما لا طاقة له به‏.‏

لقد قيل مرة‏,‏ وما الأسد إلا مجمل الخراف التي التهمها والسيدة أم كلثوم كانت أسدا‏.‏
مع الاعتذار للأسد طبعا‏.‏
__________________
مع تحيات سمير عبد الرازق
رد مع اقتباس