الموضوع: محمد القصبجي
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 15/12/2009, 22h13
الصورة الرمزية عازف الليل 2009
عازف الليل 2009 عازف الليل 2009 غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:482269
 
تاريخ التسجيل: décembre 2009
الجنسية: تونسية
الإقامة: تونس
المشاركات: 9
افتراضي رد: محمد القصبجي


العلاقة الصعبة مع أم كلثوم







العلاقة غريبة بين القصبجي وأم كلثوم. سمعها للمرّة الأولى عام 1923 تغني في مسرح «تياترو بايلوت باسك». كانت حينذاك ترتدي العقال، وتنشد قصائد في مدح الرسول. أعجب القصبجي بصاحبة الحنجرة الذهبية المتمكنة من الغناء الكلاسيكي. وفي العام التالي قدّم لها، من خلال شركة «أوديون»، طقطوقة «قال حلف ما يكلمنيش» من دون أن تعرف ــــ في البداية ــــ أنه مؤلفها. وكانت الانطلاقة الأولى لمغامرة استثنائيّة أعطت كوكب الشرق بعض أجمل ألحانها، قبل أن تؤدي إلى إحباط الموسيقي الكبير وانهياره. احتل القصبجي موقع الأستاذ الثالث في حياتها، بعد والدها وأبو العلا محمد. وكوّن لها الفرقة الموسيقية، وظل لسنوات يزوّدها بالألحان التجديدية التي مكنتها من الانتصار الكامل على فنانتين كانتا تتقدمان على أم كلثوم: منيرة المهدية وفتحية أحمد. لقد حقق القصبجي تجديداً نادراً مع «كوكب الشرق»، على امتداد عقدين (1925ـ 1945)، منذ «إن حالي في هواها عجب» و«إن كنت أسامح»... إلى الذروة التي تجسدها أغنيات مثل «ما دام تحب بتنكر ليه»، أو «رق الحبيب»، جامعاً بين تجذّره في تربة المقامات العربية، وانفتاحه على إنجازات الموسيقى الأوروبية الكلاسيكية. ثم وقعت الأزمة. فجأة أخذت أم كلثوم ترفض ألحان القصبجي، وتفضل عليها أخرى من تأليف السنباطي والموجي... إلى أن قالت له مرّة: يبدو يا «قصب» أنك محتاج إلى راحة طويلة!
وبعد الراحة الطويلة، ومحاولات «قصب» غير المجدية في العودة إلى التلحين، ثم عزله عن رئاسة فرقتها الموسيقية، تحوّل إلى مجرد عازف عندها ليحتفظ بمورد رزقه. واستمر القصبجي يعمل في فرقة أم كلثوم عواداً... إلى آخر يوم في حياته.
رد مع اقتباس