عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 27/03/2008, 20h40
الصورة الرمزية دعاء الشريف
دعاء الشريف دعاء الشريف غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:130496
 
تاريخ التسجيل: décembre 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 281
افتراضي مذكرات مجنون تحف ونوادر ..

(((مذكرات مجنون)))
(تحف ونوادر)

((هذه الحكايات))

هي حكايات لطيفة تمتلئ بمواقف غريبة، وهي بالتأكيد ليست سيرة شخصية علي الإطلاق لكنها مواقف شيقة حدثت في عالم النوادر والتحف .. فالتحفجية في مصر عالم خفي زاخر بالعجائب .


(1)

هذه صورة لها ذكري وحكاية غريبة سأقصها عليكم ..


دق الهاتف في منزلنا في أحد الأيام فرفع زوجي سماعة الهاتف فإذا به عم ضياء وهو رجل طيب يعمل سمسارا للتحف النادرة ..
ابلغنا بان هناك رجلا لديه كنزا كبيرا من الصور وهو يريد بيعها وابلغ زوجي بالموعد والمكان وكان في مصر الجديدة واترك زوجي ليحكي ليكمل لكم القصة ..

كان يوما حارا جدا وكنت أقود سيارتي (المعطل تكييفها دائما) وسط الزحام في طريقي إلي موعد عم ضياء ..وأخيرا وصلت وبعد البحث والمعاناة وجدت مكانا ووضعت فيه سيارتي .. ثم هبطت وسرت حتي وصلت إلي المكان الذي اتفقنا عليه .. مرت نصف ساعة وأنا أقف علي الرصيف ولم يأتي أحد .. طبعا أحسست بأنني انتظر منذ شهر وعشاق التحف هم وحدهم الذين سيفهموا السبب وعشق النوادر والتحف مرض أو قل إدمان المهم وصل عم ضياء وبرفقته رجلا دمث الأخلاق عرفني بنفسه ثم عبرنا الشارع واتجه بنا نحو منزل قديم عندما تدنوا إلي مدخله تشعر فورا بجانب العمارة الراقية التصميم بهواء بارد يحيط بك وكأنه يرحب بقدومك
في عز الحر ويحييك علي حبك لكل ما هو نادر وقديم .. فتح الرجل بابا يطول وصف جماله فوجدت نفسي داخل شقة من تلك الشقق القديمة راقية الطراز والمعمار
جلسنا في الصالون العتيق وكان موديله عند اولاد البلد التحفجية يسمي (لوي كانز) وهو طبعا غير (الكولا كانز) بعد دقائق الترحاب وضع صاحب المكان بين يدي البومات صورا لم احلم في يوم من الأيام أن أراها أو المسها بيدي .. كانت أرشيفا كاملا لصورا أصلية ونادرة وعجيبة عن عائلة الملك فاروق ووالده فؤاد تبدأ بالأمير فؤاد ثم بزواجه مرورا بفترة حكمة
وانتقاله من سلطان إلي ملك ثم مجموعة صور فاروق من الصغر حتي نهاية عصره
لم يكتفي الرجل بتلك الدهشة التي ارتسمت علي وجهي بل احضر صناديق وصناديق وصناديق كانت تمتلئ بالصور التي لم أري مثلها ولن أري طبعا وستعرفون السبب .. المهم أن صاحب المكان يبدوا انه كان يريد الإجهاز الكامل علي ما تبقي عندي من تماسك و(تقل) لان في عرف عالم النوادر يجب ألا تظهر دهشتك أمام البائع لأنه سيطلب منك ثمنا باهظا تبعا لمقدار إعجابك بها وانبهارك الذي سيخبره عن مدي تمسكك المريض بنادرته حتي آخر مليم في جيبك (ولتسقط التزامات الحياة ولتحيا التحف) لذلك يبدوا أن تظهر عدم الاهتمام كثيرا بما تري حتي لا يطمع من سيبيع لك نادرة وتتحدث بصوت معدني مبطن بالا مبالاة الذكية وهو تعبير استلفته من الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور في الكوميديا السوداء (مسرحية مسافر ليل ) ..
مد صاحب المنزل يده نحوي بأوراق فارتعشت يدي قليلا وهي تفض الأوراق فإذا بها خطابات

بخط يد الشاب فاروق كان قد أرسلها إلي والدته من انجلترا يخبرها فيها بتقدمه في التعليم ويسلم عليها وكانت الأظرف تحمل ختم الشمع الملكي ..
ثم احضر صاحب المكان صندوقا آخر كان يمتلئ بألواح زجاجية عبارة عن نيجتفات صور فاروق وفؤاد هذه كانت (العفريته) علي أيامهم قبل عمل اختراع شرائح السليويوز التي نعرفها ونسميها نيجتف .. ثم توالت النوادر والاعجايب حتي انهارت كل مقاومة وتماسك لي أمام مقتنيات هذا الرجل .. ورفعت راية الاستسلام ورفعت أيضا وجهي نحوه وأنا أقول له :
- أنت جبت المصايب دي كلها منين وازاي وأمتي وليه يا أستاذ ؟
فابتسم الرجل المهذب منتشيا وأجابني قائلا :
- أنا اشتريت كل أرشيف أستوديو رياض شحاته مصور جلالة الملك الخصوصي .. الصور والنيجتفات وكل حاجه .
ثم امسكني من يدي ودخل بي غرفة وأشار نحو الجدار فرفعت عيناي وإذا بي أشاهد شريحة زجاجية كبيرة كانت تتخذ شكل الستارة الملكية المشهورة وعليها بالألوان وبماء الذهب شعار الملكية والهلال والثلاثة نجوم واسم رياض شحاته صنعت بالميناء وهي من أجمل ما رئيت .
وقال :
دي لوحة كانت في واجهة أستوديو رياض شحاته.

ثم مد يده الكريمة التي تأتي بالأعاجيب في احد الأدراج واخرج صورا أخري.. واختار منها واحده ناولها لي ..
وإذا بي أشاهد الملك فاروق يرتدي طرطور احتفالات رأس السنة ويقف وهو يؤدي فقرة رقص بلدي وعلي خصره رباط عنق (متحزم) وسط عددا قليلا من أصدقاءه الذين يرتدون طراطير ويصفقون له فرحين بهذ الملك الراقص الظريف

(وللحديث بقية )
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg الملك فاروق واخوته.jpg‏ (77.9 كيلوبايت, المشاهدات 976)
رد مع اقتباس