عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 02/12/2013, 19h11
Samers Samers غير متصل  
ضيف سماعي
رقم العضوية:688962
 
تاريخ التسجيل: avril 2013
الجنسية: عراقية
الإقامة: Europe
المشاركات: 0
افتراضي رد: عازف العود العراقي عاصم الجلبي

وقار الصوفيه في انامل الفنان عاصم الجلبي
حوار النغمة والصمت، الكلمة والتأمل في المعنى، لحظة ترقب مع خشوع قبل ان تدغدغ الريشه هذه الكائنات الرقيقه التي تهتز فرحا وغربة وألما وشوقا، حوار بليغ وصداح بصمته وهو مثل الشمس في اشراقها وصفائها حين يتكلم، هي اذاً صوفية النغمات في انامل الاستاذ عاصم الچلبي
للفنان عاصم الچلبي لمسة جميلة وقوره، رقيقة تهمس في روح هذا الكائن العجيب كل سنوات الغربة البارده الموحشة لتلتحف الحزن الدافيء فتحيله الى موقد ذكريات وابداع
ان ترد على القبح بالجمال وعلى الضجيج بالهدوء وعلى الخيلاء بالتواضع وعلى الخشونة بالرقة والهيبة، وان تكون ارستقراطيا حقيقيا بلا مراءات ولا ادعاء هو تجسيد لاسلوب الفنان عاصم الچلبي وتعامله مع الة العود الحبيبة
في زمن طغت فيه الفوضى على التنسيق والمغالاة في الالة على روحها واللغط الكثير على خير ما قل ودل وانتحال الالقاب بلا مبررات لها تجدنا في اضطراب وفي حاجة لمن يعيد لنا التوازن والثقة بان الفن وبالذات الموسيقى هي صدق ووضوح مع الذات ومع الاخرين، وهي روح قبل ان تكون الة، روح يستنطقها صاحبها لتخبرنا عنه الكثير بمجرد ان نحسن الاصغاء لان موسيقاها هي سيرة لسان صاحبها وخليلها
وفي يومنا هذا قلما تجد من يستطيع ان يشكل من لحظات السكوت والتامل على الالة تشكيلا جميلا تحب الاستماع اليه في تناغم تام مع الصوت كنصفين في جسد واحد ليس لك ان تفصلهما عن بعض
كل مرة استمع فيها لهذا الفنان اجد في تفاصيل العزف بوحاً لقدسية الصمت في ثنايا الصوت حتى ياخذنا معه في رحلة نمسك فيها انفاسنا كي لا نعكر صفو هذه اللحظات ولنتأمل ما يليها من نغمات وفي النهاية نجد انه شكل لنا لوحة رسم ملامحها شيئا فشيئا بريشة عانقت مداد السنين
في المرة الاولى التي استمعت فيها للفنان عاصم الچلبي وجدت فيه شيئا مختلفا عن كل ما سمعت من قبل، وبقيت ابحث عن هذا الشيء في موسيقاه الجميله وانا اتسائل باستمرار، يا ترى ما سر هذا الاختلاف؟ ولماذا احس بالهدوء تارة وبالحزن تارة اخرى؟ وماهو شكل من يعزف على هذا العود الجميل؟ كانت الاسئله كثيره والاجوبة متمنعة وقليلة، وفي كل هذا كنت ارى انساناً انيقاً في لمسته وروحه، مخلصاً ووفياً لتراثه وملهميه، معانقاً تاريخه وحاضره، متزيناً بعباءة الصوفية التي لم تفارق روحه وخلقه لا في شخصه ولا في موسيقاه
تمنياتي بتجربة جديده في الاستماع للفنان عاصم الچلبي من وحي بعض هذه التاملات اما على موقع الوتر السابع او على اليوتيوب
الرجاء الاشاره الى كاتب السطور في حالة الاقتباس للمواقع الاخرى وانا اخص موقع سماعي باهدائي هذه السطور له كمساهمه بسيطه علنا نوفق في ادخال البهجه والمحبه في نفوس احبائنا رواد المنتدى
رد مع اقتباس