[الألآتى]

طلباتك أوامر يادكتور منعم



بسم الله نبدأ فى تحليل أغنية ( ياسلام )

كلمات : بيرم التونسى

ألحان وغناء : محمد فوزى

إشتهر محمد فوزى بأن ألحانه هى السهل الممتنع

وإذا أردنا مثالاً واضحاً على هذه المقولة .. سنجد أن أغنيتنا هذه هى أصدق مثال للسهل الممتنع

عمنا فوزى بيلحن وهو سايب إيديه .. لا يتعمد التعقيد أو إستعراض عضلاته التلحينية

إنه يلحن ببساطة وكأنه يتكلم .. وأتصور أن هذه هى حياته الفعلية .. بسيطة وغير متكلفة

إختار مقام الراست ليكون المقام الأساسى والرئيسى للأغنية .. كما إختار إيقاع المقسوم ليبدأ به لحنه

نسمع فى البداية .. مقدمة موسيقية قصيرة .. عبارة عن التيمة الرئيسية للعمل

هى نفس لحن المذهب ( ياسلام ياسلام ياسلام ) وبس

لم يتفنن فى المقدمة الموسيقية .. هى جملة واحدة ..

ثم يغنى بنفس الجملة اللحنية ( ياسلام ياسلام ياسلام .. ع الوفاق بعد الخصام ) من الراست

وإلى نهاية المذهب .. ويرد الكورس بنفس المذهب

ولن نسمع أى موسيقى بعد ذلك .. سيكون الكورس هو الفاصل بين الكوبليهات

نسمع عمنا فوزى ( إعطفى قلبك عليا إعطفى .. الحنان تحت إبتسامتك مختفى ) من الراست أيضاً

لكن أى راست .. ده محمد فوزى وليس ملحن أخر

لقد قام بتغيير جنس الفرع لمقام الراست .. وهيا بنا نحلل هذه المسألة

المعروف أن أى مقام يتكون من جنسين .. جنس أصلى وجنس فرعى

وإسم المقام يأتى من جمع الجنسين

والراست يتكون من جنس أصلى راست .. وجنس فرعى راست أيضاً

فإذا بدلنا جنس الفرع .. يتغير المقام وإسمه بالتبعية

عمنا فوزى بقى .. لعب فى الجنس الفرعى للراست

مرة يستخدم جنس فرعى ( نهاوند ) ومرة يستخدم جنس ( الحجاز )

وفى كل الحالات يعود لجنس الأصل ( الراست )

ولن أخوض أكثر من هذا فى الشرح والتحليل .. لأن هذا التحليل موجه أصلاً للمستمع والمتذوق العادى .. وليس للمتخصصين

لن أقول مثلاً أنه عمد إلى إستخدام عُربة العجم بدلاً من نغمة ( الأوج ) .. والأوج هى السى نصف بيمول .. أى السى ربع تون ( سيكا )

فهذه كلها مصطلحات علمية

المهم أنه لعب فى جنس الفرع للراست كما يحلو له

وينتهى الكوبليه الأول .. ويعود الكورس لنفس لحن المذهب

ويغنى عمنا فوزى الكوبليه الثانى ( النعيم من غير وجودك أزهده .. وإللى أشعل نار خدودك أعبده ) بنفس لحن الكوبليه الأول

لم يتغير أى شئ فى اللحن

لكنه فى الكوبليه الثالث والأخير .. غير الجملة اللحنية والمقام أيضاً

هو لم يغير الراست .. لكنه لحن من راست أخر .. أى من درجة أخرى .. غير الراست الذى بدأ به

وهذا يعطى بالتأكيد تغيير وإثراء فى الجملة اللحنية

ونأتى للأه .. ويالها من أه .. لقد أطال الأه .. ولم يطيلها والسلام .. لكنه قال الأه من درجات متتالية

حتى وصل إلى الدرجة الرابعة من جواب المقام الأصلى

فإذا عرفنا أن الراست الأصلى يبدأ من الدو .. ويصل للدو التى تليها ( جواب الراست )

فإن عمنا فوزى لم يكتفى بوصوله لجواب الراست بل تعداه بأربع درجات .. حيث وصل للفا جواب

وهذا يدل بالتأكيد على قوة صوته وإتساع طبقاته وخبرته طبعاً

وينهى الكوبليه بنفس نهايات الكوبليهات السابقة .. وتنتهى الأغنية

أرجو أن أكون وُفقت فى هذا التحليل المتواضع