عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11/06/2020, 01h51
الصورة الرمزية مصطفى
مصطفى مصطفى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:49344
 
تاريخ التسجيل: juillet 2007
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
العمر: 48
المشاركات: 423
افتراضي "هكذا تكلمت درعة" الشعر الغنائي لواحات وادي درعة

هـكـذا تـكـلـمـت درعــة(1)

لقد تعددت الفنون الشعبية التي يزخر بها المغرب، حتى بات بعضها لصيقا بمنطقة بعينها دون أخرى. و نظرا لهذه الخصوصية المكانية لم يُكتب لهذه الفنون أن تنتشر على نطاق أوسع، و ظلت حبيسة رقعة جغرافية ضيقة، بالرغم من قيمتها الفنية و الشهرة العالمية التي عرفتها بعض الألوان من التراث الشعبي.
إن التراث اللامادي الذي تزخر به واحات وادي درعة ليس مجرد رقصات و أهازيج كما يعرف البعض، أو كما يُسوق له البعض، بل هو نصوص تراثية و ثقافة شفهية قيمة، لا تقل قيمة عن فن الملحون، هذا الأخير الذي كُتب له أن يحظى بالعناية العلمية الأكاديمية اللازمة بفضل مجهودات العلامة محمد الفاسي الذي عمل على جمع قصائد الملحون و حفظها في موسوعة علمية بعد أن كانت مشتتة بين الحُفاظ في مختلف المدن، و كشف لنا عن قيمتها الفنية و الأدبية كما فعل الفراهيدي مع الشعر العربي؛ و كذلك الشأن بالنسبة لفنون واحات وادي درعة، فبعد دراستها سوف نجد أن نصوصها تقع في نفس مستوى القصيدة الملحونية من حيث تنوع الشكل و المضمون، غير أنها لم تحظى بنفس لاهتمام الذي لقته قصيدة الملحون نظرا لعدم وجود باحثين متخصصين في هذا الشأن. و من بين محاولات جمع هذا التراث اللامادي كانت هناك محاولة جليلة من قبل مجموعة من الباحثين، تحت إشراف الاستاذ عبد العزيز الراشدي، من أجل جمع و توثيق التراث اللامادي لواحات وادي درعة في كتاب سماه "هكذا تكلمت درعة"، و هو كتاب يقع في 549 صفحة و قد جُمعت نصوصه مباشرة من أفواه الرواة، نظرا لقلة النصوص المكتوبة، فكانت ثمرة هذا المجهود الضخم أن كشف عن نصوص تهجس بتاريخ و حضارة و حياة لمنطقة موغلة في العتاقة و العمق. و أكيد أن هذا العمل و ما سيأتي بعده من بحوث و دراسات سيفيد الباحثين في العلوم الاجتماعية في فهم الثقافة الدرعية أكثر. و قد حاول الباحثون توثيق أغلب صنوف القول الدرعي من عربي و أمازيغي مثل فنون الرسمة و الركبة و أقلال و السقل و الكدرة و أحواش و أحيدوس و غيرها.
لقد حصلت على نسخة من هذا الكتاب منذ ستة أعوام، و قد اكتشفت من خلاله فعلا أن فنون واحات درعة ليست مجرد رقصات أو استعراضات فولكلورية، و إنما هي نصوص أدبية شعبية مغناة لها نظامها "العروضي" الخاص بها شأنها شأن باقي القصائد الأخرى، لذا ارتأيت أن أدرج في هذا الموضوع بعض القصائد المختارة ليطلع عليها الباحث الزائر لمنتدى سماعي، و تجدر الاشارة إلى أن جل القصائد التي كتبت تظل مجهولة الناظم، فمن أخَص مميزات الأدب الشعبي أنه لا يُعرَف قائله، لأن الكلام هو الذي وصل بالتواتر و تم إغفال قائله.
و الشكر أولا لكل من ساهم في إعداد هذا الكتاب الذي أُعتبره معلمة في "كْلامْ" ناس درعة أو "الهَضْرَا" كما يطلقون عليها محليا.

ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عن كتاب هكذا تكلمت درعة، (مشروع توثيق التراث اللامادي بواحات وادي درعة)، إعداد مجموعة من الباحثين، إشراف عبد العزيز الرادشدي. الطبعة الأولى 2013. منشورات القصبة
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg هكذا تكلمت درعة.jpg‏ (81.6 كيلوبايت, المشاهدات 62)
__________________
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضـــه فكل رداء يرتديه جميـــــــــــــــــــل
و إن هو لم يحمل على النفس ضيمها فليس إلى حسن الثناء سبيل
رد مع اقتباس