[نهاد عسكر]

الموسيقار العراقي : خالد محمد علي

فيلسوف الموسيقى الشرقية

الاستاذ والاخ العزيز عثمان دلباني ...
أحبتنا في سماعي ... تحية طيبة .

الحديث عن الموسيقار العراقي الكبير خالد محمد علي لاينتهي , ففيه رائحة وعبق الغابات في الموصل , وهمس الاوتار وحديثها وحيرتها والليالي الموصلية والعيون الشاردة ومن الشمال الى الجنوب . انها ليست مؤلفات موسيقية بل هي لوحات تشكيلية بفرشاة انطباعية يرسمها لنا لتصور أدق التفاصيل عن مفردات حياتنا اليومية والحب والامل لكل ماهو جميل فيها .
فاز بجائزة توفيق باشا الدولية عام 2008 على مستوى الوطن العربي تحت رعاية جامعة الدول العربية عن معزوفته سماعي حجاز , وهي من جوائز التأليف الموسيقي المهمة والتي رفع بها أسم العراق عاليا , وان المنهج التعليمي للعود في العراق هو الافضل بين مناهج التعليم في الوطن العربي .
هو مهتم بالتأليف الموسيقي وحضور ملتقيات ومؤتمرات للعود أكثر من اقامة الحفلات , مع ذلك يقيم الحفلات والآماسي للعود بين الحين والآخر وان كانت محدودة وتغطيتها الاعلامية صغيرة وكانت له مشاركات في عام 2009 وفي العام الماضي 2010 أقام أمسية للعود في دبي وفي تجربة فريدة من نوعها حيث قام بتلحين قصيدة اوبرا للشاعر العراقي الكبير معد الجبوري للمغني الامريكي المشهور مارك هيللر وبمصاحبة عازف البيانو الايطالي جان لوكا وسجل عملا للعود مع الاوركسترا .
يختلف عن معظم اقرانه من عازفي العود انه لايهتم بالعزف الاستعراضي الميّال الى التكنيك العالي والمبالغة في البوزشنات على حساب جمالية الذوق والطعم العربي لموسيقانا وفعلا يغدو العود وكأنه آلة كيتار والمقطوعة اشبه بموسيقى الفلامنكو .
بعض مواقع الانترنت أطلقت عليه لقب فيلسوف الموسيقى الشرقية وان كان هو حقا يستحقها عن جدارة الا اننا نجده عازفا متواضعا حلمه أن يدخل الفرحة والسعادة لجمهوره ولو لثواني .
مشكلة الموسيقى في العالم العربي ان شركات الانتاج تفكر دائما بالربح كأي عمل تجاري لذلك نجدها تتجه نحو الاغنية الشبابية باعتبارها الاسرع انتشارا حتى لو كانت هابطة المستوى . نحن نحتاج الى سنوات من العمل والاعلام الموجه في تثقيف المستمع العربي على تعليم أذنه في سماع الموسيقى الراقية المعبّرة عن مفردات حياتنا اليومية بكل جمالية وألق الماضي الجميل . نتعلم أن نهّز رؤوسنا طربا وليس أردافنا . وهذا لعمري مهمة شاقة ليست بالسهلة لأن تغير سلوكيات ونمط السماع لاجيال تدربت مع الاسف على الكم الهائل من الاغاني الهابطة مهمة صعبة.
وقبل أن أختم موضوعي أحيي رسام ونحات الجملة الموسيقية الرصينة وفيلسوف الموسيقى الموسيقار خالد محمد علي والمزيد من النجاح . وأدعوا من لديه أية تسجيلات من أعماله التي ذكرتها أعلاه بأن يبادر بالاسراع في رفعها شاكرين فضله مقدما , لان الموسيقى غذاء الروح .

للفائدة منقول بتصرف كبير في لقاء أجرته معه شبكة أخبار الخليج في 8/4/2010.
نهاد عسكر / أبو ياسر