عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 17/05/2008, 19h06
الصورة الرمزية أحمد عبد الواحد
أحمد عبد الواحد أحمد عبد الواحد غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:25271
 
تاريخ التسجيل: avril 2007
الجنسية: جزائرية
الإقامة: الجزائر
العمر: 41
المشاركات: 363
Post رحباني (الأخوين: عاصي 1923 - 1986، ومنصور 1925 - )

الأخوين رحباني

عاصي و منصور




ولد عاصي سنة 1923 في مدينة أنطلياس بلبنان, وبعده سنة 1925 ولد شقيقه الأصغر منصور والدهما حنا الياس الرحباني كان محكوماً عليه بالإعدام من قبل العثمانيين إلا أنه تمكن من الهرب والالتجاء في أنطلياس، شمال بيروت، حيث فتح مقهى في موقع جميل بمنطقة "الفوار"، كان حنا محافظا في سلوكه وفي أسلوب إدارته للمقهى لكنه كان محباً للموسيقى ويحسن العزف على "البزق" وكان يجمع حوله زبائنه والولدين الصغيرين ليستمعوا إلى عزفه، بالإضافة إلى بضعة أغانٍ قديمة على الفونوغراف، خاصة أغاني أم كلثوم، أمين حسنين، محمد عبد الوهاب، سيد درويش، وغيرهم من مطربي تلك الأيام، حيث كان عاصي ومنصور
يمضيان ستة أشهر من كل سنة في المدرسة ثم يخرجهما والدهما ليساعداه في المقهى خلال موسم الربيع مقنعاً الأم بأن ما حصلا عليه من علم كافٍ لتلك السنة، ورغم أن مرحلة الدراسة الأولى لم تكن منتظمة بالنسبة للأخوين، إلا أن عاصي كان مواظباً أكثر من منصور. نشأ الصبيان في هذا الجو من التشدد في الأخلاق والسلوك من جهة، والموسيقى والفن من جهة أخرى. يضاف إلى ذلك جدتهما لأمهما التي لعبت دوراً هاما في نشأتهما. كانت الجدة محافظة كالأب وكانت تشجعهما على حفظ قدر المستطاع من الموروث الشعري، كانت تلك أهم العوامل التي ساعدت في صقل موهبة الصبيين بالإضافة إلى مخيلة جدّ غنية وجدّ مزدهرة.

كان منصور يحب الشعر منذ طفولته، وبدأ أولى محاولاته في كتابة الشعر في سن الثامنة، وفي الثانية عشرة من عمره اشترك في مجلة "المكشوف"، وبعدها في مجلات أدبية أخرى كان عاصي يشاطره قراءتها بشغف كبير، ثم انكبّا على قراءة كتب الفلسفة، وكتب "طاغور" ومسرحيات "شكسبير".

بدأت أحوال المقهى في التدهور ومعها وضع الأسرة الاقتصادي، مما اضطر عاصي ومنصور للعمل في قطاف الليمون ثم انصرفا لمساعدة والدهما في المطعم. ساعدت بيئة المنطقة على اختزان الكثير من الذكريات التي استحضراها فيما بعد في أعمالهما. بعد سنة عادا إلى أنطلياس حيث التقيا الأب بولس الأشقر، وقد شكل هذا اللقاء تحولاً أساسياً في حياة عاصي ومنصور، لا سيما أنهما طلبا أن يضمهما إلى جوقة الصلاة والتراتيل التي كان يعلمها، فوافق على انضمام منصور فقط ، تعلّم الأَخـَوان العزف على البزق، ثم اشترى عاصي كماناً وبدأ يعزف عليه. درسا تاريخ الموسيقى الشرقية من كتب نادرة كانت بحوزة الأب بولس، وسرعان ما بدءا بالتأليف وكان أول عمل نشيداً بمناسبة عيد الأب بولس الأشقر ثم ألحاناً دينية وبصورة خاصة المزامير بالاشتراك مع الجوقة. لم تقتصر موهبة عاصي ومنصور الرحباني على الموسيقى فقط، فقد كان شغفهما بالمسرح كبيراً لدرجة أنه أصبح هاجساً لديهما حتى قبل أن يبلغا سن الرشد،

انضم عاصي إلى سلك البوليس
في سن السادسة عشر بعد أن اضطر إلى تكبير سنه كي يحق له التقدم إلى الوظيفة ثم فعل منصور نفس الشيء. كان الاشتغال بالفن ممنوعا على العاملين بالبوليس، وكان رئيس البلدية وقتها "وديع الشمالي" محباً للفن وعازفاً على الكمان مما سهل لعاصي الاستمرار في تنمية موهبته، أما منصور فقد كان عمله في قسم الأمن العام ببيروت، غير أن هذا لم يكن ليمنع سعيهما نحو احتراف الفن، فكانا يتنكران بثياب مختلفة وأحياناً يضعان شوارب مستعارة.

بعد الحرب العالمية الثانية قرر عاصي ومنصور أن ينتقلا من الهواية إلى عالم الاحتراف وكانت الإذاعة الطريق الوحيد إلى ذلك. وبدءا مرحلة جديدة في حياتهما الفنية حين تعرفا في البداية على "إيليا أبو الروس" سنة 1944 وكان عليهما أن يخضعا لامتحان فقدما في الامتحان بعضاً من أعمالهما الخاصة إلا أنها لم تلق ترحيباً من قبل اللجنة الفاحصة باستثناء "ميشيل خياط"، وهكذا رفض كورس الإذاعة ومطربوها أن يغنوا الرحبانيين، فأحضرا أختهما "سلوى" وأطلقا عليها اسم "نجوى" لتؤدي أغانيهما في الإذاعة، ومن هنا بدأ تعرف المجتمع الفني والإعلامي عليهما واقتناعه بهما.

بالإضافة إلى هذا فإن اتجاه
عاصي إلى تعلم العزف على الكمان وإتقان الأصول العلمية للموسيقى على يد الأستاذ "إدوار جهشان" شجع "فؤاد قاسم" رئيس مصلحة الإذاعة على تبنى أعمالهما ومن ثم طلب منه أن ينضم إلى الإذاعة بصفة عازف كمان ومؤلف موسيقي، وافق عاصي واستقال من سلك الشرطة، ومنذ ذلك الحين صار المعجبون بأغاني الرحبانيين يزدادون ومن بين هؤلاء المخرج "صبري الشريف" و "محمد الغصيني" اللذين كانا مديرين في إذاعة الشرق الأدنى في قبرص، كان هذا بعد أن استقال منصور أيضاً من وظيفته في البوليس وتابع دراسة الموسيقى مع عاصي وتوفيق الباشا على يد الأستاذ "برتران روبيّار" الذي علمهم قواعد الموسيقى الغربية والشرقية بحيث أصبح الأخوان رحباني من بين أكثر الموسيقيين اللبنانيين تعلماً للموسيقى، ومن بين الأشخاص الذين تعرف إليهم عاصي ومنصور في تلك الفترة "خليل مكنية" عازف الكمان المعروف، "زكي ناصيف" معلم الموسيقى وعازف البيانو، "حليم الرومي" ،وأخذت أغانيهما تصل بسرعة إلى آذان المستمعين،

ومن بين تلك الأغاني القديمة كانت: دجاجات الحب، زورق الحب لنا، يا ساحر العينين، سمراء مها حيث كانت تؤديها أختهما "سلوى" أو "نجوى" كما أسمياها حتى ظهرت
فيروز. عندما التقى عاصي بفيروز للمرة الأولى بصفتها مغنية في الكورس في نفس الإذاعة
اعتقد عاصي أن صوت فيروز غير مناسب لأداء الأغاني الغربية بينما كان حليم الرومي الذي قدم كلا منهما للآخر مقتنعا بها. بدأ عاصي بكتابة الأغاني لفيروز غير أنّه احتاج ثلاث سنوات لإقناع المسؤولين في المحطة بقدراتها، إذ أنّ الأصوات الرائجة في تلك الفترة كانت أصوات نجوى وحنان وأخريات، في تلك الفترة استقال منصور من سلك البوليس وانضمّ إلى عاصي وفيروز وبدأ المشوار.

هيّأ الرحبانيان لفيروز انطلاقة رحبانية محضة، حيث كانت دائماً تثبت جدارتها وتكونت لديها خبرة لم تحصل عليها أية مطربة أخرى، كان هم الرحبانيان هو خلق موسيقا لبنانية ذات هوية واضحة لذلك بدءا من الصفر سواء مع الموسيقى أو مع الكلمات. عادا إلى الفولكلور وأخذا بعض الأغنيات وأعادا توزيعها دون تغيير بالكلام، في مرحلة لاحقة صارا يخلطان الألحان الفولكلورية بعضها ببعض في أغنية واحدة مع كلام من تأليفهما، مما أوقع البعض في الالتباس حيث ظنوا أن الكلام هو في الأساس قديم بينما هو رحباني بحت. ثم بدءا بكتابة القصيدة القصيرة المختصرة التي لا تتجاوز مدة غنائها بضعة دقائق. أما الموشحات التي وجدا أنها انقرضت أو كادت، فقد جمعاها وعملا لها توزيعاً موسيقياً جديداً، وزادا على كلماتها، ثم صارا يؤلفان موشحات خاصة بهما.

في سنة 1955 بعد أن تزوج عاصي بفيروز سافروا جميعاً إلى مصر للاطلاع على شؤون الفن هناك، وبعدها وضعا مجموعة من الأغنيات عن القضية الفلسطينية مثل: "سنرجع يوماً" و "زهرة المدائن"، وعندما بدأت مهرجانات بعلبك في لبنان 1956 كانت الحاجة واضحة إلى تقديم فن لبناني في هذه المهرجانات، فكان الرحابنة أول من استدعي وأوكلت إليهم مهمة التلحين فقط في البداية لكن عاصي أصر على استلام المهرجان كله. كانت اللجنة المنظمة ضد أن تكون فيروز هي المطربة لكن عاصي أصر على موقفه كما عرض أن تتقاضى فيروز ليرة لبنانية واحدة فقط، وفي سنة 1979 عاد المهرجان وقدم الرحبانيان "المحاكمة" من بطولة فيروز ووديع الصافي، وفي بداية سنة 1960 ولد عصر جديد في مسيرة الرحبانية، حيث بدءا بتقديم المسرحيات في بعلبك ومناطق أخرى، بدءاً من "موسم العز" بالاشتراك مع "صباح" و "وديع الصافي" و "نصري شمس الدين" ، ثم "البعلبكية" سنة1961، وبعد أن قدمت "جسر القمر" في بعلبك ودمشق عام 1962، بعدها بعام شهد مسرح "كازينو لبنان" مسرحية "الليل والقنديل"، وفي سنة 1964 اتصل بهم منظمو مهرجانات الأرز، قصد تقديم الرحبانيان آنذاك مسرحية "بياع الخواتم" والتي كانت تجربة مختلفة كلياً، وبعدها عرضت "دواليب الهوا " مع صباح ونصري شمس الدين على مسرح بعلبك سنة 1965، كان النجاح حليفهما، كانا يعملان بتناغم سواء كل لوحده أو مع بعضهما، أحدهما يكتب والثاني يلحن والعكس بالعكس، حيث كانت الأعمال تصدر وتوقع باسم: "الأخوين رحباني".

في سنة 1962 تأسست محطة تليفزيونية جديدة في لبنان وطلب من الرحابنة إعداد برنامج موسيقي ليوم الافتتاح، فقدما أول عرض تليفزيوني لهما "حكاية الإسوارة" والتي قوبلت بنجاح كبير، بعد ذلك أوقف الرحابنة العمل للتليفزيون. خطوتهما التالية كانت نحو السينما عندما جاء بالفكرة صديقهما "رجا الشوربجي" الذي أقنعهما بتحويل إحدى المسرحيات إلى فيلم سينمائي، وبعد استشارة "كامل التلمساني" مستشار مكتبهما، والمخرج المصري "يوسف شاهين" الذي صدف وجوده في لبنان في تلك الفترة قررا نقل مسرحية "بياع الخواتم" إلى الشاشة

أثناء العمل على الحلقة الرابعة عشرة من مسلسل "من يوم ليوم"، بدأ عاصي يعاني من آلام مبرحة في رأسه، وفقد القدرة على التركيز حيث أسعف بسرعة إلى المستشفى وكان تشخيصه نزيف حاد في الدماغ وطمأنه الأطباء أن لديه فرصة للنجاة، وبعد مداولات سريعة بين الأطباء، استدعي جراح أعصاب من فرنسا، وأدخل عاصي غرفة العمليات ونجحت العملية في إيقاف النزيف. مر وقت وقت طويل حتى تمكن عاصي من إعادة تأهيل نفسه ليعود إلى حياته الطبيعية، حيث كانت"المحطة" أول عمل قدم بعد شفاء عاصي، حيث لحن فيها أغنية "ليالي الشمال الحزينة" التي كانت أول أغنية لحنها بعد شفائه. بعد ذلك طلب منصور من زياد رحباني أن يعملا سويا على أغنية تقدم كتحية من الثلاثة: (منصور، زياد، فيروز) إلى عاصي، فأخبره زياد أن لديه لحناً بدون كلمات سمع منصور اللحن وأعجب به وكتب كلمات "سألوني الناس".

في نهاية السبعينات بدأت المشاكل في المسيرة الرحبانية وأدت في النهاية إلى الانفصال التام بين فيروز وزوجها وأخيه سنة 1979. استمر الرحابنة، فقدما مسرحيتي "المؤامرة مستمرة" سنة 1980 ثم "الربيع السابع" سنة 1984، لكن صحة عاصي بدأت بالتدهور سريعاً ودخل في حالة غيبوبة إلى أن لفظ عاصي أنفاسه الأخيرة يوم 21 يونيو 1986. وبهذا إنتهت القصة المشتركة للأخوين الرحباني





أعمال الأخوين الرحباني بين 1957 - 1984

1957: أيام الحصاد، 1959: عرس في القرية، 1960: موسم العز، 1961:البعلبكية، 1962: جسر القمر، 1962:عودة العسكر، 1963: الليل والقنديل، 1964: بياع الخواتم، 1965:دواليب الهوا، 1966:أيام فخر الدين، 1967: هالة والملك، 1969: جبال الصوان، 1970: يعيش يعيش، 1971: صح النوم، 1972: ناطورة المفاتيح، 1972: ناس من ورق، 1973: المحطة، 1973:قصيدة حب، 1974: لولو، 1975:ميس الريم، 1977 - 1978: بترا ، 1980:المؤامرة مستمرة، 1984: الربيع السابع.

سينما : 1965:بيّاع الخواتم، 1966:سفر برلك، 1967:بنت الحارس .
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg الأخوين رحباني.jpg‏ (16.4 كيلوبايت, المشاهدات 45)
__________________
المقياس الحقيقي للإنسان ليس عندما يكون في لحظات الراحة والطمأنينة
, ولكن عندما يكون في لحظات التحدي والصراع .........


مارتن لوثر كينغ
رد مع اقتباس