[tarab]

في أواخر 1974 وتحديداً يوم الخميس 26/12 من ذلك العام كان يرقد واحد من أهم الموسيقيين على مر العصور في أحد مستشفيات العاصمة اللبنانية بيروت وهو الموسيقار العربي السوري فريد الأطرش الذي أصيب قبل ذلك اليوم بأيام بنوبة قلبية وفي ذلك اليوم طيرت وكالات الأنباء خبراً نزل كالصاعقة على الملايين في العالم العربي لقد توفي فريد الأطرش بعد حياة حافلة بالشقاء والترحال في بداياتها وبالمجد والشهرة والمال في نهاياتها.

محمد المصري (أبو فريد) الباحث الموسيقي وأحد أهم المهتمين بحياة ونتاج فريد الأطرش الإبداعي يتذكر تلك القامة الكبيرة فيقول لـ(الوطن):

الموسيقار فريد الأطرش كان وسيبقى موضوعاً يشغل كل من يهتم بفنه فهو ليس ذاك الفنان الذي تقرأ عنه مرة واحدة وتكتفي، إنه نغم خالد تتناقله الأجيال.. ووتر يعزف لحن الخلود. وحول إرثه الإبداعي يقول أبو فريد: الموسيقار فريد الأطرش قدم الكثير من الأغنيات بأصوات فنانين كبار وغنى البعض منها بصوته وأذكر من ألحانه الخالدة الأغاني التي غنتها شقيقته أسمهان ومنها: ليالي الأنس في فيينا وعليك صلاة الله وسلامه، يا بدع الورد يا جمال الورد، يا للي هواك شاغل بالي، أهوى أنا أهوى وغيرها الكثير من الأغاني كما غنت له الشحرورة صباح العديد من الألحان وكذلك شادية ونور الهدى وفايزة أحمد ورجاء عبدو ومها صبري وشريفة فاضل وليلى مراد ونجاة علي وفتحية أحمد كما غنت له وردة الجزائرية أكثر من أغنية وطروب وحياة محمد ومن المطربين غنى له فهد بلان ووديع الصافي، محرم فؤاد، عصام رجي، محمد رشدي، وسواهم.
ولا تنس أن ألحانه أصبحت عالمية حيث غنى مطربون من روسيا وإيران من ألحانه ومنها يا زهرة في خيالي، وياك وياك وعزفت موسيقاه أكثر الفرق الأجنبية، كما قدم الأطرش (يضيف المصري) الكثير من الرقصات والمقطوعات الموسيقية الخالدة على آلة العود حيث كان يعتبر أفضل عازفي العود في العالم. وحول أغاني فريد الأطرش يؤكد أبو فريد أن الأطرش لحن أغانيه (حيث قدم أروع الأغاني في تاريخ الفن العربي ومنها الربيع، عدت يا يوم مولدي، حكاية غرامي، يا حبايبي يا غايبين، عش أنت، ما انحرمش العمر منك، نورا نورا، ولا ننسى أبداً أغنيته الشهيرة أول همسة التي غناها في عدد من الدول العربية ومازلت أذكر حفلته الشهيرة مساء الخميس 7 أيلول 1972 في ملعب العباسيين بدمشق حيث غنى هذه الأغنية الخالدة. ويتابع أبو فريد حديثه عن الأطرش: قدم للشاشة الفضية واحداً وثلاثين فيلماً وكان أول فيلم له (انتصار الشباب عام 1941) وعرض أول مرة بسينما استديو مصر مدة 12 أسبوعاً متتالياً وتقاضى أول أجر له وهو 1500 جنيه وكانت تشاركه البطولة الصوت الخالد أسمهان شقيقته، أما آخر فيلم لفريد الأطرش فكان (نغم في حياتي عام 1974) وعرض الفيلم أول مرة في بيروت وكان أول فيلم له بالألوان وتقاضى عليه أعلى أجر وهو 65 ألف جنيه. وفي معرض حديثه عن فريد الأطرش توقف أبو فريد عند أهم المحطات في حياته فيقول: هو أول موسيقي عربي يفوز بجائزة أحسن عازف عود بمسابقة كبرى أقيمت في تركيا 1962 وهو الفنان الوحيد الذي كان يحمل أربع جنسيات عربية هي سورية ولبنانية ومصرية وسودانية وأول فنان عربي منحته فرنسا وسام الخلود الفني ونشرت أعماله بموسوعاتها، فريد الأطرش أول فنان يفوز بالتزكية برئاسة جمعية المؤلفين والملحنين المصرية لمدة اثني عشر عاماً وهو أول فنان عربي غنت أوروبا وأميركا أغانيه وعزفت موسيقاه بثماني لغات عالمية كما نال فريد الأطرش العديد من الأوسمة منها وسام الاستحقاق المصري عام 1970 ووسام الاستحقاق اللبناني المذهب ووسام الكوكب الأردني برتبة فارس 1955 وقلادة النيل المصرية 1962 وجائزة الفنون والآداب المصرية من الطبقة الأولى 1964 وتشكلت بعد وفاته أكثر من جمعية لتخليد وإحياء ذكراه، ويختم الباحث محمد المصري حديثه: قد غنى فريد الأطرش أغاني دينية ووطنية وعشرات الأغاني القصيرة التي مازالت حاضرة ليومنا هذا كما غنى للكثير من أمراء وملوك ورؤساء البلدان العربية


الوطن جريده يوميه سوريه