عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 23/10/2011, 00h51
الصورة الرمزية محمد صديق سليم
محمد صديق سليم محمد صديق سليم غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:489828
 
تاريخ التسجيل: janvier 2010
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
المشاركات: 678
افتراضي رد: احتفالية الذكرى الخامسة عشر لرحيل الفنان محمد الحياني



عندليب الأغنية المغربية ينتقل الى مثواه الأخير

ماذا سأقول بهذه المناسبة .لقد تعددت الأحاديث هنا وهناك الكل تحدث عن أصالته وخلقه و و و......
أمام هذا كله عادت بي الذاكرة الى يوم رحيله وأردت نقل معايشتي لهذا الحدث والوقوف عنده : ففي يوم 23 أكتوبر من سنة 1996 انتقل الى عفو الله الفنان المطرب والعندليب محمد الحياني مرت السنوات تلو السنوات .ولكن زمن هذا المطرب الظاهرة لا زال متوقفا عند الروائع التي أطرب بها جمهوره .وكأني بهذه الروائع قصائد كانت أم زجل في تجدد مستمر . في مثل هذا اليوم تلقينا الخبر . فأحسسنا بتوقف الكلمة الجميلة والجادة . أحسسنا بتوقف اللحن الطروب. لاحت في الأفق البصمات الفنية لهذا الفنان الكبير . نفذت الى قلوبنا عبر أغانيه وقصائده . بكلماتها وأشعارها فكانت معبرة عن الحدث. الرحيل. الدموع. الألم. الشوق. الحنين...
هل كان الراحل طيلة السنوات الماضية يغني لهذا اليوم...يوم الرحيل..
تلألأ في الأفق وقوفه على خشبة المسرح بشموخ واتزان. تناهى الى الأسماع صوته الدافىء وأداؤه الرصين. نفذ الى القلب احساسه الرقيق وشعوره المرهف..
لقد اختلطت الأحاسيس جميعها في هذا اليوم . كلمة واحدة على لسان أصدقائه ومحبيه : رحل عنا السي محمد الحياني. الجميع اتجه نحو زنقة مصطفى المعاني عنوان بيته.لينتظر وصول جثمانه الطاهر من مدينة الرباط حيث كان يتلقى العلاج .
ماذا سأقول عن هذه اللحظات .بل ماذا سأقول عن هذا اليوم
لم نصدق أننا سنرى السي محمد ملفوفا ومحمولا بعدما ألفنا اطلالته الأنيقة .
بعدما ألفنا ابتسامة الأطفال على محياه .بعدما ألفنا خفة روحه وميله السريع للضحك وللحكايات والمقالب المضحكة .أشياء كان الجميع يتذكرها ويذكرها .
وصل جثمانه الطاهر توقفت حركة السير بوسط المدينة .ارتفعت الزغاريد وارتفع التكبير. فاضت الأعين .أحس الجميع بحرقة الفراق . أحس بالألم..
هذا الألم عاشه الجميع يوم وليلة .والى حين خروج جثمان الراحل الى مثواه الأخير
في اليوم الموالي عاش الجميع نفس الزغاريد نفس التكبير اخترق الموكب أهم شوارع البيضاء وسط جو من الحب والاحترام لهذا الفنان . اتجه نحو مقبرة سيدي مسعود الواقعة على هضبة مرتفعة .المشهد كان مؤثرا وكأني به يعبر عن شموخ هذا الفنان ..حضور غفير من الفنانين والسياسيين والمسؤولين والأصدقاء والمعجبين من سائر الفئات والأعمار.
رفع اذان الظهر بصوت عبدالهادي بلخياط .
بعد الصلاة حمل الجثمان الطاهر على أكتاف محبيه الى مثواه الأخير وهم يرثلون ايات من الذكرالحكيم .
رحل عندليب الأغنية المغربية الى الأبد.. ولكن...حبه للفن الرفيع وحرصه على انتقاء الكلمة الجيدة واللحن الطروب .
ولكن ..زهده في الحياة وعدم تهافته على الألحان التجارية الرخيصة طمعا في المال.
ولكن ..حبه الصادق للناس وطول فترة صداقته وعلاقته بالشعراء والزجالين وكذا الملحنين خلاف غيره من الفنانين .. ولكن...باعتباره من المطربين العرب القلائل اللذين يجيدون الغناء. ولكن...باعتبار تضحياته وسخائه وكرمه وتلبيته بتلقائية لأية دعوة بخصوص أي عمل اجتماعي وتنازله عن أجره.لهذه العناصر جميعها :رحل الجسد الى الأبد.وبقيت أعماله خالدة لدى محبيه .بقي حب الناس له كمطرب وكانسان على مدى السنوات الطويلة.
وقد أحس رحمه الله بهذا الحب الكبير الذي يكنه له الجميع وكانت كلمته لمن سألوا عنه هي شكر الله .وشكر رائد الأمة الذي تكفل بعلاجه .لقد لخص احساسه وشعوره اتجاه جمهوره
في جملة مؤثرة (هذا جهدي عليكم) اسمعوها وادعوا له بالرحمة والمغفرة
رد مع اقتباس