عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 26/10/2008, 20h31
تميم الاسدي تميم الاسدي غير متصل  
ضيف سماعي
رقم العضوية:308993
 
تاريخ التسجيل: octobre 2008
الجنسية: فلسطينية
الإقامة: فلسطين
المشاركات: 6
افتراضي رد: من الفنون الشَّعبيَّة الفلسطينيَّة

الشَّاعر الشَّعبيّ الفلسطينيّ
الحَدَّا أو الزَّجال

الحَدَّا بلغة الفلسطينيين ، ( الحادي ) ، الشَّاعر الشعبيّ ، الفنَّان الذي غالبًا ما كان يُحيي حفلات الأعراس . وقد نهج الفلسطينيُّون على دعوة إثنين من الشُّعراء ( الحَدايِّه ) لأفراحهم ، واللَّذان كانا يُقدّمان الفنون الغنائيَّة ، من الحُداء ، وهو قسم من فنون الزَّجَل ، والزَّجل هو الإسم الشَّامل ، والأكثر إحاطة بفنون الشِّعر العامي المحكيّ ، الذي يُقال ويُكتَب ويُغنَّى .
عندما كان الحَدَّا في الماضي يُدعى لإحياء حفل العرس كان يصحب معه زميله ، والذي درج في الغالب أن الحَدَّا كان يُزامله أخٌ له ، وهذا ما حدث مع الكثيرين ، ومنهم : الشَّاعر المرحوم محمَّد أبو السُّعود الأسديّ وأخوه المرحوم الشَّاعر قاسم أبو غازي الأسديّ ، وهذان الإثنان قطبا المدرسة الديراويَّة في الزَّجل الفلسطينيّ ، واللذان جابا البلاد بطولها وعرضها ، وهما من قرية دير الأسد ، قضاء عكَّا في جليل فلسطين . وكذلك الشَّاعر المرحوم توفيق أبو الأمين بْصول الرِّيناويّ وأخوه المرحوم الشَّاعر محمَّد أبو عاطف بْصول الرِّيناويّ ، وهذان الآخران قطبا المدرسة الرِّيناويَّة في الزَّجل الفلسطينيّ ، وهما من قرية الرِّينة ، قضاء النَّاصرة في جليل فلسطين . وقد تمتَّع لفترة عقود من الزَّمن هولاء الشُّعراء الأربعة بشهرة واسعة ، حتَّى أَن النَّاس ما زالوا يشهدون لهم ، لما قدموه خلال فترة تواجدهم في مجال الفنّ .
قلت أنّ الحَّدا ، ( الشَّاعر الشَّعبيّ ، الزَّجَّال ) ، كان يُحيي حفلات الأعراس ، وقد تمتَّع بقدرة على الإرتجال ، حتَّى أن النَّاس كانوا يتعجَّبون من البديهة التي يمتلكها كلٌّ منهم ، وكذلك من غيرهم من الشُّعراء . ففي فلسطين الكثير من الشُّعراء الشَّعبيين ، الذين كانوا منتشرين بين مدن وقرى البلاد ، وفي شمالها وجنوبها .
بالإضافة إلى قُدرة الحَدَّا على قول الشِّعر العامي ، وفق قواعد ومبادىء ، سأتحدَّث عنها ، تمتَّع أيضًا بصوت جميل وقويّ ، في عصر لم يستخدم الفنّان الشعبيّ مُكبِّر الصَّوت ، فلقد تغنَّى الحدَّا في ساحة الحيّ ، أو في أزقته ، بدون مُكبِّر الصَّوت ، وكان صوته يجلجل مُدَوِّيًّا ، والنَّاس يردِّدون معه ، وفق نظام غنائيّ ، ردَّات شعبيَّة ، كان لكلٍّ منها وقعه ووقته .
الحقيقة أن الحَدَّا كان المنظِّم ، والشَّاعر ، وصاحب الصَّوت ، والشَّخصيَّة المركزيَّة اللامعة في الحفل ، وكثيرًا ما كان الإحتفال في القديم يمتدّ لبضع أَيَّام وكان الشَّاعر يقيم عند أهل الفرح معزَّزًا مُكرَّمًا .
لقد إشتهر في فلسطين عددٌ من الشُّعراء الشَّعبيين ، بالإضافة إلى الذين ذكرتهم ، ومنهم المرحوم الحاجّ فرحان سلاَّم ، أبو خليل ، إبن قرية المجيدل ، من قضاء النَّاصرة . والتي شُرِّد أَهلُها عام النَّكبة 1948 ، كما شُرِّد معهم الشَّاعر فرحان سلاَّم ، الذي أقام مع قومه في مخيَّم اليرموك في سوريا ، وكذلك المرحوم مصطفى البدويّ ، أبو السَّعيد ، الملقَّب بالحِطِّيني ، نسبة إلى قريته حِطِّين ، وهي من قضاء طبريَّة ، وقد هُدِّمت وشُرِّد أهلُها عام النكبة ، ومعهم الشَّاعرالحطِّيني الذي أقام أيضًا في سوريا .
هذا وسأوافيكم بالمزيد عن الفنَّان الشعبيّ الفلسطيني ، الشَّاعر ، الزَّجَّال ، الحَدَّا في مقالة أخرى .
ولكم منِّي السَّلام
تميم الأسدي
رد مع اقتباس