[عصام الغنيمى]

]" "
كتبت مجلة الفن المصرية في عددها الصادر في 2 من فبراير 1953 تحت عنوان "[/COLOR] ليلة من ليالي ألف ليلة مع النجوم حتى الفجر "[/SIZE]

"ليلة جميلة ممتعة ساحرة،جمعت الفن في أروع صوره، وجند فيها الخير أعوانه ، فسهرت القاهرة حتى مطلع الفجر على أضواء زاهية فاتنة للخير والمعروف ،
وبذل فيها الفنانون من روحهم وعرقهم فكانت ليلتهم ..ليلة الفن الخالد ..ليلة تزري بليالي ألف ليلة ..ليلة من ليالي العمرلاتنسى، رقصت لجمالها وحسنها القلوب .
نحن الآن في "مسرح التحرير"الذى يسع 3500 متفرج ولكنه الليلة تضيق رحباته الواسعة بالكتل البشرية..وقد تنبأ المشرفون على المهرجان بذلك فلم يتركوا شبرا لم يضعوا فيه مقعدا ..حتى يتسع المسرح لأكثر من 5000 متفرج وهذا لم يحدث من قبل .. وأي غرابة فلم يحدث من قبل أن اجتمع على مسرح واحد في حفلة واحدة أساطين الفن ونجومه ..محمدعبد الوهاب ويوسف وهبي ..وفريد الأطرش وشادية وعبد العزيز محمود ونعيمة عاكف واسماعيل يس وعبد الغنى السيد وسعد عبد الوهاب .. وصباح وعشرات غيرهم من أحب النجوم والكواكب .
الرئيس يحضر الحفلة
وكان نجم الحفلة الرئيس " محمد نجيب " الذى شرف الحفل بحضوره..فكان وسام التقدير الذى قدمه لأهل الفن ،ثم بدأت الفرقة الموسيقية بقيادة "محمد حسن الشجاعي "تقدم ألوانا من الموسيقى العذبة ، كان تصفيق الجمهور لها دليل قاطع على تذوق الشعب للموسيقى الرفيعة .
ثم توالت الإستعراضات .. رقصة الجياد المدربة " من باليه حلمية بالاس .. ثم ثريا حلمي في مونولوجاتها الخفيفة .
عبدالغنى السيد بصوته العذب القوي ..وصباح تغنى" الله أكبر"..ونعيمة عاكف تلقي مونولوجاتها..وأنوروجدى وفيروز في مونولوج "معانا ريال " والثلاثى عواطف ورجاء وأمهما في في لعية السلم الخطرة..وسعد عبدالوهاب يواجه الجمهور لا الميكروفون ..
ويتحدث المقال عن برنامج المهرجان الحافل الذى كان مذيعه أنور وجدى ،وما تخلله من اسكتشات وأغانى وفقرات تمثيلية لعزيز عثمان وليلى فوزى وإسماعيل يس ويوسف وهبي وأمين رزق وشادية وثريا حلمي وفريد الأطرش.
ويصف الكاتب اختتام الحفل بغناء عبد الوهاب "نشيد الحرية "فيقول
"وأخيرا محمد عبد الوهاب
وفجأة سرت في المسرح روح جديدة ..وفي تمام الساعة الثانية عشرة إلا ربعا وقف أنوروجدى أمام الميكروفون ليزف الى الجمهور النبأ السار .. سيغنى عبدالوهاب ..وأنه سيختتم البرنامج وفي الساعة الواحدة والربع ظهرعبد الوهاب على المسرح ..وتعالت الموسيقى تعزف مقدمة لحن "نشيد الحرية ".ثم بدأعبدالوهاب يغنى مطلع النشيد بصوت عذب قوى..واهتزت جنبات المسرح من التصفيق والهتاف..وظلت الهتافات تتعالى أكثرمن عشر دقائق . وعلى المسرح وقف ثلاثون فنانا وفنانة من نجوم المسرح والسينما يرددون بعد عبدالوهاب مقاطع النشيد بقوة وحماس .
فأي عظمة ..وأي مجد وصل اليهما عبدالوهاب في هذه الليلة ..لقد كان يغنى من روحه ومن قلبه ..يغنى لمصر كلها ..يغنى للوطن العزيز الذى رفعه الى سماء المجد ..يغنى ومن خلفه يوسف وهبي وفاتن حمامة وعماد حمدى ومحمود ذو الفقار ومريم فخرالدين وعشرات غيرهم لكل منهم مجده وسلطانه..ولكنهم آثروا الصفوف الخلفية في ليلة كهذه..ليلة الوطن ليلة التضحية الكبرى وإنكار الذات .
ويأخذ الحماس بلب الجماهير ..وتنطلق 5000آلاف حنجرة تردد النشيد مع عبد الوهاب في قوة وحماس ..صوت واحد ونشيد واحد ..من أجل مصر ..مصر وحدها ..مصر الخالدة ..مصر التى فوق الجميع .إن عبدالوهاب الذى عرف المجد عشرات السنين ..عبدالوهاب الفنان الذى وصل الى القلوب وتربع علها عشرات السنين ..ليتضاءل مجده القديم أمام مجد عبد الوهاب الفنان الذى وصل الى أعز ما يصبو إليه فنان في ليلة واحدة ."
هذا بعض ما جاء في المقال ،وهو طويل ،وأهم ما فيه أن الإذاعة كانت حاضرة في الحفل ،وقامت بتسجيل جميع فقراته ،وأغلب الظن أن الإذاعة قد أضاعته، كما أضاعت الكثير من كنوز الفن العربي .