الموضوع: مقالات و بحوث
عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 07/01/2008, 17h40
الصورة الرمزية tarab
tarab tarab غير متصل  
عيسى متري
رقم العضوية:2256
 
تاريخ التسجيل: juin 2006
الجنسية: فلسطيني مع جنسيه مكسيكيه
الإقامة: المكسيك
العمر: 67
المشاركات: 4,180
افتراضي رد: لقاءات مع رياض السنباطي

1981
العالم الموسيقي محمد رياض السنباطي بمناسبة قرن على ولادته
نجح حمد الرجيب وجاسم الشهاب في إقناعه بالزيارة التي كانت بتوجيهات الشيخ جابر العلي



هذا العالم الموسيقي الذي زار الكويت قبل وفاته بعام واحد وسجل لقاءين تلفزيونيين وهما الوحيدان اللذان حفظا ربما تاريخ حياته.
وقف هذا العالم الموسيقي خلف أم كلثوم بألحانه التي دخلت التاريخ أربعين سنة ملحنا لأعذب الألحان.. وقد فرض أسلوبه العلمي ليكون نبراسا ودراسة للآخرين.
هذا الرجل غير العادي كان انطوائيا لا يختلط بالناس، والرجل الذي لعب دورا مهما في زيارة السنباطي إلى الكويت كان سفير الكويت في تلك الحقبة السيد حمد الرجيب وكان ذلك بتوجيهات من الشيخ المرحوم جابر العلي وزير الإعلام آنذاك.

البداية كما قلت سابقا في حديث سابق كان هناك في القاهرة وفي سفارة الكويت شاب نشط 'عارف شغله' واختصاصاته أوكل الأستاذ حمد الرجيب المهمة لهذا الشاب ألا وهو الأستاذ جاسم الشهاب وكان السنباطي يرفض الزيارات والسفرات والدعوات لكن إصرار السفير الرجيب ونشاط جاسم الشهاب كانا حافزا فقد قابل السيد الشهاب السيدة زوجة السنباطي (أم محمد) وقال لها: إن (اليك) لحنا للكويت لحنين في قصيدتين وقد غنتهما أم كلثوم وأصبحا مشهورين في الكويت وإن كثيرا من الكويتيين يفرحون برؤية أبو محمد ضيفا عليهم في الكويت، وفعلا نجح المفتاح الأول وقالت السيدة (كوكب) زوجة السنباطي خلاص مالك دعوة أنا أرتبها وبمقابلة السنباطي (لان) وتسهل الأمر فوافق السنباطي لكنه اشترط أن تكون الطائرة التي تخرج من مصر وتمر في أرض السعودية تنزل وتتوقف في الحجاز ليزور المدينة ومسجد الرسول ثم يستمر وبعدها يتجه إلى الكويت. وكان جاسم الشهاب يعرف ان الطائرة تهبط في الكويت مباشرة ولا تتوقف في جدة لكنه وافق حتى لا يتراجع السنباطي واشترط أن يأخذ ابنه البكر محمد معه وكذلك وافق عليه.
وقبل السفر والتوجه إلى الكويت مرض فطلب التوجه إلى الكويت والعودة بسرعة لأنه بحاجة إلى الراحة وفعلا تمت له هذه الزيارة، حيث قابل خلالها رجال الدولة وعلى رأسهم سمو الأمير ورئيس الوزراء والشيخ جابر العلي وزير الإعلام وحمد الرجيب رحمهم الله جميعا وفي الكويت فعلا استفادوا من بقائه هنا، حيث تم له لقاءان تاريخيان الأول مع السفير حمد الرجيب سفيرنا في القاهرة واستغرق ثلاثة أرباع الساعة وفي اليوم التالي تم لقاء آخر مع جاسم الشهاب استغرق ثلاثة أرباع الساعة أيضا، هذان اللقاءان هما الوحيدان للسنباطي في حياته، حيث يفتخر تلفزيون الكويت بأنه كان له هذا السبق التاريخي، حيث قام بعدها أحد الفنانين المصريين ربما سمير صبري بإجراء لقاء مدمج مع السنباطي نازعا صورة جاسم الشهاب ووضع صورته مكانه كأنه هو الذي يجري اللقاء التلفزيوني ولكنه لم يستطع في كل اللقاء أن ينزع صورة جاسم الشهاب تماما وهو يرتدي الملابس الكويتية العربية وفي اليوم التالي وكان 'صبري' مسرورا بهذا الكسب والسبق الإعلامي الصحفي لكن بعض الصحف اكتشفت الدبلجة واللعبة وأخذت تنكت وتستهزئ بهذا التضليل المشين. فما من أحد إلا ويرغب أن يكون له حظ لقاء السنباطي والجلوس معه والتحدث إليه وهذا ما حدث للمتنبي في مجريات حياته.
هذا العالم الموسيقي الذي لم يحضر طوال اربعين عاما من تلحينه لام كلثوم الا حفلة واحدة وكما يقولون 'غصبا عنه' وليس برضاه لانه امر من جمال عبدالناصر فحضر الحفلة وقاد الفرقة مكرها.
هذا العالم الموسيقي الذي مازالت الحانه التي نسمعها اليوم وقد لحنها قبل ستين سنة تغنى، كأن تلحينها امس.
يكفي ان تعلم ان اغنية 'سهران لوحدى' غنتها ام كلثوم ثماني وثلاثين مرة في حفلاتها و'رباعيات الخيام' غنتها خمسا وثلاثين مرة، فما بالك الثلاثية المقدسة التي لحنها السنباطي وغنتها ام كلثوم 1972/11/15 قبل وفاتها باربع سنوات وكان السنباطي اثناء تسجيلها كأنه يودع نفسه وام كلثوم وهو يقول: هذه آخر أعمالي مع ام كلثوم وهذا آخر اللقاء والبقاء.
واخذ بعد ان ادت ام كلثوم هذه الاغنية وغنتها من قلبها يقول: 'خلاص انتهينا انا وهي'. وهذه الاغنية للشاعر صالح جودت وهي تغني وتبكي.
يروى انه في اثناء تسجيل هذه الاغنية بعد البروفات، وقد اعيد التسجيل اكثر من مرة لتتم عملية الضبط، وكان السنباطي متوترا والاطفال الذين رددوا (طلع البدر علينا) كانوا من شدة الخوف من السنباطي يبتعدون عنه، بعد ان نجحت البروفات والتسجيل واخذ السنباطي يلاطف الاطفال ويقدم لهم الحلويات فاستغربوا من هذا الرجل الذي كان قبل ثلاث ساعات في توتر، لكن السنباطي يريد ان يخرج العمل جيدا وتاريخيا، وكان يفخر في نفسه بان هذه هي النهاية والانسان ادرى بنفسه.
واخيرا، فهذه قصة حياة محمد رياض السنباطي الذي زار الكويت بفضل جهود السفيرين حمد الرجيب وجاسم الشهاب وبتوجيهات من المرحوم الشيخ جابر العلي، الذي كان له اول لقاء مع ام كلثوم عندما كانا في عمر الطفولة وكانا في معية والديهما، وشاء الحظ ان يلتقيا مرة ثانية ليثريا العالم العربي بهذه الموسيقى والغناء الجيد.

جريدة القبس
رد مع اقتباس