عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 14/01/2022, 16h11
الصورة الرمزية loaie al-sayem
loaie al-sayem loaie al-sayem غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:785901
 
تاريخ التسجيل: août 2017
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 58
المشاركات: 471
افتراضي ســرِّي الطمبــورجـي

ســرِّي الطمبــورجـي


نشأ في أسرة نزحت من كيليكيا في تركيا إلى سوريا و إسمه الحقيقي سركيس طمبورجيان ، و قد سكنت الأسرة في مدينة حماة و ذلك بعد نزوح الأرمن لسوريا في هجرتهم الثانية.
ولد سري طمبورجي في العام 1915 ، وعاش طفولة قاسية، وعمل في دكان أبيه صانعاً للأحذية، وكان حبه للموسيقا يدفعه إلى التردد على أجواء الطرب الشعبي، ثم تعلم العزف على الكمان في أوقات فراغه لوحده دون معلم، ثم علم نفسه أيضاً العزف على العود .
صار يتردد مذ غدا فتى على آل الحريري السيدان نعسان وعز الدين الحريري، والثاني والد الشاعر المعروف المرحوم محمد الحريري، وكان منزلهما منتدى لأهل الأدب والفن. وهي أسرة اشتهرت بحبها ورعايتها للأدباء والفنانين، فلفت أنظار الرواد اليوميين على منزل آل الحريري، بصوته القوي الذي تشوبه لكنة خاصة، والذي أمده فيما بعد بشعبية قوية.
وكان كثيراً ما يرتجل ألحاناً لأشعار مرتجلة كان ينظمها آنياً الوجيه نعسان الحريري وغيره من الزوار وبخاصة نديم آل الحريري وصديقهم الشيخ حمود الزبرؤوتي الذي كان مجلسه قبلة أهالي حماة لظُرفه وإيناسه وطيب معشره.
بعد نزوح سري طمبورجي وأسرته إلى دمشق في أواخر الثلاثينيات، اتصل بأهل الفن وعلى رأسهم الفنان صبحي سعيد آملاً أن يزيد من معرفته في العزف على العود ، ولكن أعلن الفنان صبحي سعيد بعد أن استمع إليه طويلاً، بأن سري طمبورجي من أمهر عازفي العود على الإطلاق، ولا يقل عنه مقدرة، وبهذا التصريح من الفنان صبحي سعي احتل سري طمبورجي مكانته الفنية عند أهل الطرب والفن في دمشق .
جلب سري طمبورجي معه من حماة ، كل ذكرياته الغنائية الحميمة التي شب عليها في طفولته ومراهقته، والتي حفظها من حلقات الطرب الشعبي فلكلور الفولكلوري التي كان يتردد عليها باستمرار، وقد انعكس هذا الطرب فلكلور الفولكلوري حماة الحموي على كل ألحانه الشعبية التي غناها من إذاعة دمشق في مرحلة ما قبل عيد الجلاء (سوريا) الجلاء وحتى نهاية الأربعينيات، وكانت أبرز الأغاني الفولكلورية التي حملت له الشهرة أغنية سكابا يا دموع العين سكابا التي راجت طويلا.انجرف سري طمبورجي وراء التجديد الذي حصل في الأغنية المصرية، و محمد عبد الوهاب ، فصاغ ألحانه الجديدة في القصيدة والمونولوج بأسلوب هدف فيه إلى التجديد والمحافظة على الروح السورية دون شطط.
اهتم سري طمبورجي بالشعر ، فلحن لأغلب الشعراء المعاصرين والقدامى، وكانت أولى أعماله في هذا المجال قصيدة الشاعر الحموي بدر الدين الحامد دفنت أشجاني يقول الأستاذ أحمد الجندي أن ملحن قصيدة دفنت أشجاني هو الوجيه نعسان الحريري الذي كان يجيد العزف على العود، وان القصيدة المذكورة لحنت بحضوره وحضور سري طمبورجي ولفيف من أهل الطرب. وتسند الإذاعة السورية تلحين هذه القصيدة لسري طمبورجي. وغناها في حفل جامعة دمشق الجامعة السورية عام 1944 . ثم لحن قصيدة أنا في سُكْرَين الرائعة لـبدر الدين الحامد أيضاً التي غناها وسجلها لإذاعة دمشق فيما بعد في أوائل الخمسينيات، ثم أعقب هاتين القصيدتين بقصيدة ابن زيدون الشهيرة أضحى الثنائي معارضاً فيها دون قصد لحن زكريا أحمد للقصيدة نفسها التي غنتها المطربة فتحية أحمد .
أحبته إحدى سيدات المجتمع فساعدته في أموره الفنية والمادية، فافتتحت له مخزناً في شارع الصالحية ، قريباً من المجلس النيابي لبيع الأحذية، فأحيا بذلك مهنته الأولى التي أتقنها في حماة ، وغدا مخزنه محجاً لسيدات دمشق.
شهرة سري طمبورجي وفنه دفع بالإذاعات العربية في الأقطار المجاورة إلى التعاقد معه لتسجيل بعض أعماله، فسافر قبل النكبة إلى فلسطين وسجل لحساب إذاعتي الشرق الأدنى و إذاعة القدسعدداً من أغانيه الشعبية والقصائد. كذلك لبى دعوة إذاعة الشرق في بيروت ، فسجل لها على اسطوانات خاصة بالإذاعة اسطوانة كرتونية، ذات وجه واحد، قياس 70سم و75 دورة في الدقيقة. عدداً من أغنياته.
ساهم سري طمبورجي في الاحتفالات القومية في سوريا بعيد الجلاء ، واظب صعوده الفني، وحافظ على مكانته أمام المطرب والملحن القوي صابر الصفح والمطرب رفيق شكري اللذين أخذا يزاحمانه على القمة الغنائية في سوريا، وبخاصة صابر الصفح الذي كان يمتلك مقدرة تلحينية كبيرة، وروحاً تجديدية، سبق بها أقرانه
أغراه المال الذي كان يتدفق عليه من مخزن الأحذية، فقرر التوسع في أعماله التجارية فهجر من أجل ذلك الفن، ونزح إلى بيروت ، ودخل في صفقات تجارية عديدة عادت عليه بالإفلاس والخراب، ولم يعش كثيراً بعد ذلك إذ توفي ب السكتة القلبية عام 1956 وهو في الواحدة والأربعين من عمره.


أعماله في سماعي هنــــا
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg ســرِّي طمبورجي.jpg‏ (23.2 كيلوبايت, المشاهدات 16)
رد مع اقتباس