الموضوع: الصعلوك
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 21/04/2014, 19h15
رضوان حسن عبد الحليم رضوان حسن عبد الحليم غير متصل  
مواطـن مسـاهم
رقم العضوية:502847
 
تاريخ التسجيل: mars 2010
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 255
افتراضي الصعلوك

إفترش الأرض متمددا تحت الشجرة العجوز على مدخل القريه بجوار الطريق الزراعى القديم مولّيا وجهه شطر السماء سارحا ببصرة مع الطيور و متجولا بسمعه فى الأراضى الزراعيه من حوله و الفلاحون بها يمارسون أعمالهم الزراعيه المختلفة ، لم يكن مثلهم له أرض زراعيه أو عائله ، نشأ فوجد نفسة لا عائلة ولا أرض و إنّما أجيرا يستأجرة من كان لديه عملا شاقا مقابل قروش زهيدة و أكلة بسيطة وأكواب قليله من الشاى و ذلك لجسدة القوى المفعم بالحركة و النشاط فإذا لم يكن هناك عمل تمدد تحت هذه الشجرة عسى أن يحتاجة أحد فى أى عمل فيجدة هنا ، لم يدرى كم من الوقت مرّ به وهو فى هذه الحالة بين النوم واليقظه حتى أفاق على قدم تنخسه بشدة فى قدميه فتح عينيه فى بطئ ليجد سيد باشا يصرخ فى و جهه لماذا لم يذهب مع الفلاحين ليردموا الجسر حتى لا تفيض الترعه بالماء بأرضه ، كانت الكلمات تخرج من فمة كطلقات المدفع الذى يحمله لا يستمع لأحد و لا يقبل أعذارا من أحد و إنّما اعتاد أن يشخط و أن يسب الكل فلا يراجعه أحد ، لم ينسى أبدا أنه كان ضابطا سابقا بالشرطة إعتاد أن يأمر فيستجاب لة أن يشخط فلا يرد عليه أحد ، لايقف كثيرا عند أسباب خروجة من الخدمه لسوء سلوكة أو كما قيل حينها لقبوله رشوه أخذها ليغير أحراز قضيه تاجر مخدرات معروف ، و اعتاد الفلاحون منه ذلك فكانوا يهابونه و يكرهونه و الجميع لايحبونه و لا يتمنون أن يجمعهم عندة عمل أو حتى مناسبه أو حتى مرورا عابرا بالطريق ، ضاق سيد باشا بهذا الصعلوك الذى يتكاسل و يتمطى فى تؤدة فتمادى فى زجره و تعنيفة إلا أن الصعلوك لم يعجبه هذا التّمادى فردّ بخشونه على الباشا الذى نزل من على حصانة و هوى على وجه الصعلوك بصفعة قويه مدويّه الذى قام من فوره وحمل الباشا من تحت إبطيه و ألقى به فى الترعه كانت المفاحأه شديدة لكليهما إلا أن تجمع الفلاحين و الحيلوله دونما التمادى فى المشاجرة أعطى الصعلوك فرصه ثمينه للهرب من بطش الباشا ، ساعد الفلاحون سيد باشا على الخروج من الترعه و قال بعضهم أن الصعلوك قد مسه الجنون و قال أخرون سيموت الصعلوك الليله ، فى اليوم التالى و بعد أن زاع الخبر و تناقله الجميع ذاد فيه من ذاد على ما حدث إستنشقت القريه هواء جديدا و لم يعد أحد يرى الصعلوك و لا يعرف أحد مكانه تحديدا ، لم يعد أحد يخاف من الباشا بل تمادى بعضهم بأن يمر من أمام الباشا دونما أن يرمى عليه السلام و التحيه ، وكانت الفاجعه بعد أيّام قليله حينما خرج الجميع من صلاة الجمعه بمسجد القريه العتيق وكان فرح أخت الباشا حيث سيتم نقل العزال على عربات كارو ليذهبوا بها إلى دار العريس و لكن لم يكن هناك أناس كثيرون ليحملوا العزال ، خرج الباشا على حصانة فوجد الناس على المصاطب يأكلون و يشربون الشاى و يتحدثون ، رجع إلى بيته و لم يجد بقدميه قوّه تحمله إلى سريره قالوا بعدها أن الدكتور قال لقد مرّ بأزمة شديده قد يتعافى منها بعد أيّام ، الآن أصبح يخرج على قدميه دونما سلاح يحمله و يرمى السّلام على النّاس و يزاورهم و يواسيهم ولكن الناس لا زالت تتعامل معه بحزر وتقيه .
رد مع اقتباس