[د. ماهر(أبو خالد)]

يتحدث الأستاذ فاروق اوطة باشي وهو كبير مهندسي الصوت في اذاعة دمشق عن الكروانه بمناسبة ذكرى رحيلها فيقول:
ابتدأت من مسرح سوريا وهو سينما صيفي شتوي في منطقة الدرويشية بعد سوق الحمدية في دمشق، زوارة آن ذاك من العساكر وبسطاء الناس للترفية عن أنفسهم وتقديم عروض سينمائية وبرنامج فني غناء ورقص ومونولوجسيات وبعض المشاهد الكوميدية وهي من أم لبنانية ووالد سوري أصلة من باب الجابية أو السريجة في دمشق زوجها الأول هو مصور بسيط وجوال في شوارع دمشق اسمه عمر الحلبي وليس الشاعر عمر الحلبي
في عام 1982 اول مرة أشاهدها شخصيا ودخلت بيتها بيت محمد سلطان أثناء تسجيل أغنيتها الأخيرة لا يروح ألبي وقدمت لنا من تحضيرها وطبخها حمام محشي ولأول مرة أتناول تلك الأكلة.
كانت رحمها الله تحب الأشياء القديمة ومما لفت نظري طقم لزجاجات زرقاء لعطر الرفيدور بكافة مقاييسها وعلبة منظف تايد بعلبتها القديمة.
لنعد الى الاستوديو وآخر لقاء لنا في تسجيل لا ياروح البي أنا كلمات حسين السيد والحان رياض السنباطي وكان في الاستوديو 45 باذاعة مايسبيرو وكان يجلس الشاعر عمر بطيشة ومحسن جابر صاحب شركة عالم الفن والأغنية من انتاجة وفايزة أحمد تجلس على كرسي ومعها وصيفتها تحمل لها طبق وعليه بعض حبوب دواء ونحن كنا نجلس بالكنترول في غرفة مهندس الصوت وليس داخل الاستوديو بناء على طلبها لأنها لاتستطيع الوقوف وطلبت من مهندس الصوت اسماعها الموسيقى لتركب صوتها عليها ولاتريد سماع صوتها فوضع الكاسك السماعات الموسيقية ليسمعها الموسيقى فقط ولاتسمع صوتها ممزوج مع الموسيقى.
لقد أدت الأغنية كامله دون اعادة أية كلمة أو مقطع ونحن نسمع صوتها لوحدة دون سماع الموسيقى وكنت اشاهد عمر بطيشة وهو يقضم أظافر يده طربا وخوفا وقلقا.
وبعد سماع التسجيل سمعناها غناء وموسيقى بعد تركيب صوتها فصفقنا وهي تبكي وسالها محسن جابر كيف تغني وأنت جالسة وظهر كل هذا الاحساس فقال لقد مر علي شريط حياتي وأنا أغني فنسيت من حولي وتكلمت عن ازواجها وعن ابنتها واشتد بكائها عندما تحدثت عن آخر أزواجها وكان ضابط شرطة سلبها كل شيء ورماها لغدرات الزمن .
رحم الله فايزة أحمد الفتاة الزكرتية (الجدعة بالمصري)التي اسعدتنا بروائعها