[حسن كشك]

تعالوا نكمل التاريخ
وخدوا بالكم كويس من الاسماء التى سترد فى هذه الفترة التاريخية
الاسماعيلية اثناء وبعد 1967
بعدما انتهت حرب 67 وما اعقبها من تأثيرات وصدمة بالغة لمصر وخاصة شعب القناة ، تأثرت بشدة فرق السمسمية الموجود بالمدينة وخاصة بعد قيام الحكومة بتهجير سكان مدن القناة - ولو ان سكان بورسعيد هجروا بعد عام من النكسة- فتفككت فرق السمسمية نتيجة لانتقال المصالح الحكومية التى كان يعمل بها افراد تلك الفرق الى محافظات مختلفة بالجمهورية
تعالوا نستمع من الفنان الكبير ابراهيم مصطفى عباس ( حيكه ) الحكاية ويشاركه الفنان محمود العيادى ونعيش التاريخ وقتها

استبقت الحكومه بعد المصالح الحكومية بالمدينة مثل هيئة قناة السويس - مجلس مدينة الاسماعيلية - بعض مصالح الحكم المحلى وايضا بقى بعض اصحاب المهن الحرة بالمدينة ولم يغادروها وغالبيتهم من ابناء منشية الشهداء ( عرايشية العبيد ) والمحطة الجديدة
وطبعا امسى الليل مختلفا عما كان زمان فليست هناك اعمال او مصالح ملحة فى بلد خالية من السكان فكان يتجمع الباقون من ابناء منشية الشهداء على قهوة ( برعى ) فى شارع الجعيص بمنشية الشهداء ولما كانوا يحنون الى ايام السمر كانوا يعزفوا على السمسمية ويقوموا بالطبل على ترابيزة المقهى وبعض الاغانى لتسلية الوقت
كان ذلك هو السهر اليومى الا فى ايام الغارات والاشتباكات بين القوات المصرية والاسرائيلية وتطوع الكثير منهم فيما بعد بالدفاع المدنى
كان هناك ايضا فى المدينة الكثيرين من ضباط الجيش والمخابرات مستبقون داخل المدينة لاسباب امنية وعسكرية ومنهم
اللواء/ طه اللواء / محمد الجندى ( مدرب منتخب كرة القدم المصرى سابقا )
الكابتن الليوى وكان ضابطا وكان سنتر هاف النادى المصرى
العقيد/ شتا لاعب النادى الاوليميى السكندرى
الضابط / احمد عفت لاعب نادى الزمالك السابق
الكابتن / ميمى درويش لاعب الاسماعيليى السابق
وغيرهم مما لاتسعفنا الذاكرة باسمائهم
وحيث كانت المدينة خالية الا من هؤلاء العسكريين والمدنيين سابقو الذكر
كان ضباط الجيش يرسلوا الى المدنيين الباقين بالمدينة سيارات الجيب العسكرية ليأتو بهم ليشكلوا فرق كره قدم ويقوموا باللعب دخل مشتل الهيئة بجوار استراحة رئيس هيئة قناة السويس
وكان من اعضاء فريق الكره المدنيين
رجب عبدالرحمن اخو اللاعب حوده ليستون لاعب الاسماعيليى السابق
عبد العال محمد عبد العال الشهير بـ سمير عبدالعال ( مهن حره )
محمود شيتا لاعب سابق بنادى السكة الحديد
فوزى الجمل وكان يعمل وقتها عامل دريسة بالسكة الحديد
ابراهيم حيكه ( مهن حره )
حداد
ابراهيم فرج سائق بالمقاولون العرب
الاستاذ / احمد ابوزيد ( عضو مجلس الشعب السابق ) وكان وقتها عازف سمسمية
الاستاذ / عبد الحميد تميم ( عضو مجلس سابق )
ابوزيد محمد ابوزيد ( اخو احمد ابوزيد )
وبعد ماتش الكوره الذى يبدأ فى الساعة الرابعة عصرا وينتهى وقت مايريدون او تريد ظروف الحرب وقتها يصطحب الضباط المدنيين الى استراحتهم وتقام وليمة عشاء يعقبها سهرة سمسمية ثم تقوم السيارات العسكرية بنقل المدنيين الى مقارهم حيث يجتمعون فى قهوة برعى ليكملوا سهرة السمسمية
كانت هناك ايضا شخصية مهمة وان كانت مغمورة فى ذلك الوقت لكنها لم تغادر منطقة القناة تلك الفترة
انه الفنان / عبد الرحمن الابنودى
كان الصديق الصدوق وماذال للاستاذ / احمد ابوزيد وكان يبيت معه فى منزله
وعبد الرحمن الابنودى له صلة نسب مع السيد/ جاب الله عبد السلام تاجر بالاسماعيلية وايضا شقيقة عبد الرحمن الابنودى متزوجة من تاجر ومقيمة حالية بعزبة ابو عطوه من ضواحى الاسماعيلية ( حماده الجزار ) كما انه ابتاع ارضا بقرية الضبعية بضواحى الاسماعيلية يعيش عليها الكثير من ابناء اسرته وظل وفيا ومازال للاسماعيلية وكان يشاهد بجلسات على رصيف شلرع الثلاثينى هو واحمد ابوزيد وباقى الصحاب الى وقت قريب جدا

كيف تكونت فرقة الصامدين ( الاسماعيلية )
ذلك حديثنا المقبل
يتبع

السمسمية والوعى الوطنى والحرب(1)

قومى يامصر

عندما تتحول الثقة الى احباط والامل الى ضياع ويظلم الكون ويكاد يضيع الوطن لابد ان يظهر المعدن الحقيفى للشعب
كانت نكسة 5 يونيو 1967 عاصفة فجائية اطاحت بكل شئ ضاع حتى الاتجاه الى اين نسير وسط كل هذا الظلام والتخبط والحيرة كان لابد ان يظهر النور كبصيص امل يحدد الاتجاه .
بدأت شعلة الامل من فنانى القناة شعورا بواجبهم نحو بلدهم الصغير ووطنهم الكبير مكسور الجناح لابد ان تقف مصر على اقدامها من جديد لابد يحملها ابنائها ويبدأ العمل لاستعادة ما ضاع وفورا وبلا اى تأخير ......
تبدلت روح المرح والسهر الى روح مقاومة ومسؤلية فى كل منطقة القناة ..... تحدد الهدف القومى ....والاتجاه وهو فى كلمتين ( قومى يامصر )
اصبحت منطقة القناة هى الخط الدفاعى الاول والاخير لحماية مصر كلها وتحمل ابناء القناة المسؤلية بايمان كان لابد من لم شتات الوطن المتمثل فى الجنود المنسحبين وعمل خطوط دفاعية حتى يستعيد الجيش تنظيمه وتطوع كل الباقين فى مدن القناة بعد التهجير الاجبارى عام 1967( عدا بورسعيد التى هجرت عام 1968 تهجيرا تاما الى راس البر) تطوع الجميع فى المقاومة الشعبية ....
كان الهدف حماية المدن وحماية مصر
ظهر دور فنانى منطقة القناة وخاصة فرق السمسمية جليا فى هذا المجال بوعى كامل وايمان عميق وذلك فى بث روح الامل فى مصر كلها ووقف التباكى على الهزيمة والعمل على تحرير ما سلب من مصر العزيزة
كانت الريادة بمدينة السويس الباسلة ثم الاسماعيلية وبورسعيد
تشكلت من فرق فنانى السمسمية فرق فى السويس والاسماعيلية وراس البر

فرقة اولاد الارض ( بالسويس )
- فرقة اولاد البحر ( بورسعيد )
- فرقة الصامدين ( الاسماعيلية )
يتبع

السمسمية والوعى الوطنى والحرب (2)
قومى يا مصر

1-

فرقة اولاد الارض ( السويس )

مؤسسها كابتن /احمد محمد غزالى
من مواليد ابنود 10/11/1928 كان موظفاً بمديرية الصحة بالسويس
شاعر - رسام - رياضى كان لاعب مصارعة حرة سابق - فدائى - يسارى - له مرسم بمدينة السويس
اسمر البشرة - قصير القامة الكاتب الرئيسى لاغانى السمسية فى السويس واغانى اولاد الارض
يعد المحافظ على تراث السمسمية بمدينة السويس بعد رائدها الاول الرحال ( عبدالله كبربر )
- استقر كابتن غزالى بمدينة السويس بعد النكسة ولم يغادرها ضمن التهجير الجماعى للمدينة ولاحساسه بدوره الوطنى المحتم عليه القيام به نحو بلده قام بالمساعدة فى تجميع الجنود المشتتتين وساعد الجرحى وقام بايصال الزخائر للجنود وتطوع فى المقاومة الشعبية للدفاع عن مدينة السويس .
ولشحذ الهمم وبث روح الامل والتخلص من اثار الهزيمة قام الكابتن غزالى بعمل الامسيات الثقافية والفنية بمدينة السويس لتوعيه الجماهير وايضا لاعداد الجنود للعودة الى سيناء لتحريرها وليوم النصر
ومن هنا جائت فكرة تكوين فرقة اولاد الارض من مثقفى وشباب العمال بالسويس

سميت الفرقة فى بداية الامر بفرقة ( البطانية )
وذلك لانهم كانوا يفترشون بطانية ميرى ويجلسوا عليها ويعزفوا ويغنوا ويطبلوا على الجركن
التشكيل الاول لفرقة اولاد الارض
فوزى عبدالمجيد- محمد حسن حسين- فتحى السيد طه- محمد باز- مبروك- السيد احمد سليم - مصطفى حنفى - صلاح عبد الحميد - غزالى احمد غزالى - غريب محمود - محمد عويضه - ابوضيف - منصور نصار- مصطفى غزالى وعازف السمسمية ابراهيم محمد حسن .
كانت لهم تيمه ودخول رائع فى بداية حفلاتهم
وهى سقفة الكف السويسية الرائعة مع الكلمات التالية
احنا ولاد الارض
ولاد مصر العظيمة
تارنا هانخده بحرب
للنصر غناوينا
شباب ثوار
ما يسبش التار
احنا ولاد الارض
يتبع

السمسمية والوعى الوطنى والحرب (3)
قومى يا مصر
فرقة اولاد الارض ( السويس ) (2)

وليقين الكابتن غزالى وفرقة اولاد الارض بان دورهم ليس شحذ الهمم بمدينة السويس فقط وانما ايضا الذهاب الى الاماكن التى تم فيها تهجير ابناء السويس فى المدن والقرى ومعسكرات التهجير وعمل حفلات للفرقة هناك للتسرية والترفيه عنهم وابعاد روح الغربة عنهم
كان الكابتن غزالى يبدأ اغانى الفرقة بالاغنية التالية ويلقيها هو بكل حماسه وايمان ويقين من العودة والنصر
والله والله والله
والله هترجع لبيتك ولغيطك ياخال
وهاتلقى الرمله خضره على طول القنال
والله والله والله
والله هترجع تانى لبيتك وبنصرك تتخايل
وتحمل من غيطانك وترد الجمايل
كانت حماسته وهو يقسم بالله تشعرك بالايمان واليقين بانك راجع راجع راجع منتصر
كانت كلمات كابتن غزالى شعلات من نار تلهب الحماس والامل فى كل مستمعيه وقد اشعلت حماسة وامل كل المصريين
ومن الاغانى التى غنتها فرقة اولاد الارض
ياحمام روح قوام لجمال
بوس خدوده
وقله جنوده
اشتاقوا والله للقتال
وايضاُ
وعضم ولادنا نلمه نلمه
نسنه نسنه
ونعمل منه مدافع وندافع
ونجيب النصر هديه لمصر
والكثير الكثير اشهرها
"غني يا سمسمية
لرصاص البندقية
ولكل إيد قوية
حاضنة زنودها المدافع
…..
غني للمدافع
وللي وراها بيدافع
ووصي عبد الشافع
يضرب في الطلقة مية
كلمات كابتن غزالى كانت مختلفة وساخنة وحيه عن كلمات معاصرية من شعراء تلك الفترة وذلك للمعايشه التامه للحدث والتواجد فيه ولمجريات العمليات العسكرية بالجبهة
كان كابتن غزالى يؤمن بالتواجد بين الناس لاطول فترة ممكنة ويشعر ان له خصوصية عنهم وانما هو وفرقته منهم ولهم
ولم ينس المواطن العربى وقضاياه فى الوطن العربى الكبير
فكتب له
نشيد فتح
اشتد يا "فتح" اضرب واشتد
هد عدو عروبتك.. هد
حول الزيتون.. قنابل
وازرع بيارتك.. مناجل
سجل بالدم سطور المجد

وكذلك أغنيات "يا شعب العروبة"، "أنا عربي"…
نجحت الفرقة نجاح منقطع النظير وذلك فى جولاتها فى مخلتف بلدان مصر وانتشرت اغانيها فى الحفلات العامة كحفلات اضواء المدينة ولفتت الانظار اليها مما حدا بشعراء اخرون للكتابة للفرقة مثل الفنان / عبدالرحمن الابنودى مؤلف اغنية يابيوت السويس من غناء الفنان محمد حمام وتلحين الفنان / ابراهيم رجب
ومحمد حمام حدوته لوحدة سنذكرها فيما بعد
ومن اغنيات الفرقة للكابتن غزالى
بكرة، وليه يا حمام هاتقول السويس،غني يا سمسمية ، الحق واحد، أنا جي يا سينا،، للحرب غنوة ، النصر قرب ، اهم يا ولدي ، أبوح ، يا عم حمزة ، نشيد الجبهة ، يا إسماعيلية ، راية النصر
ونتيجة لكل ما اشعلته كلمات كابتن غزالى وشدو لفرقة اولاد الارض خرجت منها منظمة سيناء الفدائية التى كان لها عمليات مشرفة ضد العدو الصهيونى شرق القناة والتى ضمت افراد من مدينة الاسماعيلية ايضا
يقول كابتن غزالي: لقد عبرت فرقة "أولاد الأرض" بحق عن النبض الجماهيري الشعبي؛ لأنها لم تحصل على أي تمويل من أي جهة، فلم يستطع أحد أن يملي عليها أفكاره أو شروطه، كما أنها وُلدت من رحم الأرض وعلى صوت البنادق شابة فتية من بين جموع "أولاد البلد السوايسية"، ولم تكن لتحترف الغناء أو تعيش عليه، لكن كان لها ثقلها الشعبي العام الذي يروج لإبداعها بنفسه.

ولسبب أو لآخر؛ فقد تقرر تسريح المقاومة الشعبية وإيقاف نشاط الفرقة، التي لم تعد قائمة فعليًّا –كما كانت أيام الاستعداد للحرب- في فترة المعركة عام 1973، ولكنها ما تزال في الوجدان الشعبي ثورة وأغنية ضد كل ما هو مزيف.
من طرائف فرقة اولاد الارض
كانت تقام حفلة لاضواء المدينة كان المفترض ان يغنى الفنان عبد الحليم حافظ مع فرقة اولاد الارض ولكنه رفض
غضبت الفرقة وكابتن غزالى والف الاغنية التالية وغناها فى حفلات اخرى نقدا لاغانى عبد الحليم حافظ
كلمات الاغنية
مش ها اغنى للقمر ولا الشجر
ولا للورد فى غيطانه ومانيش سواح
ولا اقول للهوا طوحنا
طول يابلدى مافيكى شبر مستباح
لا مش ها اغنى للقمر
لا مش ها اغنى غير للمدافع
ولكل ايد واقفه تدافع
اطال الله فى عمر كابتن غزالى
يتبع
مرفق صورة لمنظمة سيناء الفدائية
.