مر الخليفة هارون الرشيد يوما على فتيات تملأن جرارهن فوجد إحداهن تترنم بكلمات فاقترب منها فسمعها تقول
قولي لطيفك ينثني عن مضجعي وقت المنام ** كي أستريح وتنطفى نار تؤجج في العظام
دنف تقلبه الأكف على بساط من سقام ** أما أنا فكما علمت فهل لوصلك من دوام
فقال لها الرشيد أمن مقولك أم من منقولك هذا الشعر يا فتاة قالت بل من مقولي فقال لها حسنا أمسكي المعنى وغيري القافية قالت حبا وكرامة
قولى لطيفك ينثنى عن مضجعى وقت الوسن ** كى أستريح وتنطفى نار تؤجج فى البدن
دنف تقلبه الأكف على بساط من شجن ** أما أنا فكما علمت فهل لوصلك من ثمن
كرر الرشيد مطلبه فقالت الفتاه حبا وكرامه
قولي لطيفك ينثني عن مضجعي وقت الرقاد ** كي أستريح وتنطفى نار تؤجج في الفؤاد
دنف تقلبه اللأكف على بساط من سهاد ** أما أنا فكما علمت فهل لوصلك من سداد
كرر الرشيد مطلبه وقالت الفتاه حبا وكرامه
قولي لطيفك ينثني عن مضجعي وقت الهجوع ** كي أستريح وتنطفى نار تؤجج في الضلوع
دنف تقلبه الأكف على بساط من دموع ** أما أنا فكما علمت فهل لوصلك من رجوع
حينئذ أثنى عليها الخليفة وأمر لها بعطاء
**************************************