[لؤي الصايم]

سهــيل عرفة

الملحن السوري سهيل عرفة ولد في ١٣ نوفمبر عام ١٩٣٥ولد في مدينة دمشق بسوريا، عاش طفولة غير سعيدة، لأنه كان يعمل بالإضافة إلى تعليمه، وفي يوم العطلة المدرسية كان يقوم والده بإرساله إلى العمل لأن والده كان يرى أن المهنة شيء أساسي في حياة أي شخص، لذلك لم يقضي طفولة سعيدة كباقي الأطفال.عمل في عدد من المهن الأخرى ولكنه لم يكمل فيها، فقرر والده أن يرسله إلى أحد أصدقائه وعمل معه في تصليح الراديوهات، وبرع في هذه المهنة لأنها كانت قريبة من الموسيقى، وأثناء عمله تعرف على عدد من الملحنين والأدباء، الذين كانوا يذهبون إلى مجلة دنيا التي كان مقرها مقابل مكان عمل سهيل، ومن هؤلاء الأدباء: عدنان قريع ومحمد عبد الكريم، وقاموا بإعطائه نصائح كثيرة عن مجال الفن مما ساعده بعد ذلك. قرر الانضمام إلى المعهد العالي للموسيقى بحلب، بدأ حياته وهو مطرب ثم بعدها قرر الانتقال إلى مجال التلحين، وقدم ألحاناً عديدة ظل الجمهور العربي يرددها حتى الآن وقدمها لكبار المطربين العرب، وخلال مشواره الفني حصل على جوائز كثيرة من سوريا والدول العربية بسبب إنجازاته في مجال الموسيقى، أما عن حياته الشخصية فهو متزوج ولديه ٤ أبناء هم: عادل عرفة الذي يعمل كطبيب أسنان، و٣ فتيات هن: المطربة سمر عرفة، وفدوى عرفة والفنانة أمل عرفة التي قامت بتأدية عدد كبير من الأغاني التي لحنها والدها
بدأ الملحن سهيل عرفة مشواره الفني من خلال العزف السماعي ثم بعدها قرر تعلم النوتة بمساعدة الموسيقي سامر مرادلي، ثم قام بتلحين أول أغانيه بعنوان “يا بطل الأحرار” للمطرب فهد بلان، ثم لحن ثاني أغنية له للمطربة نجاح سلام، التي تعرف عليها من خلال الصحفي عدنان مراد، ولكن بدايته الحقيقية كانت في فترة الخمسينات من خلال انضمامه إلى إذاعة دمشق ومشاركته في برنامج المواهب “ألوان”، الذي تم عرضه على إذاعة دمشق، وتم اعتماده كمطرب في الإذاعة وذلك لجمال صوته. ومن الأغاني التي قام بغنائها “يلي شعرك ليل ليل طائر على جناح الليل”، بعدها نصحه أمين بزق وعدنان قريع بالتوجه إلى مجال التلحين لأن موهبته به أقوى من موهبته الغنائية، فقرر الانتقال إلى مجال التلحين، وبعدها تم اعتماده كملحن سوري في إذاعة دمشق، وبعد الاستماع إلى ألحانه من قبل رئيس الموسيقى في إذاعة بيروت الأستاذ حلمي الرومي تم اعتماده كملحن بإذاعة بيروت أيضاً. حن لعدد كبير من المطربين والأعمال الدرامية، وفي عام ١٩٦٨ انضم إلى نقابة الفنانين السوريين وأصبح أحد أعضائها، وفي عام ١٩٧٤ تولى منصب قائد الفرقة الموسيقية الخاصة بالهيئة العامة لإذاعة وتلفزيون سوريا، ولحن لعدد من المطربين قاموا بالغناء لأول مرة منهم: عبد اللطيف فتحي، رفيق سبيعي، قدم خلال مشواره الفني ما يزيد عن ألف وخمسمائة لحن لعدد كبير من الفنانين وللأعمال الفنية.تعاون مع كثير من نجوم الغناء مثل وديع الصافي وسميرة توفيق وشادية وصباح وفهد بلان وصباح فخري ومحمد عبد المطلب وشريفة فاضل ومصطفى نصري ونصري شمس الدين ومروان محفوظ وفاتن حناوي ودلال الشمالي وطروب وعازار حبيب، فضلا عن تجربته مع الراحل "فنان الشعب" رفيق سبيعي الذي قدم له عددا من الأغاني الناقدة. كما قدم ألحاناً لإبنته أمل عرفة كما قام بتأليف الموسيقى التصويرية لعدد من المسرحيات وأيضا من الأفلام التي ألف موسيقاها التصويريةوألف الموسيقى الخاصة بعدد من الأفلام الوثائقية منها فيلم “شهادة أطفال فلسطين” وحصل بسببه على الجائزة الذهبية من موسكو عام ١٩٧٢.وفي عام ١٩٧٤ أصبح أحد أعضاء لجنة تحكيم بمنظمة طلائع البعث وظل بها حتى وفاته، وكان أحد أعضاء اللجنة الفنية الخاصة بمهرجان الأغنية السورية، وفي عام ٢٠٠٧ تم تكريمه ومنحه وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى. توفي الملحن الكبير سهيل عرفة في ٢٥ مايو ٢٠١٧ بعد صراع لفترة مع مرض السرطان عن عمر يناهز ٨٢ سنة،