نقلاً عن كتاب (الأغنية الليبية المعاصرة) الجزء 1
مصدر المعلومة بمراجع الكتاب
وحول تجربة الراحل يقول الكاتب (زياد العيساوي)، في مقالة له بعنوان:
"الأطفال يتساءلون أينك يا جابر عثمان"؟
يقول العيساوي "إنّ الفنَّان الشَّاب جابر عثمان لم يكُن في الواقع البادئُ في تدشين مؤسسة أغنية الطفل محلياً، ولكن أستطيع أنْ أحسبَه أول من أعاد عمارها وإحياءها، ليس هذا فحسب، بل إنه هو من فتح باب التخصص في هذا المجال الغنائي، لكونه منذ أنْ بدأ الغناء، كان يتمتَّع من دون سواه من مغنين، بصوتٍ وأداءٍ طفولي، وبحضورٍ (كاريزم) ملائكي، ما جعله يكونُ قريباً من الأطفال، إذ أنّه في السنة الصفر من عقد التسعينيات، أصدر عديدَ الأعمال، التي تتغنى وتـُعنى بالطفل، ضمن برنامجه المرئي (أمل الغد)، الذي كان له حضور مُبهِر ومُبهِج في عيون الأطفال، الذين بمجرد أنْ تقتربَ ساعة بثِّه، نجدهم يتحلقون ويربضون أمام الشاشة الصغيرة، تقرُّباً منه وترقُباً له، لمتابعة كل ما يعرض عبره، من كلماتٍ وحكاياتٍ وإرشاداتٍ وألعابٍ، تُمارسُ وتمضي على لحن الأغنيات، فربما للطفل الذي يعيش فيه، وجد في هذه المدرسة الغنائية، التي عمّرها بفنِّه وسواعد الأطفال، سلوى له عن المدرسة، التي تعلّم فيها، كيف ينبغي أنْ يكونَ الغناءُ والتمثيل المثاليان، التي أوصدِت أبوابها.. ربما يكون ذلك صحيحاً".