قصيــدة : بغدادُ . شــــعر شــفيق الكمالـي
شـقّي طريقـكِ لا خوفٌ ولا حـذرُ
فربّ محترزٍ في حذرهِ الخطــــرُ
يا قلعـةً شادها التّاريخ شامخةً
سـدّاً تهاوى على اعتابها القدرُ
مدّي جناحيكِ كُبراً فالمدى القٌ
منْ نوركِ الثّرّ يستهدي به البشرُ
وآستقبلي الصّبح وضّاحاً تلوّنهُ
بيارقٌ حالها الإقدامُ والظّفـــــرُ
بغدادُ ما مسطّرت للعزّ ملحمة
إلاّ وانتِ لها العنوان والصّورُ
وانتِ .. انتِ جبينٌ مشرقٌ ابداً
شمسنا امامَ سِناها اللّيلُ ينتحرُ
منْ كان مثلكِ لا يخشى مناكدةً
وأي شيء يخاف الصّارمَ الذّكرُ
عاث الطّواغيتُ فالإنسان مستلبٌ
والأرض نحو شِراكِ الشّرّ تنحدرُ
إنّ الملايين تدري انّ منقذهـــــا
منْ يغرسُ الزّرعَ لا منْ يقطفُ الثّمرُ
نحنُ الّذينَ حملنا همّ امّتنــــــــــــا
وحاملُ الهـمّ كالبركــــانِ ينفجرُ
بغدادُ يا جنّــة الدّنيـا وزهوتهـا
ويا حقيقـة ما قالوا وما سطّروا
بغدادُ كنتِ لكلّ العــربِ مفخرةٌ
واليـومَ انـتِ لكـلّ العربِ مفتخرُ
