عرض مشاركة واحدة
  #31  
قديم 16/05/2007, 03h39
الصورة الرمزية ثروت رضوان
ثروت رضوان ثروت رضوان غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:7768
 
تاريخ التسجيل: November 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 215
افتراضي رد: عبد الصادق اشقارة

الفنان عبد الصادق شقارة

من مواليد مدينة تطوان سنة 1931، بدأ حياته الدراسية في الكتاب ثم في المدرسة الابتدائية، وقد كان لمحيطه العائلي تأثير واضح على مساره، إذ من خلال والديه سيدي أحمد وللا السعدية الحراق نهل المبادئ الأولى في الذكر والسماع وفن الطرب الأندلسي، ولا غرابة في ذلك فوالدته كانت تغني له في مهده، بينما كان والده يلهيه بنغمات ساحرة في معقل روحاني، وقد يكون عبد الصادق شقارة بفعل ذلك قد اختار مصيره قبل أن يدرك معناه. ففي صباه لازم زاوية أجداده /الزاوية الحراقية/ التي تلقى فيها تكوينا جيدا على مستوى أصول المديح والموسيقى الأندلسية والعزف على الكمان، وكانت شخصية الشيخ سيدي عرفة الحراق، شيخ الزاوية الحراقية من أكثر الشخصيات التي اجتذبت فكره واهتمامه لدرجة أنه لما التقاه وتعرف عليه أخذ يعتبره بمثابة الأب الروحي، وهو الذي أهداه أول عود كان عبد الصادق شقارة قد تمكن من العزف عليه دون علم والده الذي كان موسيقيا هو الآخر. وأشار عبد الصادق إلى ذلك بقوله : " كنت أغادر المسيد فأتوجه إلى دكان أبي، وبمجرد ذهابه إلى المسجد أو السوق كنت أغتنم الفرصة للمس بعطف وحنان آلات الموسيقى وأراجع الكتب التي تعنى بفن الموسيقى، وكنت أتوجه إلى بيت الشيخ سيدي عرفة الحراق لإتمام تكويني". وعند بلوغه سن الرابع عشرة انضم شقارة إلى فرقة الشيخ سيدي عرفة، حيث بدأ يتعرف على أجواء الحفلات والسهرات الموسيقية، لكن الأهم هو أنه كان يسعى جادا إلى تحقيق التكامل بين الحياة الدينية المتمثلة في الزاوية وطقوسها الحافلة بالأمداح وحلقات الذكر، وبين الحياة الدنيوية في رجالها وأعلامها الموسيقيين. ويعد انضمامه في سنة 1947 للمعهد الموسيقي بتطوان من أهم المحطات في مسيرته الفنية بحكم أنها أتاحت له التتلمذ على يد ثلة من الأساتذة كالعياشي الوراكلي، ومحمد العربي التمسماني، والعربي الغازي وعبد السلام الدريدب... وكانت للقاءاته سنة 1949 برواد الموسيقى الأندلسية في فاس ثم في الرباط أهمية خاصة جعلته يتعرف ويستوعب قواعد هذا الفن من أسماء كبيرة كالحاج مصطفى اكديرة، قبل أن يلتقي بهرم التراث الأندلسي مولاي أحمد الوكيلي في أوائل الخمسينات. وبمعية مجموعة من الموسيقيين أنشأ شقارة سنة 1957 جوق المعهد الموسيقي لتطوان، الذي ساهم في إغناء المشهد الثقافي المغربي بتقديم موسيقى أصيلة لجمهور كان متعطشا يومها للفن، ومولعا بالموسيقى التراثية الرفيعة، كما انضم إلى المجلس المصغر للملحنين سنة 1961 فشارك في تسجيل النوبات الإحدى عشرة للموسيقى الأندلسية، وفي سنة 1978 عين حارسا عاما للمعهد الموسيقي بتطوان الذي كان يديره الأستاذ محمد العربي التمسماني. وما ميز عبد الصادق شقارة هو تطويره للموروث الغنائي في تطوان وبالأخص البراويل والحضرة والطقطوقة ، بالإضافة إلى الأغاني التي استمدها من القصائد الجزائرية التي جاءت بها بعض عائلات هذا البلد التي اختارت الإقامة في تطوان. وعلى صعيد آخر لم يكن شقارة يستسيغ تلك التغييرات المشوهة التي كان يحدثها بعض المنشدين على نسق النوبات الأندلسية بإدخال مواويل شرقية لا تتلائم مع خصوصيات النوبة، وكان يعلل ذلك بقوله إن البعض يسترسل في إنشاد موال طويل قد يستغرق نصف ساعة، لكنه حين ينتهي منه يجد نفسه بعيدا كل البعد عن النغمة التي يفترض فيه أن يؤديها. ويعتبر شقارة واحدا من أهم الرموز الفنية إذ قدم لتراثنــا امتداده، وحاول الخروج من القوقعة لينفتح على موسيقى البحر الأبيض المتوسط، وخص منها الفن الموسيقي الإسباني، وكأنه كان يسعى لإعادة الروابط والأواصر مع المجد التليد. عبد الصادق شقارة، اهلته مواهبه الفنية ليتبوأ مكانة مرموقة بين رواد الموسيقى العربية خلال أربعة عقود. ففي عالم الغناء الأندلسي والشعبي، استطاع أن يملأ القلوب الولهى بالحب والوطنية والخير والطبيعة. استطاع بذكائه أن يجعل راقصات الفلامنكو يتهادين على أنغام الموسيقى الأندلسية، ودفع الراقصة ذائعة الصيت “Clara” أن ترتدي القفطان المغربي، وتوقع خطوات ملؤها الإيقاع والجمال. لا يتنازع اثنان في أن عبد الصادق شقارة أبدى جهدا لا يستهان به في التقريب بين موسيقانا الأندلسية التي تثير الشفقة والخنوع وموسيقى الفلامنكو التي لازالت تبحث عن روافد تعبد لها السبيل. محاولة شقارة في المزاوجة بين موسيقانا الأندلسية وموسيقى الفلامنكو تتمثل في مشاركاته مع فنانين وأساتذة إسبان مثل El Lebrijano و Enrique Morientes بأغانيAlegria و"أنا مزاوك" في مهرجان Huesca ، بقصد جمع الأموال للمحتاجين. وشارك أيضا مع ابنة Morientes التي غنت Aurora de Nueva York وغنى هو "حبك القمر بكمالو فيLos pirineos del sur. ولم يفت شقارة المشاركة مع فنانين دوليين آخرين، مثل “Mechael Neeman” الموسيقار البريطاني الكبير، عازف البيانو في الموسيقى التصويرية لكثير من الأفلام السينمائية، كفيلم El piano الحائز على الأوسكار. وأخيرا، يجب ألا ننسى مشاركته المتميزة مع Pepe Heredia سنة 1982 فى Maca Monda وما نتج عنها من أداء ثنائي فني رائع لا زال عالقا في أذهاننا جميعا، زاوج فيه الغناء الشعبي الجبلي مع إيقاع الفلامنكو، وهو ما يؤكد أن الفن المغربي والفن الأندلسي كانا وسيظلان وجهين لواقع ثقافي وحضاري مشترك. وفى مساء يوم السبت 30 أكتوبر 1998 فقدت المملكة المغربية والفن المغربى الفنان الراحل عبد الصادق شقارة، رحمه الله رحمة واسعة.


ملحوظة :
هذه المشاركة كنت قد رفعتها فى صفحة خاصة تحت عنوان : (الفنان المغربى / عبد الصادق شقارة) بتاريخ 8/5/2007م قبل سويعات من فتح الأخ والصديق العزيز / محمد أديب لصفحة أخرى لنفس الفنان وبنفس العنوان، ورغم توجه الأخوة الأعزاء من السادة المشرفين على المنتدى لسيادته مبدين ملاحظاتهم بهذا الشأن – ولهم كل الحق فى ذلك حتى لا يتشتت الأعضاء عند تصفح المنتدى بين صفحات متعددة تعالج نفس الموضوع – إلا أننى شعرت بسعادة غامرة لتلاقى أفكارنا وأذواقنا ومشاعرنا تجاه نفس الفنان .. عندليب شمال المغرب .. عبد الصادق شقارة .. ولهذا فقد قمت بإعادة رفع المشاركة هنا ليكتمل الموضوع فى مكان واحد وعليه فأرجو من الأخوة المشرفين إضافة الصفحة الأخرى السابق رفعها بواسطتى إلى سلة المحذوفات – ولهم جزيل الشكر – وبهذه المناسبة أشكر كل من علق على هذه المشاركة بالثناء الذى لا أستحقه؛ وإذ يلزم التنويه فما قمت به لا يعدو إلا أن يكون نقلا بتصرف من موقع راديو طنجة وعنوانه :
http://www.radiotanger.ma/chekara.asp
والجزء الأخير من موقع المنارة وعنوانه:
http://perso.menara.ma/~a.aoufi/10_chkara_flamenco.htm
ولست أشرف بأن ينسب إلى شخصى ما لم يكن من بنات أفكارى .. كما أنى لا أدعى حقاً هو لغيرى .. ولكم جميعاً .. عظيم محبتى.

ثروت رضوان
رد مع اقتباس