عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20/06/2020, 18h08
الصورة الرمزية abuaseem
abuaseem abuaseem غير متصل  
طاقـم الإشـراف
رقم العضوية:17090
 
تاريخ التسجيل: March 2007
الجنسية: ليبية
الإقامة: انجلترا
المشاركات: 15,989
افتراضي الفنان علي القبرون في لقاء صحفي قديم

أويا* .. ‬في* ‬بيت الفنان علي* ‬القبرون*
لقاء وتصوير* : ‬عبد الرؤوف خولة* ‬ الثلاثاء, 22 سبتمبر 2009
******
وجدناه* ‬يتكئ على عكازه الذي* ‬لايفارقه وهو الرفيق الوحيد له في* ‬هذه الدنيا* ‬يعينه على عثرات الزمن* .. ‬وجدناه باسم المحيا كعادته دائماً* ‬متألقاً* ‬رغم سنوات العمر ومرارة العيش ولمسات التألق والتأنق مازالت تلفه ضاحكاً* ‬للزمن رغم الغصة التي* ‬بحلقه* ‬*.. ‬استقبلنا في* ‬قبو أوحجرة الغفير أو* " ‬البدروم* " ‬رسمها ماشئت بأسفل أحد عمارات مدينة طرابلس* ‬يمكث فنان أفنى* ‬45 سنة من عمره في* ‬خدمة الفن* :- ‬ظروف اجتماعية قاهرة وخارجة عن إرادته أوصلته إلى ماوصل إليه سألناه عن الفن والحب أجاب* " ‬وين عدى وين* ‬ياعيوني* " ‬سألناه عن الرفيق أجاب* " ‬الليل قاسي* ‬يابعيد الحيرة* " ‬سألناه عن الحبيب أجاب* " ‬راحلة* ‬ياراحلة* " ‬سألناه عن العون والمساعد أجاب* " ‬مستنيك* " ‬سألناه عن الوفاء أجاب* " ‬لانسيت ولاخليت من* ‬ينساهم* " ‬أنهكه المرض ومزقته الوحدة تمنى أن* ‬يعود الزمن إلى الخلف ليعيد ترتيب أوراقه من جديد* .. ‬قدم العديد من الأعمال فاقت المائة عمل بأرشيف الإذاعة كُرم في* ‬أكثر من محفل* .. ‬تخلى عنه الكثيرون ووقف معه عدد من رفاق الدرب* ‬يعيش وحيداً* ‬داخل هذا القبو الخالي* ‬تماماً* ‬من أبسط الشروط الصحية الهواء والشمس* ‬يعاني* ‬من روماتيزم حاد جداً* ‬جراء الرطوبة داخل هذا القبو،* ‬بمجرد أن بدأنا معه الحديث اغرورقت عيناه بالدمع لأنه فنان حساس ويحتاج لكل لمسة وفاء محتاج لمن* ‬يسأل عنه قال* : ‬أحلم بمنزل به شرفه أتنسم فيها الهواء وأرعى بها الزهور والورود أحلم بسيارة أتنقل بها لأن راتبي* ‬كله* ‬يذهب للمواصلات* .. ‬أحتاج للعلاج فإنى أشكو* ‬عديد الأمراض بداية من الضغط والسكر مروراً* ‬بالرماتيزيم ونهاية بمشاكل في* ‬القلب ولن نطيل عليكم

ونترك الفنان علي* ‬القبرون* ‬يتحدث* ...لا أطلب إلا سكناً* ‬لائقاً* ‬وعلاجاً* .. ‬وتستطيع الرجوع إلى مجلة الإذاعة قديماً* ‬وتقرأ عناوينها أبرزها* . ‬الفنان علي* ‬القبرون أغانيه التي* ‬عانقت الثورة منذ قيامها حيث أنني* ‬في* ‬الأسبوع الأول للثورة تغنيت بها في* ‬أربع أعمال وأشرقت شمس الثورة علينا* . ‬كلمات* ‬بشير أحمد وألحان عبد اللطيف حويل وكذلك فجر جديد مع ثورتنا كلمات محمد فتحي* ‬وألحان أبو عجيلة محمد وأغنية سجل* ‬ياتاريخ الثورة ألحان الشيخ أحمد شاهين وأغنية أجيال بعد أجيال كلمات أحمد الحريري* ‬وألحان وحيد خالد* . ‬هذا في* ‬الأسبوع الأول للثورة فقط* ‬4 أعمال وطنية عمري* ‬66 عاماً* ‬ولا أستطيع المشي* ‬على قدمي* ‬إلا بمساعدة نصف راتبي* ‬أصرفه على المواصلات وما أجبرني* ‬للحديث إلى الغصة والمرارة التي* ‬أتذوقها في* ‬حياتي* ‬اليومية* . ‬في* ‬الفترة الأخيرة سمع الأستاذ نوري* ‬ضوء الحميدي* ‬بحالتي* ‬فأصدر قراراً* ‬بعلاجي* ‬في* ‬تونس وذلك سيكون بمشيئة الله بعد عيد الفطر مباشرة وكذلك لاأنسى أفضال الأستاذ عبد الله منصور حيث أنه* ‬يتذكرني* ‬بين الفترة والأخرى* ..

أويا* : ‬حاولنا أن نخرج به من هذه الأجواء مذكرينه بأيامه الفنية والبدايات فعلت ابتسامة خفيفة على محياه متذكراً* ‬تلك الأيام قائلاً* :‬

علي* ‬القبرون* ‬ البداية كانت سنة* ‬1955 بالتحاقي* ‬بمدرسة الفنون والصنائع التي* ‬يشرف عليها الأستاذ رمضان الأسود وتعلمت الموسيقى وتعلمت العديد من الأمور إلا أنني* ‬وجدت نفسي* ‬في* ‬الموسيقى في* ‬تلك الفترة كان الفنان المرحوم كاظم نديم* ‬يقوم بزيارات متتالية إلى المدرسة وكان* ‬يعلمنا الموسيقى والأناشيد منها* .. ‬رفعنا اللواء* .. ‬بالعزم الأكيد وفي* ‬سنة* ‬58 غنيت عديد الأغاني* ‬الخاصة بالأطفال وعديد الأناشيد الوطنية* .. ‬إلى أن تخرجت من مدرسة الفنون والصنائع والتحقت بمدرسة الزواية الثانوية بمدينة الزاوية وكنت أحي* ‬عديد الحفلات في* ‬تلك المدينة الجميلة وكنت افتتح الحفلات والمهرجانات بقراءة القرآن الكريم* .. ‬بعدها وبالتحديد سنة* ‬1962 التحقت بركن الهواء بالإذاعة* . ‬الذي* ‬كان* ‬يشرف عليه الأستاذ كاظم نديم وكنت متأثراً* ‬جداً* ‬بالموسيقار فريد الأطرش وأتقن كل أغانيه بمهارة فائقة* .. ‬وكنت أكثر من سنتين في* ‬ركن الهواء سنة* ‬1964 شكلت لجنة لاختياري* ‬كمطرب واعتمادي* ‬بالإذاعة وكانت اللجنة مشكلة من الأساتذة بشير فهمي* ‬ومحمد الدهماني* ‬ومحمد الكعبازي* ‬وكاظم نديم وفائق بن سلطان وسكرتير اللجنة وقتها كان حيدر الجعراني* .. ‬ونجحت والحمد لله وبتفوق وكان العمل الأول لي* ‬كمطرب حيث طلبت منّي* ‬اللجنة حفظ اللحن الموجود لدى بشير فهمي* ‬لأغنية بمناسبة* ‬معرض طرابلس الدولي* ‬تقول كلماتها* .. ‬معرض بلادي* ‬جاد في* ‬تياره ويعجب بنظامه كل من زاره* .. ‬تلك هي* ‬البداية* .. ‬بعدها* ‬غنيت لعبد اللطيف حويل وحسن عريبي* ‬في* ‬نفس الوقت* .. ‬كان أغنية حسن عريبي* ‬عنوانها* " ‬روحين في* ‬جسم واحد* ... ... ‬وأغنية حويل بعنوان* " ‬لوكان توزن بالوقـــية حنيني* " ‬كلمات أحمد الحريري* .

أويا* : ‬ماحكاية أغنية الليل قاسي* ‬يابعيد الجيرة التي* ‬لم تأخذ حقها إعلامياً* ..‬؟

علي* ‬القبرون* :‬هي* ‬من كلمات الشاعر المبدع أحمد الحريري* ‬وكنا نلتقي* ‬في* ‬المقهى التجاري* ‬بشارع أحمد المقريف شلة من الفنانين وكان كل الفنانين* ‬يستعرضون مالديهم من كلمات وألحان فسألني* ‬الفنان أحمد الحريري* ‬عن هذا العمل الليلي* ‬قاسي* ‬فأعجبني* ‬جداً* ‬وكان بجانبي* ‬صديقي* ‬الدائم عبد اللطيف حويل وسألته مارأيك فأخذه ولحنه وظهر بهذا الشكل الجميل الذي* ‬في* ‬الحقيقة لم* ‬يأخذ حقه إعلامياً* ‬رغم جمال العمل وروعته لحناً* ‬وكلمات ولا أعرف سبب عدم انتشار هذا العمل* .. ‬ربما سبقه عمل لي* ‬بعنوان* .. ‬بعنوان عدى وين* ‬ياعيوني* ‬ونال نجاحاً* ‬منقطع النظير الشيء الذي* ‬لم* ‬ينجح بعده الليل قاسي* ‬حيث تمتعت أغنية وين عدى باإيقاع القوي* ‬والسريع والزكرة* . ‬عمل الليل قاسي* ‬كان هادئاً* ‬جداً* ‬وبالتالي* ‬لم* ‬ينل حظه كسابقه*

أويا* : ‬على ذكر وين عدى وين* ‬ياعيوني* ‬ودخول الزكرة لأول مرة في* ‬الأعمال الحديثة حدثنا عن هذا العمل ؟*

‬ علي* ‬القبرون* : ‬هذا العمل وراءه قصة* .. ‬أتذكر سنة* ‬1973 كانت فرقة الإذاعة في* ‬رحلة إلى الجنوب وتحديداً* ‬إلى سبها وذلك لتسجيل مجموعة أعمال* .. ‬في* ‬هذه الأثناء تعرفنا على شاب من المدينة اسمه عثمان القاضي* ‬الله أمسيه بالخير لاأعرف أخباره حالياً* .. ‬المهم كنا مدعوين لدى هذا الفنان فأخذ الطبل وبدأ* ‬يدندن بهذا اللحن إلا أن الكلمات مختلفة حيث كانت كلماتها* " ‬عندكش دواء* ‬ياطبيبة* .. ‬للجرح اللي* ‬يقطر بدماه* " ‬فارتسخ هذا اللحن في* ‬مخيلتي* ‬ولم* ‬يفارقني* ‬طيلة الرحلة وبحت لصديقي* ‬الفنان عبد اللطيف حويل برغبتي* ‬في* ‬هذا العمل والبحث له عن كلمات* .. ‬فأشار لي* ‬بالذهاب إلى الفنان علي* ‬السني* ‬وذهبنا إليه وبمجرد سماعه للحن قال لي* ‬كلمات هذا العمل جاهزة فأحضر رزمة ورق وأخرج منها أبيات شعر* " ‬وين عدى وين* ‬ياعيوني* .. ‬رانا لشبحه مشتاقين* ‬ياعيوني* " ‬فقلت هذا ما أبحث عنه* .. ‬وأهتم بها جاهداً* ‬الفنان عبد اللطيف حويل وعمل لها مقدمة موسيقية بسيطة وجميلة* .. ‬بعدها طلبت منه إدخال الزكرة على هذا العمل فذهبنا إلى محمود الشريف رحمة الله عليه الذي* ‬يعتبر من أشهر وأقوى عازفي* ‬الإيقاع في* ‬ليبيا فأشار إليّ* ‬بالذهاب إلى بشير الشعتاني* ‬الذي* ‬يعتبر من أقوى عازفي* ‬الزكرة في* ‬تلك الفترة أما فيما* ‬يخص الإيقاع المصاحب فهذا أمره سهل واجتمعنا جميعاً* ‬وعملنا تدريبات مع الفرقة الموسيقية* .. ‬ونجح العمل والحمد لله منذ سنة* ‬1974 إلى حد الآن* ...

أويا*: ‬ما سر ابتعادك المبكر عن الوسط الفني*..‬؟

علي* ‬القبرون*: ‬في* ‬البداية كان الإصابة بداء السكر اللعين الذي* ‬أثر كثيراً* ‬في* ‬عملية النظر وتساقط الأسنان وكذلك خلل في* ‬السمع وأيضاً* ‬الظروف الاجتماعية القاهرة التي* ‬مرت بي* ‬كل هذه العوامل جعلتني* ‬ابتعد قليلاً* ‬ولم انقطع نهائياً* ‬حيث سجلت آخر عمل عاطفي* ‬بعنوان* "‬دنيا وما تبنا على* ‬غالينا ولاعين صبرت بعد وقت* ‬يجينا*" ‬وكان ذلك سنة* ‬1987 بعد ذلك تغنيت ببعض القصائد الدينية في* ‬برنامج عطية محمد نور أسماء الله الحسنى وسجلت معه ملحمة أعطاني* ‬فيها بيت أغنية سنة* ‬1988 بعدها اتجهت للمألوف والموشحات بعد تأسيس فرقة الشروق التي* ‬نجحت نجاحاً* ‬كبيراً* ‬وشاركنا في* ‬عديد الدول والمهرجانات وكانت الفرقة بقيادة الفنان مفتاح علي* ‬وتضم الفنانين عبداللطيف حويل وراسم فخري* ‬ومحمد رشيد ولطفي* ‬العارف ومحمد فتحي* ‬وأبو عجيلة الشريف* ‬يونس دانو،* ‬محمد الزويبك،* ‬خالد عبدالله،* ‬فاروق السويح كل هؤلاء الفنانين هم مؤسسون لفرقة الشروق للمألوف والموشحات ومنذ سنوات فارقت هذه الفرقة حيث صحتي* ‬لم تعد تسمح لي* ‬بممارسة أي* ‬عمل فني* ‬فقررت أن استريح داخل* "‬البدروم*" ‬الخاص بي* ‬والحمد لله رب العالمين وتقاعدت من الإذاعة وأنا اتقاضى حالياً* ‬معاش تقاعدي* ‬يعينني* ‬على الحياة إن كان مازال في* ‬العمر بقية*..

أويا*: ‬هل مازلت متواصلاً* ‬مع الوسط الفني*...‬؟

علي* ‬القبرون*: ‬نعم* ‬هناك مجموعة من الأصدقاء المخلصين الذين لم* ‬ينقطعوا عني* ‬سواء بالزيارات أو الاتصال الهاتفي* ‬أذكر منهم وأرجو أن لاتخونني* ‬الذاكرة*.. ‬الفنان لطفي* ‬العارف،* ‬حسن فرحات،* ‬محمد شعيب،* ‬عبداللطيف دويل،* ‬راسم فخري،* ‬ولا أنسى الأستاذ عبدالله منصور والأستاذ نوري* ‬الحميدي* ‬والأستاذ محمود البوسيفي* ‬الذي* ‬ساعدني* ‬أكثر من مرة ولم* ‬يبخل عني* ‬بشيء وكذلك الفنان محمد كرازة المصور وكذلك البدري* ‬كلباش*..

أويا*: ‬كلمة أخيرة أستاذ علي* ‬القبرون

علي* ‬القبرون*: ‬الفنان لدينا* ‬يقدم عديد التضحيات منها التفرغ* ‬التام لِفنّه دون التفاتة إلى حياته الخاصة ونظرة المجتمع الدونية إليه ومع كل هذا لايجد من* ‬يقف معه في* ‬نهاية عمره الذي* ‬افناه في* ‬الفن ولا أطلب في* ‬هذا اللقاء إلا قليلاً* ‬من الإهتمام من المسؤولين في* ‬سكن لائق وعلاج وأتمنى التوفيق من* ‬عند الله وشكر خاص لأويا ورئيس تحريرها على المجهودات التي* ‬تبذل وعلى هذه اللفتة الكريمة من حضرتكم في* ‬هذا الشهر الكريم*..
[/B][/SIZE]
__________________
لو تؤمريني فوق نسمة انطير*** ونجيبلك حزمة نجوم تنير
تضوي طريق الحب للانسان***يا ليبيا و تزرع ترابك خير


أبوعاصم
رد مع اقتباس