في تاريخ تسجيل النشيد يا ويل عدو الدار كانت الفرصة متاحة بدرجة أكبر لعباس أحـمد لتقديم النص إلى لجنة الاستماع ثم إسناد اللحن إلى زكريا أحـمد والأداء إلى قنديل ، ولم تكن كذلك لعباس الشافعي حسن الشاب الذي لا صلة له بالمجال الإذاعي والمقيم بالفيوم حيث الاتصالات آنذاك لا تتيح فرصة الوصول السهل والسريع إلى العاصمة فيتاح للمقيمين بها والمتصلين بأجواء الفن والإعلام أن يقدّموا إنتاجهم ويجدوا من يهتمّ لأمره ولأمرهم . هذه الظروف ــ مع قرب وقت أزمة السويس وامتلاء جو الإعلام بالشحن الوطني ــ تجعل فرصة عباس أحـمد مهيَّأة بأكبر درجة ليجد نصّه الفرصة للإنتاج العاجل ، ومعلوماتي المعاصرة لتلك الفترة هي أن الكلمات لعباس أحـمد ، والرجل كان في داخل جهاز الإعلام المباشر .
أما ديوان عباس الشافعي : من أجل عيون بورسعيد فواضح أنه كان نتيجة تالية للأحداث التي شهدتها المدينة وعرفها المصريون وقدّروا لأهلها بسالتهم ووطنيتهم التي أنتجت هذا الديوان ومئات الأعمال الفنية المماثلة . ولا يفوتني أن أشير إلى أن شهرة عباس شافعي حسن إنما هي : عباس شافعي أو الشافعي كما في مكان عمله : كلية التجارة بجامعة عين شمس ، وبدون ذكر حسن كما في معجم البابطين .
هذا استنتاج مبنيّ على إدراك الظروف والأحوال المصاحبة لظهور النشيد وما عُرِف عمَّن نُسِب إليهما .
__________________
” ما ٱستحَقَّ أن يُولَد مَن عاش لِنفسِه فَقَطْ “