عرض مشاركة واحدة
  #389  
قديم 27/12/2017, 16h21
الصورة الرمزية nasser ahmed-
nasser ahmed- nasser ahmed- غير متصل  
مساهم دائـم
رقم العضوية:705068
 
تاريخ التسجيل: September 2013
الجنسية: يمني
الإقامة: اليمن
العمر: 67
المشاركات: 1,380
افتراضي أوبرا بارسيفال لفاجنر



الفصل الثاني:
في داخل البرج درج حجري يقود إلى الأعلى حيث جدار غير مرتفع يحيط بالسطح، وفي الأسفل إلى حفرة عميقة في الخلف، يقف كلينجسور، أمام مرآة يعكس سطحها كل ما يجري في منطقة نفوذه التي يهدد منها فرسان الكأس المقدسة. ويعلم كل ما يحدث في منطقة الكأس المقدسة؛ ويعرف ما يجهله
جورنمانز عن الشاب الذي يقترب من المرآة، وكيف إذا وقع في أحابيله، عبثا تتحقق على يديه نبوءة "الأحمق الذي لا يعرف الغلّ". لأنه نفس الشاب الذي طرده جورنمانز وهو فاقد الصبر.
كلينجسور يلتفت نحو الحفرة ويحرك يده بشكل آمر. فتصعد أبخرة زرقاء من الهوة وتعوم على سطحها امرأة فاتنة هي كوندري. ليست نفسها كوندري منذ أربع ساعات بثيابها الخشنة وحزام جلد الحية يطوق خصرها. ولكنها حورية
بشعرها الفاحم الغزير الناعم اللماع، وثوب حريري وأقمشة شرقية. وكانت تحاول جاهدة أن تنزل إلى حيث كانت، لولا ضحكة من الساحر الخبيث تحييها، وتردها إلى واقعها. هذا كان سر أعمالها الغريبة التي بدرت منها، وغيابها الطويل عن
منطقة الكأس المقدسة، حين كثيرون من فرسان الكأس وقعوا في قبضة كلينجسور!

إنها الفخ الذي وضعه لاستدراجهم، والغاوية الكبرى في حديقته
السحرية. يذكرها ويهزأ منها ومن عدم قدرتها على التخّلي عن الغواية، وكم اقترفت من خطايا في وجود سابق لها. كانت سلطة الساحر عليها في تلك اللحظة، أنه يستطيع أن يستدعيها في أي وقت لتساعده في تدمير خصومه.
حسنا إنها تفهم ماذا يعني استدعاؤه لها في الوقت الحاضر. كان يقترب من البرج نفس الشاب الذي رأته في غابة الكأس المقدسة، والذي عرفت فيه مثلما فعل كلينجسور المخّلص المحتمل لأمفورتاس ولها.

والآن عليها أن تغويه إلى هلاكه وتفقد بذلك آخر أمل لها في الخلاص،
الآن، نعم، الآن وفي تلك اللحظة التي يهزأ بها يلوح كلينجسور بيده فينهار القصر كأنما ابتلعته الأرض، وفي مكانه تزهر
حديقة كالجنان، فيها من العطر والزهور ألوان.


رابط الفصل الثاني
رد مع اقتباس