رد: زمردة العلجية
هي فنانة تونسية يهودية لم يذكرها التاريخ الفني الا القليل.
وهذا جزء من مقال للدكتور الموسيقار صالح المهدي يتحدث فيه عن هذه الفنانة:
((يقول صالح المهدي نابشا في ذكرياته «إن مستشار الملك استغل عاهة عند مصطفى صفر تتمثل في شلل بيده اليمنى تجعله دائما يركزها على عصا وعند ارتدائه لباس المناسبات يركزها على سيفه، فوشى به سليم الدزيري إلى أحمد باي قائلا انظر كيف يعمل على عدم احترامك بوضع يده على السيف بحضرتك وواصل المستشار كيده ضد رئيس الجمعية الناصرية من ذلك أنه عند نزول الباي إلى تونس تعترضه الجمعيات النحاسية فلا يقع استدعاء فرقة الناصرية قصدا ليقول المستشار للملك أنظر كيف أن الجمعية التي يترأسها أحد المقربين إليك تخلفت عن واجب الحضور والمساهمة باستقبالك بالحاضرة».
في هذه الظروف بدأ الأستاذ مصطفى صفر يفكر في البحث عن بعث نشاط يجنبه مكائد مستشار الملك. وقد صادف أن أشار البارون دير لونجاي Baron d›Erlanger السويسري ذي الاهتمام المعروف بالموسيقى التونسية على متعاونه ومستشاره عمر البكوش شقيق رئيس الوزراء آنذاك صلاح الدين البكوش ليطلب من إدارة المعارف تخصيص منحة 20 ألف فرنك لجلب الموسيقار الحلبي علي الدرويش لتدريس الموسيقى العربية في سنة 1930، وذلك بعد أن قامت هذه الادارة بجلب عدد هام من اسطوانات الموسيقى الكلاسيكية الغربية وتوزيعها على المدارس الثانوية لاسماع التلاميذ هذا النوع من الموسيقى.
في أثناء ذلك تكونت علاقة غرامية بين مدير المعارض M.Gau وامرأة تونسية يهودية زوجة أحد الأطباء المشهورين وحُوّل المبلغ الذي رُصد في السنة الموالية لإعادة جلب الشيخ علي الدرويش إلى منحة لهذه المرأة حتى تشكل «فرقة ممتازة» والسفر إلى فرنسا لتسجيل أغنيات من التراث التونسي، وقد تم ذلك وكانت الفرقة تضم في ما تضم الشيخ خميس الترنان والشيخ محمد غانم مع عناصر يهودية مشهورة على رأسهم عازف الكمنجة خيلو الصغير ومسعود حبيب عازف القانون.. وتم التسجيل وصدرت الاسطوانة فإذا به يستحق أن ينطبق عليها المثل التونسي «الدفينة حامية والميت فار» لأن صوت هذه المرأة غير مقبول في أي مدرسة من مدارس الغناء العربي، وأطلقت هذه المغنية على نفسها اسم «زمردة العلجية» وشكلت جمعية وهمية لقبول المنحة وتصرفت فيها ما شاءت وقام مدير ادارة المعارف بالاشارة الى الكتابة العامة للحكومة حتى ترسل منشورا الى القياد لحثهم على توصية جميع المقاهي والمؤسسات الثقافية بشراء هذه الاسطوانة وكان ذلك سنة 1934 اي بعد سنتين من صدورها ولم تُبع منها أي نسخة.
احتجاجا على هذه الحادثة المسيئة للموسيقى التونسية استقال الاستاذ مصطفى صفر من رئاسة الجمعية الناصرية ودعا الى عقد جلسة عامة بالجمعية الخلدونية ضمت عددا هاما من المثقفين والفنانين والمسؤولين لإحداث جمعية موسيقية استجابة لتوصية صدرت عن المؤتمر الاول للموسيقى العربية الذي انعقد بالقاهرة سنة 1932.""
|