[عمرو الهنداوي]

أستاذ عادل صموئيل..
أزي حضرتك وكل سنة وحضرتك بخير..
عندي سؤال:
أيه راي حضرتك في تجربة محمد رشدي وكارم محمود ومحرم فؤاد وغيرهم في إعادة غناء بعض أغانيهم القديمة الناجحة اللي كانت في الستينيات وإعادة غنائها وتوزيعها في التسعينيات؟

هل التجربة دي كانت مفيدة لهم؟ وهل أضافت للموسيقي العربية وللأغاني دي نفسها؟
أنا شخصياً لما اسمع كعب الغزال لمحمد رشدي بالأسلوب القديم بحس انه افضل بكتير عن التوزيع اللي عامله في التسعينيات وانا عارف طبعا انه هناك فرق في أحكام السن زمان وساعتها لكن برضو مش بحس انه قدم شيء يحسب له مع الشكل الجديد اللي عامله..

أنا سمعت أنه موضوع إعادة غناء الأغاني القديمة بصوت أصحابها كان موضة وخلاص وسبوبة في نفس الوقت وكمان علشان يقولوا للأجيال الجديدة إننا مازالنا موجودين وبنفس جودة أصواتنا زمان ..

وسمعت كمان أنه المطربين اللي أعادوا غناء أغانيهم القديمة بالأسلوب العصري ساعدتها كانوا عايزين يرجعوا للظهور والنجومية تاني والبعض الأخر بيقول انه التقديم الموسيقي في تقنية الصوت والتسجيل والآلات أغرهم..

رأي حضرتك أيه في المسائلة دي؟؟ وبما تقيم التجربة؟؟

جزيل الشكر
اخى العزيز
ايه سبب القيمة الكبيرة اوى اوى لأعمال عمالقة التراث ؟ انهم كانوا بيحافظوا على الشكل على اد ما يقدروا .. مش يجروا ورا اى موضة جديدة وخلاص .. حتى لو اضطروا يسايروا الموضة بيبقى بحساب كده زى رشة الملح ... ازاى .. اسمع ام كلثوم مثلا من اول ما بقت فرقة كبيرة بعد التخت بتاع زمان اللى فى التلاتينيات .. تم تطوير الفرقة ( مع عبد الواهاب والسنباطى ) انهم خلوا الفرقة فى حدود من عشر كمنجات وانت طالع ... دول بيعملوا كل اللحن يعنى يعزفوا الموسيقى ويصاحبوا المطرب وخلى بالك من مصاحبة المطرب دى لأنه بيعملوا بطانة لصوت المطرب بتخليه يبقى جوا التون بنسبة 190% % مش 100% .. يعنى الطرب الفظيع اللى انت بتسمعه ده من تجانس صوت الكمنجات مع غناء المطرب ... حنرجع لها بعد شوية ... مع ال 12 كمنجة مع بعض صوتهم بيبقى بناتى اوى لازم يتحط معاهم 3 شيللو بيعمل توازن ويطلع صوت الفرقة الجميل اللى انت بتسمعه بعدين بيتحط كونترباص بيدى ايقاع نغمى بالاشتراك مع الرق يعنى تسمع دايما الدوم بتاعة الرق معاها من الكونترباص اول نغمة فى المازورة .. كده الوتريات بيضاف اليهم الآلات الشرقية القانون والناى وعود وطبلة ورق ودف واحد مش بيقول فى كل اللحن ولكن فى جمل محددة .. كل اللى انا قلته ده اسمه نكهة الموسيقى المصرية المتميزة واللى خد منها كل الدول العربية بإستثناء السودان كانوا بيحطوا معاهم اكورديون وألالات نفخ نحاسية .. اخطر ما فى الموضوع .. الايقاع ... كان زمان عازف الرق اسمه ضابط الايقاع ... مش انه هو اللى بيخلى سرعة المقدمة 100 مثلا او 120 ... دى مش مشكلة خالص .. المشكلة انت لما تسمع اى مطرب من العمالقة ... لو شغلت معاه ريتم بوكس ( وخلى بالك من الكلام ده اوى اوى ) حتلاقىممكن يقول جملة فى تانى جملة حايتلخفن الايقاع تحس انه مش ماشى مع اللى بيغنى ... ليه ... لأن العمالقة مكانش بيغنى بسرعة ثابتة ... يعنى ممكن يقول الجملة الاولى بسرعة 100 مثلا واللى بعدها ممكن يقعد شوية يعنى 95 او يسؤع شعرة يعنى 105 ... فاهم قصدى ؟ ده اللى بيديك الاحساس الرهيب بالسلطنة والطرب ... ام كلثوم لو وهى بتغنى وشغلت معاها رتم بوكس سرعته ثابتة مش حاتعرف تغنى ... لأنه بتسرع شعرة وتبطىء شعرة فى جملة ضابط الايقاع ده كان شغلته كده بيريحها بيظبط الموضوع كله ... حتى ممكن هى عايزة تبطىء اكتر م المتفق عليه معاها تطلع تنزل معاها ... لما اابتدا الجيتار يدخل الفرقة واسمع من اول انت عمرى ... تلاقى نكهة الجيتار فى المقدمة فقط .. لكن بعد كده الجيتار بيقول الصولو ويسكت وتظهر نكهة الفرقة زى انت متعود عليها كمان لما ظهر الاكوريدون برضو يقول الصولو ويسكت ما يشوهش نوعية صوت الفرقة ... وفضلوا محافظين على لاستايل ده لحد رحيل العمالقة بعدين حصلت الاختراعات اللى دمرت الموسيقى ... انا مش راضى عن اعادة اغانى كارم محمود ... ليه ... حقول كلمة اسألأ اى واحدة طباخة شاطرة الملوخية بتتعمل ازاى حتقول بالتقلية ... طيب لو تطورنا وحبنا كاتشب ومايونيز وهوت صوص ينفع يتحطوا ع الملوخية ؟ حاتحلو اكتر ولا تبقى زفت ؟ اغانى الزمن الجميل كده حاجة ما يتلعبش فيها بالتطوير ... كانت اغانى كارم متسجلة زمان بكل اللى قلت لك عليه .. يعنى غيرنكهة الفرقة الكمنجات بتغنى معاه بتشيله يعنى .. الايقاع بيقعد ويسرع حسب الطلب كل جملة ... حصل ايه لما اعاد الاغانى اتعمل شريط صوت على اورج وسترينجز والاغنية اتاخدت كلها على ايقاع واحد سرعة واحدة .. حتى هو شكله زمان كان شاب صغير وشكله مقبول .. اعاد الاغانى وهو عجوز لبس باروكة شكلها مقرف وبدلة حمرا لاتليق بسنه .. بقا بيغنى زى واحد سنه 70 سنة بيحب وحادة عندها 17 سنة ... يعنى اهانة لكل تاريخه .. الاخطر ان الحمير اللى بيذيعوا الاغانى لما بيلاقوا اغنية الوان وليها تسجيل ابيض واسود بيذيعوا الالوان ... طبعا عشان حمير مش فاهمين ان الاغنية القديمة الابيض واسود دى هى اللى صنعت كارم محمود اما الالوان دى اهانة لكارم محمود .. وطبعا اللكام يتقال على كل واحد حب يعيد اغانية ... لكن الاذكياء زى عبد الحليم لما اعاد اغانية القديمة بقدر الامكان على نفس الفرقة بنفس الطريقة ان ادخل عليها صولو اورج ولا حاجة بس ما افسدش اللحن .... ماشى ؟ مع اطيب تحياتى عادل صموئيل