عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 24/06/2017, 09h24
الصورة الرمزية Ajenoui Driss
Ajenoui Driss Ajenoui Driss غير متصل  
مواطـــن مســاهم
رقم العضوية:276305
 
تاريخ التسجيل: août 2008
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
المشاركات: 811
افتراضي المبدع زكي قنديل

الفنان الخطاط و المطرب الشاعر و الناقد زكي قنديل صاحب اكتبي لي يابخيلة. منقول عن جريدة طنجة بقلم : مصطفى بديع السوسي ـ الفنان زكي قنديل... ابن طنجة الذي مات نسيا منسيا... ـ وليد أسرة محافظة، متدينة، فقيرة، ذاق في طفولته وشبابه ألواناً من البؤس، والتشرد والحرمان... توفي والده وهو صغير، ولم يخلف له مالا ولا جاهاً ... وكان من فقهاء الزاوية الصديقية، ووالدته شريفة في خُلقا ونسبها رحمها الله، من عائلة طنجوية عريقة ـ آل أوتاير ـ المعروفة، كانت تنطوي على آلامها وجراحها وهي ترى عذاب ابنها في دروب الحياة وقد طوحت به في متاهاتها الصعبة والشائكة...

بدأ تعليمه الأولى في مدرسج الجامع الكبير التي أسسها الملك الراحل محمد الخامس رحمه اللّه سنة 1947، ثم المعهد الديني ـ ثانوية مولاي سليمان للتعليم الأصيلـ ولكن ميوله الفنية، وشغفه الكبير بالغناء والمسرح والموسيقى دفعه إلى ترك الدراسة إلى غير رجعة.

في منتصف الستينات انضم المرحوم زكي قنديل إلى جمعية "الوعي القومي" التي كان يُشرف عليها عميد المسرح الطنجي المرحوم عبد السلام الشاوني، وكان من بين أفرادها البارزين السادة: محمد بن عجيبة، محمد الزروالي المعروف "بالشعب" محمد الادريسي، محمد البشاري، محمد بوختيت، محمد الحوزي، كما شارك في عدة فرق مسرحية نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، جمعية "أضواء المدينة"، جمعية "الستار الذهبي"، "جمعية شموع المسرح" وكان من أروع أدواره التي قدمها على خشبة مسرح سرفانطيس دوره في رواية "الجريمة والعقاب" لدوستويفسكي، وقد لقيت نجاحا، وإقبالاً جماهيريا كبيراً، كان الفنان زكي قنديل موسوعة فنية، كما كان له المام بالقواعد الموسيقية، فترة طويلة قضاها بمدينة الرباط حيث تعرف على العديد من الفنانين والمبدعين فانضم إلى الجوق السمفوني الملكي كعازف ومنشد، وشارك في العمل الفني الضخم... الاوبريت المسرحي الغنائي "بناة الوطن" الذي كتبه الفنان "أحمد الطيب العلج" ولحنه كل من الفنان "محمد بنعبد السلام " والفنان "العربي الكوكبي"، وشارك في التمثيل محمد حسن الجندي وأحمد العماري، وكانت مناسبة تقديم هذا الاوبريت هي اعلان الملك الحسن الثناني رحمه اللّه عن قرار تطبيق التجنيد الاجباري، كان المرحوم زكي قنديل كثير الاعجاب بشيخ الملحنين "صالح عبد الحي" وعميد المسرح العربي "يوسف وهبي"، وبرواد الأغنية المغربية أمثال "الحسين السلاوي"، "محمد فويتح"، و"عبد السلام عامر" رحمهم اللّه، ولما التحق الاستاذ "عبد القادر الراشدي" بمدينة طنجة في بداية الستينات، وأنشأ الجوق العصري، كان زكي قنديل من بين أفراده، وكان يضم وقتها أمهر العازفين وألمع المطربين بهذه المدينة، أذكر من بينهم العازفين "المختار بيريش" "محمد البراق"، "مصطفى التسولي"، "أحمد بتشويلة العمارتي" ومن المطربين: "عبد الواحد التطواني"، والمرحوم "شمس الضحى الهيشو"، والراحل "محمد العربي العوامي"، و"الصادق الزفري" وغيرهم. كان يردد ويطبق دائما المقولة السائدة: "اصرف ما في الجيب، يأتيك ما في الغيب" فلا يفكر في الغد وما قد يأتي به، عاش أياماً صعبة، ومن أجل لقمة العيش احترق أكثر من مرة وهو يبحث عمن ملاذ، وعن موطأ قدم، عاش لفترة طويلة دون عمل يعيش على الكفاف ومساعدات بعض الطيبين من أصدقائه الأخيار، قبل أن يجد عملا في احدى الملاهي الليلية، كان كاتباذا خط جميل. شاعراً فصيحا، ممثلا، موسيقيا مبدعاً ثم مطربا.... في غبش الليل وعند الفجر يعود منهكاً ليرتمي كمامهملا في زاوية خيمة منصوبة في مخيم طنجيس مالاباطا ـ سابقا ـ حيث زال المخيم ليفسح المجال لعمارات وفنادق المنطقة السياحية القريبة من محطة القطار الرئيسية، ابتلي بشرقرين... كانت امرأة هي الشربعينه، والرذيلة بذاتها.. دفعته إلى دفن أحزانه وبلواه في الكأس المترعة بعبّ منها عبًّا، وينفث من خلال كل جرعة شراب أنفاساً ملوثة برائحة السجائر التي تركت أثرها في رؤوس إصابعه، غنى في بداياته الفنية للموسيقار فريد الاطرش الذي كان يعشقه ويتفاعل مع أحزانه وأهاته، فمال الناس مع مواويله وترانيمه الحزينة ولعله كان يجد نفسه في بحر هذه الاحزان، وغنى للمطرب السوري فهد بلان عند انتشار الموجة البلانية ذات الرنة البدوية فأتقن التقليد، وأعجب به الناس أيما إعجاب.

وكان في سنواته الاخيرة رحمه الله ينوي كتابة سيرته الذاتية، وسماها "مجنون طنجة"، وكان يعتزم أن يضمنها أسرار طنجة وخباياها، ولكنها دفنت مع صاحبها ولم تر النور.

إنه الفنان القدير ابن طنجة زكي قنديل، قد لا يعرفه الكثيرون ولكنه كشكول من التراث، والغناء، وصنوف الفن الأخرى، وهو من جيل الرواد.

أخيراً... في يوم بلاغد،... وسنة يتيمة جرداء..
وفي غفلة من الزمان والناس أسلم الروح إلى بارئها يوم السبت 21 يونيه 1997.

فرحم اللّه مُبدعاً مات نسيا منسيا... وذهب دون أن يشعر به أحدٌ وكأنه ما كان .... وتلك قضية أخرى...
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg Zaki Kandil en soirée.jpg‏ (48.0 كيلوبايت, المشاهدات 8)
الملفات المرفقة
نوع الملف: mp3 Zaki Kandil - Ouktoubili ya Bakhila.mp3‏ (2.64 ميجابايت, المشاهدات 18)
رد مع اقتباس