[محمدعبدالرحيم]

كونشيرتو ارانهويز للموسيقيّ الاسباني وعازف البيانو البارع يواكين رودريجو والذى حرم من نعمة البصر منذ ولادتة غير انه كان يتمتّع بإحساس إنسانيّ وموسيقيّ عال جعله يحسّ بجمال الطبيعة الذي لا يقدّره سوى إنسان حُرم من نعمة البصر . وقد اختار رودريجو أن يسمّي موسيقاه على اسم ارانهويز، وهي بلدة في جنوب اسبانيا يعني اسمها عصير البرتقال. رودريجو استلهم فكرة الكونشيرتو من هذه الحدائق التي شُيّدت قبل أكثر من أربعة قرون. وعندما كتبه قبل أكثر من 70 عاما لم يخطر بباله انه سيصبح، ليس فقط أشهر كونشيرتو للجيتار في جميع العصور، وإنما احد أكثر المعزوفات الموسيقية العالمية رواجا وانتشارا.
وفى الحقيقة قد ورد العديد من المعلومات المغلوطة والغير صحيحة عن سبب تاليف هذا العمل والحديث عن رودريجو ربّما استوحاها من مأساة بلدة جورنيكا الاسبانية عام 1937م ... لكن المعلومة الحقيقة والصحيحة بعيدا عن التخمينات والتكهنات هى ما ورد فى مذكرات زوجتة عازفة البيانو التركية الاصل إلى أن الموسيقى هي استدعاء لحادثة إجهاض طفلهما الأوّل، وأن رودريجو إنّما عزفها لكي يعبّر عن حزنه وكأنه يدير حوارا مع الله بعد موت طفله.
ومن العمل اخترت لكم الحركة الثانية من الكونشيرتو "أداجيو" هي الأشهر، وهي عبارة عن حوار بين الجيتار والآلات المنفردة بتوزيعين مختلفين للموزع الفرنسى "Franck Pourcel" والموزع الفرنسى ايضا "Paul Mauriat" وهما التوزيعان الاكثر اقتباسا فى افلام الستينات والسبعينات.