عبد السلام سفر
في مقالة للأستاذ الدكتور سعد الله أغا القلعة
لم يكن الأخ والصديق عبد السلام سفر موسيقياً عادياً.. كان مميزاً في مجالات كثيرة .. أولها طبعاً العزف على الناي في أسلوب فريد ، وثانيها تطويره لآلة الناي ، عندما أضاف إليها ثقباً إضافياً ، أعطاهاً أبعاداً جديدة ، في أداء مقاماتٍ موسيقية أكثر ، على آلة الناي الواحدة ، إذ أنه من المعروف أن عازف الناي كان يتنقل ومعه عدة آلات للناي موضوعة في حقيبة خاصة ، يبدل بينها لكي يتمكن من مصاحبة الفرقة الموسيقية ، في تنوع ما تؤديه من مقامات و طبقات موسيقية ، أما ثالثها فكان تصنيعه في أواخر سنوات عمره لآلة العود مع زند جديد ، يسمح للعازف بأداء الأصوات الموسيقية الحادة بشكل أيسر مما هو عليه في الزند التقليدي ..
وُلد عبد السلام سفر في محافظة اللاذقية السورية ، التي شهدت ولادة عازفين مبدعين للناي ، لم يصل منهم للشهرة إلا عبد السلام سفر ، إذ أنه انتقل إلى دمشق في منتصف الأربعينات ، ودرس في معهد الموسيقى الشرقي ، الذي أسسه الزعيم الوطني فخري البارودي ، وانضم للإذاعة السورية ثم لفرقة أمية التابعة لوزارة الثقافة ، فيما بقي الآخرون في اللاذقية فلم تلفحهم أضواء الشهرة ، بينما أتاحت لي سفراتي المتعددة إلى اللاذقية في فترة الشباب ، لزيارة الباحثين الموسيقيين فيها : الأستاذان محمود العجان و جبرائيل سعادة رحمهما الله ، و كذلك زياراتي لنادي الموسيقى في اللاذقية ، فرصة التعرف إلى عدة عازفين مميزين لآلة الناي ، لا زالت نغماتهم الحالمة والمهيبة عامرة في ذاكرتي .. أما لماذا كانت هذه الوفرة في عازفي الناي في اللاذقية ، فأعتقد أنها تعود إلى وفرة نبات القصب في الشاطئ السوري ، ما سهَّل لهؤلاء المبدعين أن يصنِّعوا بأنفسهم آلات موسيقية بشكل مجاني ، و أن ينطلقوا في فضاء الموسيقى الواسع .. ومنهم وعلى رأسهم الأخ الراحل عبد السلام سفر..
ولد عبد السلام سفر عام 1926 وتوفي عام 1999.
نتابع اليوم ، من مكتبتي الموسيقية ، هذا التسجيل النادر على مقام العجم للفنان الراحل عبد السلام سفر برفقة الأستاذ نبيل الخياط على الرق ، و الذي قدمه في سياق الاحتفال بافتتاح مهرجان دمشق الأول للفنون المسرحية عام 1969 ، في رحاب قصر العظم بدمشق..
تشغيل
-2:19
إلغاء كتم الصوت
إعدادات عرض إضافية
الدخول إلى العرض على الشاشة بكاملها