خلود أغنية الحقيبة اعتمد علي عدة عوامل أسهمت بقوة في تثبيت أقدامه و غرس أشعاره و ألحانه عميقا في وجدان الأمة السودانية، هذه العوامل:
1- البلاغة و البناء الشعري
2- العامل الديني
2- العامل البيئي
3- العامل الثقافي و الاجتماعي
4- عامل الاحتكاك
البلاغة و البناء الشعري:
تركيب أغنية الحقيبة ):
ذكر الدكتور صلاح الدين المليك في كتابه ( فصول في الأدب والنقد ) أن بعض ما تمتاز به الأغنية السودانية القديمة من حيث الشكل هو إختلاف المطالع فبعضها يبدا بمناجاة الحبيب وبعضها بالشكوى من الهجر وتباريح الهوى والشوق وبعض منها يأخذ في تعداد محاسن الحبيب مباشرة ..مما ذكره الدكتور المليك يتضح أن شعراء تلك الأغنية لم يكن لهم نهج واحد مثلما كان عرب الجاهلية يفعلون بذكرهم الاطلال. وأوضح الدكتور مليك في كتابة المذكور: يختتم الشاعر أغنيته بالتحية والسلام يرسلها محسوبين حسابا مقوما باعداد لا يمكن حصرها بل يستحيل ويرسل معهما شوقه المتزايد وتعلقه الثابت الذي لا يحول ولا يتحول , المتجدد الذي لا يبلى وربما يصحب كل ذلك أحيانا دعاء الحبيب واعلانه عن التمسك به رغم الصد والجفاء وقد يتبعه جهر بقبول العذاب واستحلاء ألام الهجر واستعذاب حرقة النوى ولواعج الهوى من أجل حبه وتقديرا لجماله الفذ... وفي بعض الخواتم يعلن الشاعر عن قبوله الموت والرضا بالفناء شهيد حبه وهواه ...وواصل الدكتور المليك في كتابه ذاك قائلا : فالأغنية القديمة حينئذ تناولت أو تركبت من أجزاء ثلاثة :
(1) وصف الجمال الحسي والمعنوي.
(2) وصف الوجد وحرقة الجوى وألام النوى ونيرانه وبعبارة أخرى الهيام.
(3) تمجيد عفة المرأة واحتشامها وغيرة أهلها عليها وحفاظهم على سيرتها وسلوكها.
ونأخذ مثالا لكل واحد من الأجزاء الثلاثة أو مثالين:
الجزء الاول:
يقول خليل فرح بدري :
أمتى أراك يا الفريـــــــع الــــــــــــــوارف ضـــــــــراك
هل يصح يا غصين الأراك يا خزامنا الفايح شــــذاك
هل يصح يا الجل البراك أن امـــــوت وأن لا أراك
ويقول عتيق في قصيدته : ( ياروحي العزيزة )
لحن وأداء عبد الحميد يوسف :
قسما بي عيونك ما أستهواني دونـــــــــك
يا روحي العزيزة
كيــــــــــــــــــــــــــــــف يعجبني دونــــــــــك
وانا من بدري شاعر قلبي رهين سجونــــك
من آيات محاسنك استلهم فنـــــــــــــــونك
ومن يـــــــوم مـــــــــــــــــــا رأيتـــــــــــــــــك
أغويتــــــــــــــــــــــــــني وهويتــــــــــــــــــــك
في البرهة الوجيـــــــــــــزة يا روحي العزيزة