رد: محمد السيليني
نعاه الأستاذ أحمد ابراهيم الفقيه بالتالي:
المطرب محمد السيليني وداعاً
غادر عالم الاحياء هذا المساء ( الأربعاء 14/9/2016) الفنان المطرب السيد محمد السيليني، اثناء وجوده في رحلة علاج في المانيا، عن ستين عاما ، قضى منها اكثر من اربعين عاما وهو يشدو بالغناء احترافا، ومنتسبا للمجموعة الصوتية في الاذاعة ومؤديا للاغاني العاطفية والشعبية والوطنية التي شارك في تاليفها وتلحينها كبار المبدعين في ليبيا بدءا من كاظم نديم الذي اسهم في اكتشافه وتقديمه عن طريق برنامج المواهب الذي كان يشرف على اعداده، وتلقفه الملحن الليبي الكبير ابراهيم اشرف وقدمه في احدى اولى اغانية الوطنية "الليبي اللي بالدم حماها"، وطبعا ليس من طبيعة الاناشيد الحماسية ان تظهر قوة وبراعة وحلاوة الصوت، الا ان محمد السيليني كان استثناء لهذه القاعدة، فقد برزت امكانياته كمطرب صاحب موهبة خلاقة منذ هذه المحاولات الاولى رغم انه كان في سن ما تزال صغيرة، ولم يكتمل نضجه، لانه في اولى مراحل الشباب ودون العشرين من عمره، واذكر انني وزميلي وصديقي محمد احمد الزوي، من اول الاقلام التي احتفت بالمطرب السيليني واظهرت للراي العام حقيقة ان نجما سطع في سماء الفن الليبي، واذكر انني ذهبت الى الملحن الصديق ابراهيم اشرف اطال الله عمره، ليقدم لي تقييما لصوت محمد السيليني باعتباره من اهل الاختصاص واحد اول من قدموا هذه الموهبة وتعرف لامكانياتها، وكان رايا في منتهى الايجابية نشرته للراي العام في الاشهر الاولى من بداية دخول محمد السيليني الى عالم الغناء.
ولكن قدر الفنانين في ليبيا انهم ولدوا في ظل نظام سياسي كان ينكر النجاح على الناجحين وينكر الشهرة على المشهورين وينكر الموهبة على الموهوبين، فلم ينل احدا من هؤلاء النجوم حقه في الذيوع والشهرة، ولا حقه في توزيع انتاجه ليعود عليه بمردود يقيه ازمات الحياة وتصاريفها، وهكذا فنانون كبار لا يقلون في راي الخبراء عن كبار مطربي الشرق موهبة مثل العظيم محمد صدقي ومثل الفنان صاحب الصوت الساحر خالد سعيد وصاحب الابداع في اداء القصائد محمود كريم، انتقلوا جميعا الى رحمة الله وهم في حالة من العوز، والعجز عن توفير العلاج لانفسهم، وهاهو يلحق بهم الفنان المرحوم محمد السيليني في وقت انتهي فيه ذلك النظام ولكن الاسى والتعاسة والمعاناة استمرت واتسع نطاقها ولم تعد تقتصر على اهل الفن ولكنها وصلت الى كل الناس تحت حكومات الميليشيات.
كان قد تمكن منه المرض، ويبدو انه تاخر قليلا في العلاج لصعوبة الظرف المالي ولعدم وجود احد في السلطة قادر على تقديم المساعدة ، وقد ساءت حالته الى الحد الذي اطلق عددا من الاشاعات عن وفاته ، قبل حصول هذه الوفاة التي تحققت للاسف الشديد مساء هذا اليوم.
رحم الله الفنان الكبير صاحب الصوت الجميل الاستاذ محمد السيليني وعوض فيه الوطن خيرا والهم اهله وذويه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون
|