
17/07/2016, 07h58
|
 |
مواطن من سماعي
رقم العضوية:760451
|
|
تاريخ التسجيل: December 2015
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
العمر: 44
المشاركات: 2,095
|
|
|
رد: برنامج سمع
تحليل دور في زمان الوصل أهلا وسهلا بكم أصدقاءنا المستمعين في حلقة جديدة من برنامج “سمع” نستكمل فيها الحديث عن الأدوار العرجاء، الأدوار التي لحنت في غير إيقاع “المصمودي” “والوحدة” التي هي الإيقاعات الرباعية. سبق لنا الحديث عن دور “الحلو لما انعطف” وكان في إيقاع “الدارج” ذا الثلاث نبضات، والآن حديثنا عن دور “في زمان الوصل”. “في زمان الوصل” هو دور في إيقاع “أقساق” ذا التسع نبضات، “أقساق” تعني أعرج، كلام الدور يبدو شبيه لما كان يكتبه إسماعيل باشا صبري، أسلوب بسيط بين اللهجة العامية المصرية واللغة العربية الفصحى ووزن مشترك، فيكون مثلا صدر البيت: فاعلاتن فاعلاتن، وعجز البيت: فاعلن مستفعلن فاعلن، هذه الطريقة التي كان يكتب بها إسماعيل باشا صبري. إلا أنه لا يوجد أي ذكرأو تأكيد أن نسب الدور تأليفا لإسماعيل باشا صبري، اللحن منسوب للشيخ عبد الرحيم الشهير بالمسلوب. هذا الرجل شخصية إشكالية جدا، فهو من المفترض أنه من الجيل ما قبل جيل عبده الحامولي وعثمان، ومن المفترض أنه يلحن الدور بشكله قبل التطوير الذي بدأه عبده الحامولي ومحمد عثمان، ولكن على الرغم من هذا فأنه دائما يحب أن يناغش تلاميذه، إذا اعتبرنا أن العلاقة بينهم علاقة مرشد ومريد، فمثلا إذا لحن عبده الحامولي “الحلو لما انعطف” من “الدارج” يرد عليه الشيخ محمد عبد الرحيم المسلوب بدور على “الأقصاق” وهلم جرى، وحتى في الشكل مثلا محمد عثمان يضع آهات أو مسار ما للدور يقوم الشيخ عبد الرحيم بالرد عليه بدور ذا مسار وذا ترنم ووحايد إلخ، علاقة غريبة، يقول كلام الدور:
المذهب:
في زمان الوصل هني منيتي واطفي اللهيب بكاس
دة بعاد الِحب هاني وحصل عند الطبيب أياس
ربي يجزي من يلمني
الدور:
الكمال من بعد سعدك وانت نور عين الجمال كمال
وفؤادي قده قدك وكان أنا مش قد الدلال
ربي يجزي من يلمني
زكي مراد
نعود ونقول أن هناك تشبيهات مثل “وفؤادي قده قدك”، لعب بالجناس أي “وفؤادي قده” بمعنى قد مضجعه “قدك” بمعنى قدك أنت، هذه التشبيهات كانت موجودة في هذه الفترة عند إسماعيل صبري فيقول مثلا: “طرقت الباب حتى كلَّ متني فلما كلَّ متني كلمتني”، كل متني يعني كل ذراعي أي تعب ذراعي من الطرق على الباب، فلما كل متني كلمتني، كلمتني بمعنى حدثتني من كلم. هذا النوع من الجناس أي استخدامه على طريقة الموال كان موجودا جدا في شعر إسماعيل صبري، لذا من الممكن أن يكون هذا الدور نظم إسماعيل باشا صبري. الدور ملحن من مقام “العشاق”، مقام العشاق بتعريف المشايخ هو مقام مولد عن الدوكاه، مقام مولد عن البياتي بمعنى إفساد نغمة السيكاه لتحل البوسليك محلها، في تركيا يسمونه مظهر البوسليك، وهو مظهر أقرب لأن يكون للجنس القوي 1 2/1 1 يكون هناك طنين ونصف الطنين، لكن الطنين ليس طنينا كاملا وكذلك نصف الطنين، الجهاركاه هابطة وهناك طنين كبير بين الجهاركاه والنوى إلخ. لدينا اليوم تسجيلان تسجيل للشيخ يوسف المنيلاوي لغراموفون التي احتكرت التسجيل له عام 1907، والتسجيل الثاني بين يدينا في ثاني حملة تسجيل للشيخ يوسف المنيلاوي سنة 1908، يعزف معه تخت محمد العقاد، طبعا هو محمد العقاد على القانون وإبراهيم سهلون على الكمان وعلي عبده صالح على الناي ومحمد أبو كامل الرقاق على الإيقاع، التسجيل الآخر لزكي مراد شركة أوديون حوالي عام 1920 على تخت سامي أفندي الشوا، سامي الشوا على الكمنجة وعبد الحميد القضابي على القانون ومحمود رحمي على الإيقاع. واضح جدا إفادة التسجيل الثاني من التسجيل الأول، يعني واضح جدا تأثر زكي أفندي مراد بتسجيل الشيخ يوسف المنيلاوي الذي سبقه بحوالي اثني عشرة سنة، واضح أنه قد سمعه وتأثر به.
سنبدأ بسماع المذهب من المؤديين الشيخ يوسف المنيلاوي ثم زكي مراد…
|