تحليل دور سلمت روحك
داوود حسني
 
دور “سلمت روحك” نظم الشيخ أحمد عاشور لحن داوود حسني، يعتقد بأنه لُحن في أواخر القرن التاسع عشر أي قبل عصر الأسطوانة، لذلك توجد العديد من التسجيلات لهذا الدور من مختلف شركات التسجيلات للعديد من الأصوات، في الحقيقة يبدو أن هذا الدور كان من الأدوار المحبوبة أو المشهورة في مطلع القرن العشرين لأنه سجل بالعديد من الأصوات، فقد سجله الشيخ يوسف المنيلاوي مرتين مرة “لسمع الملوك” وأخرى “لغراموفون”، وسجله عبد الحي حلمي مرة لـ “أوديون” وأخرى “لزونوفون” على الأقل، وربما هناك مرة ثالثة “لبيضافون”، وسجله سيد السفطي مرة “لغراموفون” ومرة “لبيضافون” ومرة لـ “أوديون”، وسجله داوود حسني على فكرة “لغراموفون”، وسجلته بمبة العوادة وأسمة الكمثرية والكثير من الناس سجلوه، فقد سجله أيضا علي عبد الباري ومحمود البلاقي وإبراهيم شفيق في الأجيال اللاحقة. فيقول كلام الدور:
 
المذهب:
سلمت روحك يا فؤادي للغرام         من غير ما تعلم
وصبحت عرضة للهوان وللملام       خايف لتعدم يا قلبي 
                                تعرف خلاصك
الدور: 
الأمر أمرك مش قايلك من زمان      شوف الأدلة روحي في إيدك وهبتهالك
                                بس الأمان من دي المذلة
 
داوود حسني اختار لهذا الدور مقام “الشوري”، مقام الشوري هو أحد أفرع “الدوكاه” أو “البياتي”، هو مقام يكون فيه صنف “البياتي” مرتبط بصنف “الحجاز” من الدرجة الرابعة، مظهر “بياتي” ويليه مظهر “حجاز”، “والشوري” في مجرى عمله مختلف عن “الكرجغار” التركي، “الكرجغار” مستخدم أكثر في تركيا، كما يوجد لدينا أدوار على هذا المقام مثل “ضيعت مستقبل حياتي” لسيد درويش. “الكرجغار” يبدأ من فوق، أما “الشوري فيأخذ نفس مجرى عمل “البياتي” مع استخدام “الحجاز” في الفرع، باستثناء تغيير مظهر الفرع إلى مظهر “حجاز”، فهو ليس بعيد جدا عن مجرى عمل “البياتي”. نبدأ بالمذهب، هذا الدور من حسن حظنا مسجل بصوت ملحنه بصوت داوود أفندي حسني، هو سجله  “لغراموفون” في حملة التسجيل الثانية لها، يعتقد أنه في شتاء سنة 1904 على أسطوانة 25 سم على وجهين، نسمع المذهب بصوت داوود حسني.