عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 27/04/2007, 17h34
الصورة الرمزية سامح الاسواني
سامح الاسواني سامح الاسواني غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:15643
 
تاريخ التسجيل: February 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 52
المشاركات: 124
افتراضي مشاركة: سيرة الظاهر بيبرس : محمود بيرم التونسي ، السيد فرج السيد

الاستاذ الفاضل جبر .. تحية و احتراما
نعم يا سيدي مررت على الايام لطه حسين و اقول مررت لاني قرأتها في الصغر ، و هذا ما يفسر لي دهشتي بالرسومات الداخلية للراحل بيكار العالقة في ذهني الي الان ( دهشة الصغير بالصورة ) ، و يبدو ان الكتاب الذي قرأت منه كان مدرسيا ، لكني اعرف امرا اخر مضافا الي رأي العميد و هو ان رواة السيرة و منهم جابر ابو حسين ، كانوا يضعون في اعتبارهم القرية التي سيروون فيها ، فعرب هوارة مثلا منحازون الي الزناتي خليفة ، و علي الراوي اذن ان يمجد من بطولات الزناتي حتى يجد من ينصت اليه ، و في قرى اخرى يحدث العكس ، بل ان دول الشرق تختلف عن دول الغرب في انحيازاتها
و انا معك في ان الاصل التاريخي واقعه صراعات سياسية و مذهبية ، لكن هل رأيت او سمعت في السيرة شيئا من هذا القبيل ، هل وجدت للشيعي او للسني حتى اشارات ، لقد طوى الوعي الجمعي بذكائه الشديد مثل هذه الصفحات او لنقل اعاد صياغة و (تبييض ) التاريخي و حذف مثيرات الفتن و نزعاتها ، و يظل للمبدع الشعبي منطقه الخاص في اقصاء ما يرى ، هذا المنطق قال عنه الكاتب ياسر علام انه لصالح وجهة النظر الفنية و الانسانية
و وفق هذه الرؤية يمكن ان نفسر سبب تمجيد المصريين لادهم الشرقاوي الذي قيل انه لم يكن سوى لص او قاطع طريق ، و للان يرفض المصريون على اختلاف ثقافاتهم
مثل هذا الرأي الاخير ، و يعتبر جانب كبير منه ان هذا الرأي هادم للقيم !
ايضا الامر ذاته يمكن ان نسحبه على ياسين التي رثته بهية و المصريون ، ففي بعض الاراء قيل ان ياسين قتله الجيش المصري الذي خرج من السودان عام 1924 ، و ذلك لانه كان يسرق من مؤن الجيش ، و انت تعلم ان النص الشعبي يقول (قتلوه السودانية من فوق ضهر الهجين ) و ان المصريين خلدوا هذه الواقعة بـ(ياسين) لغضبهم من خروج جيشهم من السودان ، وفق احداث تاريخية انتهت باغتيال السير لي ستاك عام 1924 ايضا . و ايا ما كانت صحة او خطأ تلك الرواية فاننا لا نجد في قصة ياسين و بهية اي شئ يشير الي السرقة او الجيش او ستاك ، و من ثم فاننا اذا أولنا او فسرنا الابداع الشعبي بالمنطق التاريخي او الاخلاقي فسنخسر بهذا الشكل تاريخ مواز للتاريخ الرسمي ، تاريخ لا يمكن ان تعبر عنه الاف الكتب بينما سطر واحد من مقولة شعرية او مثل او حكمة او تهنينة لصغير يمكن ان تكون تعبيرا عن وجدان شعب باكمله ..
و في النهاية تحياتي لك على هذا الموضوع الثري
__________________



أخفيتُ حبَّكمُ فأخفاني أسى ً حتى ، لعَمري، كِدتُ عني أختَفي

وكَتَمْتُهُ عَنّي، فلو أبدَيْتُهُ لَوَجَدْتُهُ أخفى منَ اللُّطْفِ الخَفي






ابن الفارض
رد مع اقتباس