عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 26/04/2007, 22h37
الصورة الرمزية Sami Dorbez
Sami Dorbez Sami Dorbez غير متصل  
كابتن المنتدى
رقم العضوية:18625
 
تاريخ التسجيل: March 2007
الجنسية: تونسية
الإقامة: تونس
العمر: 47
المشاركات: 1,757
افتراضي مشاركة: الملحن التونسي "عبد الكريم صحابو"

أ ـ طرافة التجربة ونجاحها


ـ أعتقد أنّ هذه أول تجربة يقوم بها ملحن تونسي بأن يخصص حفلا لأغانيه ـ بعدما تأكد من نجاحها أو نجاح أغلبها على الساحة الفنيّة والجماهيرية ـ ثم يقوم هو نفسه بالأداء مع قيادة الفرقة الموسيقيّة. وقد تبين أنّها تجربة ناجحة نود لو ينسج على منوالها ملحنون آخرون لهم زاد مماثل من الأغاني.

ـ دخل عبد الكريم بهذا الحفل الأول في المهرجانات الصيفيّة امتحانا لكنه لم يكن صعبا لأنّ أغانيه لقيت من قبل نجاحا كبيرا. أمّا الامتحان الصعب فهو قيامه هو نفسه بأداء أغانيه أمام جمهور عريض وأعتقد أنّه نجح في هذا أيضا.

ب ـ صحابو... ملحنا ومطربا


عرفت عبد الكريم من خلال ما سمعته من أغانيه ملحنا واكتشفت الليلة أنّه مطرب يملك صوتا شجيّا ليس دون أحسن ما لدينا من أصوات إطرابا.

ج ـ بعض الخلل الفنّي...

لاحظت أنّ مضخمات الصوت نقلت الينا وخاصة في القسم الأول للحفل أصوات آلات الفرقة صاخبا ثم صار مقبولا في القسم الثاني وأصوات المطربين أكثر وضوحا ويبدو أنّ السبب يتعلق بتعديل الأوتار لتحقيق تناغم الأصوات كنّا نفضّل لو تمّ هذا التعديل منذ البداية.
د ـ النجاح اسهام جماعي

ليس لدي ما أعلقه سوى القول بأنّه رائع من جميع الوجوه عزفا ولحنا وأداء، وقد أعجبني بالخصوص تواضع عبد الكريم صحابو واستجابته دون أن يفجر أو ينفر من طلبات المتفرجين التي تنامت مع ارتفاع نسق الحفل بحيث يضطرّ المطرب أو المطربة الى إعادة الأغنية التي فازت بإعجابنا.

هـ ـ وجوه نسائية... تألقت

إنّ السهرة متنوعة المحتوى مما جعلها غير مملّة، اذ أعجبت كثيرا بالمطربة زينة التونسيّة التي تمتاز بخفّة روحها وبالحضور الفنّي التام فوق الركح.

ـ مفاجأة هذه السهرة في نظري هي نوال غشّام فهي رغم حداثة عهدها بالفن تملك صوتا عذبا وإحساسا دافقا. إنني أنتظر منها الكثير.

ـ نوال غشام المطربة الناشئة لم تكن لديّ فكرة من قبل عن طاقة أدائها ـ لكني فوجئت بأنّها لا تقلّ عن نجاة عطيّة من حيث حسن الأداء وجمال الصوت، فهي تؤدي أغنية «شمس النهار» بنفس الأسلوب وبنفس الحركات أيضا وقد فاجأتني بالخصوص عند أداء الأغنية الصعبة في تركيبتها النغمية «همس الموج» التي عرفت بها منية البجاوي. فكان أداء ممتازا.

أمّا القيمة الفنية لصوت نوّال غشام فلا يكمن في مدى قدرتها على محاكاة الأصوات المتألقة لكن فيما تنبئ به هذه المحاكاة من قدرات على التنويع والاضافة والتميز بما يساعدها على امتلاك خصوصيتها الفنيّة الكفيلة بترسيخ قدمها في الساحة الفنيّة وهو ما حصل بالفعل لاحقا خصوصا أن فرقة المسرح الجديد بتونس أتاحت لها فرصة المشاركة بالتمثيل والغناء في مسرحية «العوّادة» صحبة الفنان المبدع مقداد السهيلي ([1988 ـ 1990).

وعلى مدى عقد التسعينات جنحت نوال في الفضاء العربي متنقلة من ركح الى آخر تردد أجمل الكلمات وأعذب الألحان وتنوّع في تعاملها مع الشعراء والملحنين ومع أنماط متعددة وأساليب متباينة في الغناء العربي بما جعلها تنحت نجوميتها وتخطف الأضواء من حصص الفنانين في المساحات الإعلامية والمنوّعات التلفزية بالخصوص.

ـ محاولة مقارنة بين نجمين متألقين ونمطين من الاحتفال الباهر...؟

لقد كان نجاح لطفي بوشناق في حفلته ـ سابقا ـ نجاحا فنيّا وجماهيريّا لا يقلّ عن نجاح مجموعة عبد الكريم صحابو مع اختلاف اللون فلكلّ منهما طابع يختلف عن الآخر إنّما الذي ألاحظه أنّ بوشناق قام بعبء السهرة وحده من البداية الى النهاية وهو في تصاعد فنّي مستمر وتجاوب جماهيري متزايد. أمّا هذا الحفل الذي أحياه عبد الكريم صحابو فقد تعاون على حمل عبئه مطربان ومطربتان وأعتقد أنّه لا يمكن المقارنة بين السهرتين فنّيا.

7ـ عبدالكريم صحابو في الموسوعة الموسيقيّة (محمد بوذينة)

جاء في تقديمه أنّه «علم نفسه بنفسه» و«كتب موسيقى شديدة التركيز على الذات، مؤنقة، شهوانية، نقيّة، محبوكة علامة فعلامة وهو أحد الموسيقيين الأكثر تقديرا في الطليعة التونسية» وهي تعكس موسيقاه في أحيان كثيرة عالما شاعريا برّاقا بلمعات أصيلة يستخلص منها أغنى التأثيرات» (ص281).

ثم قدمت له شهادة عن سيرته الذاتية جاء فيها بالخصوص انه كان عنده ميل فطري لفن الغناء وان الموسيقى كانت تستهويه من دون الفنون الاخرى. وهو ما حدا به الى لوح المعهد الرشيدي سنة ]1966 والارتواء من معين التراث الموسيقي التونسي الاصيل ويذكر انه عمل في بعض الفرق كعازف على الكمان واشتغل مرتين مع الفنان علي الرياحي.

ومع تعدد اوجه النشاط الموسيقي امامه كان يختص في التدريس او تكوين الفرق وادارتها او تنشيط النوادي فانه كان ميالا بوضوح الى الابداع في مجال الانتاج. فبدأ نشاطه مع فرقة 71 وهي مجموعة من الشبان العارفين بفنون الموسيقى (محمد القرفي - احمد عاشور - حـمادي بن عثــمان - انور العياشي».

جمعتهم الرغبة في التجديد وتجاوز السائد نحو البديل ومعلوم ان مطلع السبعينات كان عهد المغامرة الابداعية في شتى مجالات الثقافة والفنون نذكر من بينها على الاقل حركة الطليعة الأدبية وبيان الأحد عشر المسرحي. مع هذا يقول صحابو «فشلنا جماهيريا والناس قاطعونا (....) ان التقنيات والتوزيع المفرط لم يتجاوب معه الجمهور».

وفي عام ]1973كانت له تجربة ناجحة في الغناء ضمن برنامج نجوم الغد حيث أدّى بامتياز «هو صحيح الهوى غلاب».

كانت له مشاركات هامّة مع فرقة مدينة تونس وعلى العموم كان يهفو الى شقّ طريق ينفرد بها تؤدي به الى التميّز والبروز وفي[ 1980] اكتشف هذه الطريق. ساهم في بعث الفرقة القوميّة للموسيقى سنة ]1982] وأنتج معها بعض الموشحات ثم حقق نجاحا باهرا في مهرجان قرطاج عام [1984] وسلك سبيل الملحنين الموهوبين الذين ساهموا في اكتشاف المواهب وإتاحة الفرصة لأصحاب الأصوات العذبة فكان أول من ساهم في صنع الجيل الجديد من المطربين والمــطربات بمــا أعطى أبعادا جديــدة للأغنـية التـونسية المعاصرة...
رد مع اقتباس