احبائى
اقدم لكم اليوم رائعة من روائع مش حقول الزمن الجميل ولكن من روائع التاريخ , اغنية من اتقل عيار ممكن يخطر على بالك .. رائعة محمد القصبجى وليلى مراد
يا ريتنى انسى الحب ياريت
اقدمها للأخ العزيز والجديد فى المجموعة بتاعتنا بكر دحدولى , وانا مش عارف ايه حكايته بيطلب اغانى تتصنف عقدة العقد المعقدة تعقيداً ,, يعنى هو ابتدا بمال عينيك ومالى ودلوقتى الاغنية دى .. وبيوصفنى بأوصافهو شايف انى زى الدكتور الكبير اوى مجدى يعقوب .. والكلام ده على فكرة بيستفزنى .. بيخلينى ادونها مع انها صعبة جدا وبتاخد وقت طويل ومجهود .. وفعلا الاغنيتين دول ما اعتقدش حد موجود النهاردة يقدر يكتبهم .. العملية مش عملية شطارة او تمكن .. فيه عناصر تانى .. انا عشان كنت متواجد مع العمالقة بستشفها واستكشفها ومع الوقت الطويل والحوارات مع زملائى اللى كانوا فى العصر ده من الباقين على قيد الحياة , حسيت انى مش بس فاهم عصرى ولكن كأنى عزفت مع القدماء لحظة بلحظة ... طبعا فيه اسرا .. وظروف وطبيعة شغل ... واللى مايفهمهاش ما يقدرش يوصل انه يقدر يدون لحن زى ده .. اول ما سمعت اللحن حسيت انه مش بنوتة ... لأن فيه حاجات مش محبوكة اوى بتقول على طول انهم حافظين اللحن ده من الملحن شخصيا على العود .. بعكس مثلا وللقصبجى برضو انت حاتعرف امتى .. من اول وهلة حسيت انهم بيقروا نوتة لأسرار جوا العزف وثانيا كان اللحن فيه سيمترية رهيبة .. لحن مثلا زى انا قلبى دليلى ده طبعا مليون % بنوتة لأنه موزع .. الشىء اللى كان بيعمل الاخطاء اللى ممكن تكون مش محسوسة وقتها .. او اللى بيسمع يعديها .. طريقة التسجيل على الاسطوانات الحجارى بتاعة زمان اوى ( ال 75 لفة ) كان بيسجلوا الاول على اسطوانة شمع ودى كان سعرها غالى فى الوقت ده .. لذلك كان المشتغلين باللحن بيفضلوا يعملوا بروفات لحد ما يتقطع قلبهم ويحفظوا اللحن صم .. بحيث اثناء التسجيل ماتطلعش غلطة مش مسموح بيها او ظاهرة اوى من اى حد .. عشان ما يضطروش يؤموا قرص السمع ويركبوا واحد تانى ( لأنه كان طبعا مش بيتمسح زى الشرائط ) .. طبعا بعد كده لما ابدتوا يسجلوا على الشرائط بقا عادى ممكن لو الاداء 100% من غير ولا غلطة بيسجلوا الكوبليه اولاحد مرتين او 3 وبعدين فى المونتاج يلصقوا احلا ما فى التسجيل ويكونوا الاغنية .. مش ده المهم .. المهم فيه حاجة تانى .. تخيلوا سنة 1938.. كان فيه مين نجوم طرب وتلحين .. ماتعدوش يعنى .. فكان الملحن وهو بيعمل الاغنية دى لليلى مراد .. وام كلثوم وعبد الوهاب والسنباطى وزكريا احمد وهم بعديد .. الاغنية دى طبعا لفيلم ليلى بنت حاجة ... مش فاكر .. وكانت السينما ساعتها اعجوبة الاعاجيب .. واحل واهم فسحة فى الدنيا .. كان طبعا كل العمالقة دول بيدخلوا السينما يشوفوا الفيلم ولو عجبهم الالحان تانى يوم يشتروا الاسطوانات ( كانت الاسطوانة وقتها عند محل عزيز بولس تمنها خمس قروش ) وعلى فكرة دلوقتى محل عزيز بولس جنبه محل اسمه ملك الكبدة ابقوا روحوا كلوا عنده هو فى ممر فيه محل بابيك بتاع الولاعات بين شارع طلعت حرب وشارع شريف ورا سينما مترو .. ولو مشيت فى المكان ده حاتحس خطوات العمالقة اللى كانوا زمان لازم يروحوا محل عزيز بولس ده كان ملك البيانو والراديو .. المهم ان المحلن طالما عارف ان العمالقة اكيد حايسمعوا اللحن ويشوفوا عامل ايه كان لازم يعمل عمل عبقرى .. والعبقرية دى احيانا بتبقى عفريت او مجموعة عفاريت .. اول عفريت فى اللحن ده فيه فا فا دييز فى المازورة التانية .. الفا دييز دى انا اكتشفتها بعد شوية يعنى حاسس ان فيه نغمة فيها حاجة ... وانا لما اشك مش حسكت يعنى ممكن اكمل شوية وجايز اقفل الجهاز واشرب شيشة بس العفريت بيفضل يطلع لى لحد ما اكتشفتها .. هى ممكن حاجة هايفة لكن عندى كبيرة اوى .. الموضوع عامل زى ( وآسف لفطالة ) لما واحد مريض باطنه يروح عند دكتور امراض باطنة .. فيه امراض بتبقى حاجة وقتية كده .. والدكتور الشارطر او المتوسط بيحط ايده فى مكان يلاقى انتفاخ فى القولون او التهاب واضح زى الشمس او بيحرك ايده بطريقة فوق مكان الكبد يقول لك الكبد كسلان شوية يعنى عايز دوا ينشطه .. هنا خلصت المشكلة .. لكن احيانا الدكتور بيشك فى الحالة او مش واضحة زى الشمس .. بيقول لك روح اعمل أشعة او تحاليل وهاتها وتعالى تانى .. الحكاية دة برضو عند المدون المتميز .. يعنى فيه مازورة اسمعها لأول وهلة فهمتها ... ومازورة فيه حاجة مش ظاهرة او الملحن قاصد فزلكة .. انا بحاول اشرحها ادخل جواها وانا اللى بعمل لها اشعة مقطعية وبعمل لها التحاليل كل ده بأذنى وعينى طبعا .. يعنى هنا فى المذهب .. المى بيمول .. لكن ليلى مراد بتديك ايحاء انها نص بيمول .. جت ازاى ... ان زمان عشان المجموعة تسجل الاغنة على اسطوانة الشمع لازم يقعدوا فى الاستديو مش اقل من 3 او 4 ساعات يعملوا بروفة .. وكانوا زمان مش بيعتبوا زى دلوقتى لأنهم متربيين على السمن البلدى والفراخ الاصلى مش الكيماويات اللى بناكلها دلوقتى .. ال 4 ساعات دى بتخلى المطرب العملاق بيوصل لدرجة سلطنة رهيبة ومع طريقة الاداء بتاعة زمان ممكن انت النهاردة يحصل لك الايحاء ده ... حاجة تانية دى علمية وفى منتهى الخطورة .. لما تكون اللازمة اللى بتدخل على الغنا .. انت جاى من قبل كده مقام كرد والمطرب حايغنى حجاز مثلا .. لو انت كملحن عامل الكوبليه حجاز لازم من اول اللازمة تقلب حجاز يعنى تعمل الف دييز عشان تسلطن المطرب والمستمع معاً لتقبل الحرف المقام الجديد .. ولو المطرب حايغنى كلمة او كلمتين فيهم الحجاز يبقى العادى انك تقفل اللازمة بحاجة فها ف دييز .. بيسموها ف السوق تأشيرة .. يعنى تلمح ان فيه فا دييز فى الغنا .. الخطيرة بقا ... او العبقرية الفذة ... انه ماشى معاك بيستدرجك طول الازمة كرد ولما المطرب يغنى يروح قايل الفا دييز حاجة عاملة زى اللغم الارضى كده .. بس فيه حاجة يعنى انت الناهردة لو ملحن جديد مهما كنت شاطر اوعا تعملها .. اولا لأن معنكش مطرب واد بتاع يعنى حايعرف يقولها صح بدون ان الموسيقى تديه تأشيرة لها .. والمستمع حايحس انها غلط .. لكن مع عمالقة زمان والمطربين اللى يقولوا ابوها وأبو ابوها .. كان الكل بيحس بيها حتى لو حركة زى دى لما كنا فى الفرقة الماسية كانت الفرقة كلها بتزعق تقول الله .. فيه مشكلة كمان فى اللحن ده .. العازف لما يكون حافظ ممكن ساعة مايرد ع المغنى يبقى خايف لايكون ناسى لذلك تجد لفرقة مش بتغنى مع غناء المطربة وعازف الايقاع .. بيقول الدوم فى سره مش واضحة .. ودى اكتر حاجة تزعج المدون لأن الدوم بيوقل لى اكتب ابه وامط الحرف اد ايه .. والحرف فى آخر المازورة بيخلص جوا المازورة ولامربوط بحرف فى المازورة التالية .. ومشكلة المشاكل ... لما يكون فيه لزمة سرية زى اللى فى اللحن ده ممك القانون بيقول حاجة وحد من الكمنحات نسلا بيقول حاجة تانية تطلع فنكيشة مش مفهومة هى حلوة فى السمع لكن مصيبة للمدون لأنه بيقعد يستكشف اصلها ايه .. لأن انا لازم اعمل عمليات جراحية عشان اصلح اى حاجة مش مظبوطة فى ادائهم ... من العفاريت اللى فى اللحن ده وماخدتش بالى منها غير بعد ماكتبت الكوبليه الاول والتانى .. اللزمة موسيقى الكوبليهات هى هى .. بس الجنان بتاع القصبجى عاملها اول مرة بسرعة والمرة التانية والتالتة بضعف السرعة .. يعنى الكروش تبقى نوار والنوار تبقى بلانش وهكذا.. دى بس قعدت اصلح فيها ساعة .. لأنى كنت عاملها سينيو .. كمان .. المذهب اللى بتقفل بيه كل كوبليه ( وان كنت اعود على روحى جنيت ) فى المذهب بتفولها ع الدوم .. اما فى الكوبليهات بتقولها بعد نوار ونصف لمدة مازورتين وتمط حرف وترجع ع الدم تانى .. طبعا اللحن لما تسمعه كتير هو اروع من الروعة .. ولاحظوا انا عادة بقدم النوتة وسلامو عليكو .. لكن لما بكتب اى ملاحظة لازم يكون فى اللحن ده حاجة مش عادية الناهردة شوفوا كاتب اد ايه .. بتعبكم معايا فى القراءة زى ما تعبت فى الدتوين والله يسامحك يا اخ بكر يادحدولى .. والمرة الجاية لو عايز لحن من النوعيات دى بعد 7 سنين هه ؟ مع اطيب تحياتى