مشاركة: الامير الشاعر عبدالله الفيصل
ومن قصائده ثورة الشك التي لحنها السنباطي وغنتها أم كلثوم ، وهي قمة من قمم الغناء العربي
أَكَادُ أَشُكُّ في نَفْسِـي لأَنِّـي
أَكَادُ أَشُكُّ فيكَ وأَنْـتَ مِنِّـي
يَقُولُ النَّاسُ إنَّكَ خِنْتَ عَهْدِي
وَلَمْ تَحْفَظْ هَوَايَ وَلَمْ تَصُنِّي
وَأنْتَ مُنَايَ أَجْمَعُهَا مَشَتْ بِي
ِ إلَيْكَ خُطَى الشَّبَابِ المُطْمَئِـنِّ
وَقَدْ كَادَ الشَّبَابُ لِغَيْرِ عَـوْدٍ
يُوَلِّي عَنْ فَتَىً في غَيْرِ أَمْـنِ
وَهَا أَنَا فَاتَنِي القَدَرُ المُوَالِـي
بِأَحْلاَمِ الشَّبَابِ وَلَـمْ يَفُتْنِـي
كَأَنَّ صِبَـايَ قَـدْ رُدَّتْ رُؤاهُ
عَلَى جَفْنِي المُسَهَّدِ أَوْ كَأَنِّـي
يُكَذِّبُ فِيكَ كُلَّ النَّاسِ قَلْبِـي
وَتَسْمَعُ فِيكَ كُلَّ النَّاسِ أُذْنِـي
وَكَمْ طَافَتْ عَلَيَّ ظِلاَلُ شَـكٍّ
أَقَضَّتْ مَضْجَعِي وَاسْتَعْبَدَتْنِي
كَأَنِّي طَافَ بِي رَكْبُ اللَيَالِـي
يُحَدِّثُ عَنْكَ فِي الدُّنْيَا وَعَنِّي
عَلَى أَنِّي أُغَالِطُ فِيكَ سَمْعِـي
وَتُبْصِرُ فِيكَ غَيْرَ الشَّكِّ عَيْنِي
وَمَا أَنَا بِالمُصَدِّقِ فِيكَ قَـوْلاً
وَلَكِنِّي شَقِيتُ بِحُسْنِ ظَنِّـي
وَبِي مَمَّا يُسَاوِرُنِـي كَثِيـرٌ
مِنَ الشَّجَنِ المُؤَرِّقِ لاَ تَدَعْنِي
تُعَذَّبُ فِي لَهِيبِ الشَّكِّ رُوحِي
وَتَشْقَى بِالظُّنُونِ وَبِالتَّمَنِّـي
أَجِبْنِي إِذْ سَأَلْتُكَ هَلْ صَحِيـحٌ
حَدِيثُ النَّاسِ خُنْتَ؟ أَلَمْ تَخُنِّي
وأترككم مع باقة من قصائده ومنها قصيدة سمراء التي لحنها كمال الطويل وغناها عبد الحليم حافظ
سمراء ياحلم الطفوله
يامنية النفس العليله
كيف الوصول الى حماك
وليس لي في الامر حيله
ان كان في ذل رضاك
فهذه نفسي ذليله
ووسيلتي قلب به مثواك
ان عزت وسيله
فلترحمي خفقانه لك
واسمعي فيه عويله
قلب رعاك وما ارتضي
في حبه ابدا بديله
اسعدته زمنا وروى
وصلك الشافي غليله
ما بال قلبك ضل عنه
فما اهتدى يوما سبيله
وسبيلك الذكرى اذا
ماداعبتك رؤى جميله
في ليله نسج الغرام
طيوفها بيد نحيله
واطال فيها سهد كل
متيم يشكو خليله
سمراء ياأمل الفؤاد
وحلمه منذ الطفوله
نهاية حب
هدهدت حبي في المهاد
ووأدته قبل الفطام
ميعاده يوم المعاد
يوم تعاد به العظام
أمل أضاء به الفؤاد
لما خبا ساد الظلام
الشوق عندي في ازدياد
وعلى الهوى مني السلام
عفت البلاد مع العباد
واستثقلت نفسي الكلام
قد هدني طول البعاد
لما تركتك في الرغام
لما دفنتك يا سعاد
أسقيتني الموت الزؤام
حاربت نومي والوساد
والقلب أمسى كالحطام
كيف الخلاص
يا قلب حاربك الكرى
والحب منك كما ترى
ناء يقربه الخيال
فاقنع وحسبك ما جرى
فأنا الذي ذقت العذاب
وفقدت لذات الشباب
وأضعت عمري كله
ما بين أصداء العتاب
الكون يغمره الضياء
وتزينه شمس السماء
وأنا الذي غمر الظلام
روحي وأضناها الجفاء
حالفت سهدي والأنين
وسئمت دنيا السادرين
فوأدت أيام الصبا
يا قلب بالحزن الدفين
أما الهجوع فلا هجوع
مذ أن خلت منها الربوع
إلا إذا سمح الزمان
يوما لحبي بالرجوع
أطيلي الوقوف
هو الداء يعبث في أضلعي
إذا ما نعيت فلا تفزعي
ولا تبعثي صرخة في الفضاء
ولا ترسلي مدمع الموجع
فلا بالمدامع برء الجراح
فخلي النواح ولا تجزعي
ولكن عليك بحفظ الوداد
وصوني عهود الفتى الألمعي
وعيشي مدى العمر بالذكريات
وطوفي بمغنى الهوى واخشعي
وزوري ثراي إذا ما السكون
أطل وعند الثرى فاركعي
لئن ضم جسمي ذاك الثرى
لقد ضم عهدي وحبي معي
وحطي على القبر بعض الزهور
ففي الزهر ذكرى لقا ممتع
أطيلي الوقوف على مدفني
إذا ما اعتزمت بأن ترجعي
فطيفك يخفق في خاطري
وصوتك يهتف في مسمعي
|