عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 10/09/2015, 19h08
الصورة الرمزية أبوإلياس
أبوإلياس أبوإلياس غير متصل  
مشرف منتدى فريد الأطرش
رقم العضوية:165965
 
تاريخ التسجيل: February 2008
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,078
افتراضي رد: تحقيق حصري : فيديوهات فريد الأطرش بالألوان – القصة كاملة

هكذا نشأت فكرة إنتاج سكوبيتونات للفنانين العرب والأمازيغ


عرف السكوبيتون عصره الذهبي في فرنسا خلال الفترة الممتدة ما بين 1960 و1969 ، إذ مع نهاية السيتنيات من القرن الماضي ، بدأ الاقبال على السكوبيتون من طرف زبناء المقاهي والحانات من الفرنسيين يتراجع ، فقد بدأ الإنتاج الفرنسي يتوقف تقريبا ، كما حصل شبه إشباع لدى زبناء السكوبيتون التقليدين ، لكن بالمقابل كُتب لهذا الشكل الفرجوي أن يستمر ويعرف ولادة جديدة ، ففي عقد السيتنيات عرفت الهجرة المغاربية إلى فرنسا أوجها ، وشهدت انفجارا مهولا مع حرب الجزائر والرخاء الاقتصادي الذي ميز سنوات الستينات ، وبدأت التركيبة الديمغرافية لزبناء المقاهي والحانات في التغير ، حيث أصبح المغاربيون يحلون رويدا محل الفرنسيين في إرتياد هذه الأماكن سيما في الأحياء التي تعرف إستقرارا كبيرا للمغتربين العرب ، وكان من الطبيعي أن يتأثر منتوج السكوبيتون بهذه التغييرات ، يحكي سعيد دادوش من الجزائر وكان يعمل حينها لدى أحد مستغلي وموزعي آلات السكوبيتون في باريس وضواحيها ، أنهم كان يضعون الآلآت في الحانات وبعد مدة كانوا يعودون لتفريغ الآلة من العملات المعدنية ، فكانوا يفاجئون بأن الآلات لم تحقق سوى إيرادات ضعيفة ، وذلك لأن الإنتاج الفرنسي توقف ولم تعد الأشرطة المعروضة تستهوي الفرنسيين لاستهلاك جميع الأشرطة القديمة ، كما لم تكن تستهوي مهاجري المغرب العربي لعامل اللغة ، ذلك أن السواد الأعظم من مهاجري الجيل الأول من المغاربين لم يكونوا يتقنون إلا اللغة العربية الدارجة باللهجات المحلية والأمازيغية ، هنا تفتق ذهن سعيد دادوش على فكرة إنتاج سكوبيتونات باللغتين العربية والأمازيغية ، لذا نقل الفكرة لمشغله السيد روجي دوشي الذي لم يتردد هو بدوره لمفاتحة كبار منتجي السكوبيتون في باريس وعلى رأسهم السيدة دايدي دافيس بوير ، فتم إعتماد المشروع ، وحتى يكون منتجا ، كان لابد من تخفيض تكاليف الانتاج ورفع مردودية الآلات ، هنا دخلت آلة السينماتيك 50 بأفلام 8 ملمتر المعترك ( هي الآلة في الصورة أعلاه التي يبدو فيها فيديو فريد الأطرش اتقل معروضا ) ، وكان بإمكان هذه الآلة أن تخزن 50 شريطا من فئة 8 ملمتر مدة كل واحد منها ما بين ثلاثة إلى أربع دقائق .
ولما كان الجزائريون هم الجالية الأجنبية الأولى في فرنسا برقم جاوز حينها 800000 نسمة ، فقد كان طبيعيا أن يكون للفنانين الجزائريين حصة الأسد في إنتاج السكوبيتون ، فضلا على السبق في الدخول إلى هذا العالم نفسه ، ذلك أن أول فيديو كليب صور في تاريخ الغناء العربي مطلقا ، كان من نصيب المطرب الشعبي الجزائري صالح سعداوي وعنوانه المسطول وتم ذلك في مايو 1969 ، وقد جاء سابقا في تصويره وعرضه على فيديوهات فريد الأطرش الشيء الذي يجعلنا نصحح هذه الحقيقة التاريخية ، ونعترف لصالح سعداوي بسبق تصوير السكوبيتون الذي يتفق الفرنسيون على تسميته بجد الفيديو كليب المعروف اليوم ، ذلك أن الفيديو كليب بدأ مع السكوبيتون في الستينات وتطور مع المنوعات التلفزيونية المصورة في السبعينات ليستقر عند الفيديو كليب في عقدي الثمنينات والتسعينات .

يتبع
رد مع اقتباس