عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 03/08/2015, 18h55
كريمة عطار كريمة عطار غير متصل  
كريمة العطاء
رقم العضوية:473237
 
تاريخ التسجيل: November 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: فلسطين
العمر: 95
المشاركات: 473
افتراضي رد: نغم الزمن الجميل

شكرا للأستاذ صالح العوكلي من ليبيا والاستاذ سامي اليولي من السعودية.
وارجو الملاحظة بان كتاب "نغم الزمن الجميل" الذي يتناول التاريخ الفني للموسيقار العراقي صالح الكويتي, صدر قبل عام واحد فقط , وقد يكون من السابق لاوانه , ومما يتعارض مع مصلحة الناشر , رفع الكتاب بأكمله حاليا. وفي غضون ذلك يسرني ان ارفع هنا فصلا آخر من الكتاب بعنوان :
التجديد في اعمال صالح وداود الكويتي
تميز صالح الكويتي في حياته الموسيقية وباستمرار بالتجديد والتوسيع. لم يكن صالح الكويتي من قراء المقام إلا أنه كان أكثر الموسيقيين خبرة واطلاعا على أسس المقامات وطرق أدائها ، وعلى هذا الأساس قام بمحاولة غير مسبوقة في الموسيقى العراقية ، وهي أداء مقام كامل بدون قارئ . حيث تقوم مقام قارئ المقام بأداء دوره إحدى الآلات الموسيقية وخاصة الكمان. وقد استخدم صالح الكويتي هذه الطريقة في تسجيل مقامين هما : الرست والنوى، فجعل منهما قطعتين موسيقيتين رائعتين، وهو مجال لم يمارسه أحد من قبل بمثل هذا النطاق في الموسيقى العراقية . ومن المؤسف أن الحظ لم يسعف الموسيقار صالح الكويتي بتسجيل مقامات أخرى على هذه الطريقة المستحدثة التي كان بالإمكان أن يخلد المقام بواسطتها بكامل إطاره وقالبه وأصوله وفروعه .
كان صالح وشقيقه داود من أوائل الموسيقيين العراقيين الذين استعملوا النوتات في تدوين الألحان الموسيقية ، الأمر الذي جعل الأداء والتدريس أكثر سهولة . تعلم صالح وشقيقه داود النوتة الغربية على يد الموسيقار الأستاذ حنا بطرس، في ذات الوقت صقل صالح موهبته في مجال التلحين بدراسات جادة للموسيقى الشرقية والغربية فبدأت تنهال عليه الطلبات بوضع ألحان لمطربين معروفين في العراق ، وكذلك لمطربات كنّ يمارسن الغناء في الملاهي آنذاك، وفي مقدمتهنّ سليمة مراد وزكية جورج ومنيرة الهوزوز وسلطانة يوسف ووحيدة خليل وأميرة جمال وأنطوانيت أسكندر وعفيفة اسكندر ونظيمة إبراهيم وبدرية أنور وجليلة أم سامي وزهور حسين . وقد كان للموسيقار داود الكويتي، شقيق صالح الكويتي،اسهمه الكبيرة هو الآخر في التأليف والتلحين.
ولعل أهم ما تتميز به ألحان الكويتيين صالح وداود، في نظر باحثين موسيقيين عراقيين عديدين ، هو المحافظة على الطابع الخاص للموسيقى العراقية وروحية اللحن العراقي . لقد كانت لهما إحاطة واسعة واطلاع شامل على أنواع عدة من الموسيقى الشرقية والغربية , وكان من الممكن أن يكون لذلك تأثيره في ألحانهما ، إلا أنهما ظلا يتمسكان بالطابع العراقي المستمد من أسس المقامات العراقية ومن الفولكلور العراقي والتراث . كما أنهما اعتمدا في العديد من ألحانهما على إيقاعات تتميز بها الموسيقى العراقية ولا وجود لها أحيانا في موسيقى أي من الأقطار العربية مثل إيقاع الجورجينا الذي تنفرد به الموسيقى العراقية .
رد مع اقتباس