[مصطفى نصر]

بدرية السيد هي النموذج الأمثل لحالة الفن والأدب في مصر، فمعظم بلاد العالم لا تعطي اهتماما أكبر للعاصمة فقط، ففي السعودية مثلا، يمكن أن يشتهر كاتب أو فنان وهو في الطائف مثلا، وفي أمريكا حصل وليم فوكنر على نوبل وهو مازال في جنوب أمريكا لم يبرحها، لكن في مصر، لابد من أن تسافر للقاهرة وتعيش فيها. وقد قال لي صديقي الكاتب المعروف إبراهيم عبد المجيد بعد موت زوجته الأولى - الإسكندرانية - سأبقى في الإسكندرية، وأمارس عملي منها، بعد أن حققت شهرة واسما، لكنه لم يفعل، وعندما قابلته في معرض الكتاب في القاهرة، وسألته: لماذا لم تحقق ما قلته؟ قال: وجدت أني سأضيع كل ما حققته. وهذا ما حدث لبدرية السيد التي لم تتمكن من السفر للقاهرة والبقاء فيها، وهذا ما حدث لأسامة رءوف وعزت عوض الله في الإسكندرية، وهذا ما حدث لمطربة طنطا هنايات شعبان. وغيرهم الكثير في كل المجالات.
ستظل مصر، تعطي كل الأضواء للقاهرة، ويخبو الضوء على باقي مدنها وقراها.