فريد الأطرش في عصر الفيديو
قدم فريد الأطرش 31 فيلما للسينما ، عرف أغلبها نجاحا جماهيريا ساحقا ، بعد وفاته قل عرض أفلامه للجمهور وهو أمر طبيعي مادامت صالات العرض السينمائي متعطشة للإنتاج الجديد ، وكانت إعادة أفلامه تقتصر في ربوع الوطن العربي كله على صالات محدودة تعيد أفلامه القديمة في مواسم الصيف ورمضان ، وكان على جمهوره أن ينتظر فرص مثل هذه لا تأتي إلا كل حين وحين ، لكن الفرج كان يأتي من التلفزيون الرسمي في ظل غياب القنوات الفضائية ؛ حين كان يتكرم بعرض فيلم للموسيقار بعد حين من الدهر، وكانت تلك العروض تشكل عيدا حقيقيا لعشاقه ، في السبعينات ظهرت أجهزة Magnétoscope التي تشغل أشرطة الفيديو كاسيت ، وابتدأ من أوائل الثمنينيات من القرن الماضي أصبحت هذه الأجهزة متاحة للجمهورالعريض بفضل تراجع أثمنتها الباهضة ، هنا قامت إحدى الشركات في فرنسا بشراء حقوق طرح بعض أفلام فريد الأطرش في السوق ، كما طرحت شركات الانتاج في مصر البعض الآخر ، وقد لخص المخرج السينمائي العالمي فرنسوا ترفو حال عشاق فريد الأطرش قبل الفيديو وبعده متحدثا عن تجربته الشخصية : " لا أحب أن أشاهد فيلما للمرة الأولى في الفيديو أوفي التلفزيون ، فالفيلم ٌيشاهد أولا في قاعة السينما ، والفرق بين السينما والفيديو هو الفرق بين الكتاب الذي نقرأه والكتاب الذي نراجعه ، بالنسبة لي كعاشق للسينما فالفيديو غير حياتي ، خد مثلا فيلم Design for Living للمخرج ليبتش ، في الماضي كنت أذهب لأشاهده حيثما عرض ، علما أنه قد يتحتم علي أن أنتظر سنتين لأعيد مشاهدته ، والآن يحدث لي أن أشاهده ثلاث مرات في نفس الأسبوع ، التوفر على فيلم في الفيديو يمنحني معرفة أكثر حميمية ، لذا فإني كعاشق للسينما متعصب للفيديو ."
