رد الجميل
عزيزي الفاضل:
السيد الكريم: نور عسكر حفظه الله.
كريم في مرورك ومشاهدتك أوبرا زواج فيجارو. التي استنزفت الكثير من الوقت والمجهود.
ويعود الفضل الجميل بعد الله سبحانه وتعالى، الى مصر الحبيبة التي نشأت بها صغيراً في السادسة من عمري، وتربيت فيها شاباً يانعاً أنهل من أدبها وفنونها الكثير والكثير.
أدين بالفضل الى مصر الحبيبة ، بأناسها ، وأهلها. بشوارعها وأزقتها.بترابها وتبرها.
دخلتها طفلاً في السادسة من عمري في عام 1963، وتركتها وأنا في ريعان شبابي في عام 1977، قاصداً المملكة المتحدة.
لن أنسى الأعوام التي قضيتها في سور الأزبكية القديم والجديد، متنقلاً بين مكتباتها في بعض أيام الدراسة، وكل أيام العطل والاجازات.
وكانت حصيلة كل هذا الشغف، أن كونت أكبر مكتبة شخصية في اليمن، تحتوى على 18,000 عنوان ، ودوريات قديمة وجديدة تناهز ال 46,000 دوريه مابين يومية وأسبوعية وشهرية وفصلية.
لن أنسى الساعات الحالمة أقضيها متتبعاً فرقة أم كلثوم بقيادة المايسترو حسين جنيد. شهدت بدايات سوزان عطية وهي تصدح بالتراث الموسيقى، مع علي الحجار، وغيرهم .
لن أنسى أول أسطوانة اشتريتها من محل في مدخل سينما راديو، كان يبيع أسطوانات أجنبية كلاسيكية، ومن ضمنها اسطوانات أوبرا لمختلف الموسيقيين ، وكان المحل الوحيد في القاهرة لهذه النوعية من الاسطوانات. للأسف لا أذكر اسمه.
أهدي كل ترجماتي العربية الى مصر الحبيبه، أقل ما يجب كردٍ لجميل يطوق عنقي ما حييت.
|