[أبوإلياس]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بشير عياد

شكرا أخي أبو إلياس على الأفكار المتجددة ، والإضافات المتعددة
لكنَّ لي سؤالا يتعلق بحقوق الملكية : هل يحق لأي أحد في أي مكان أن يعيد توزيع الألحان ويقوم بإصدارها ؟؟؟
الموضوع شديد الأهمية وشديد الاتساع ، وكنت التقيت بأحد مالكي مجموعة من ألحان محمد الموجي ومحمود الشريف وآخرين ، حصل على أحكام قضائية نهائية ( ومؤيدة بحكم لمحكمة النقض ) ، استطاع بها وقف إذاعة عدد كبير من الألحان ( ودّع هواك ، غاب القمر ، قال لي الوداع ، بُست القمر ................ إلخ ) ، ومن أدبه لم يمنع الأغنيات الوطنية ( نشيد الله أكبر ، دع سمائي ، يا أغلى اسم في الوجود .....................إلخ ) ، واستطعت الحصول منه على تصريح بإعادة إذاعة الأعمال ( ذهبت به لرئيس الاتحاد لطعوني 3 ساعات ، فمشيت ، ومعي والله إلى الآن ) ،، لكن الرجل ـ الواعي جدا والعميق لأقصى درجة والوطني إلى ما لا نهاية ، أعطاني دروسا في حقوق الملكية يصعب شرحها الآن ( لأني في حالة مرضية ـ برد وكحة ، حتى لا تقلقوا ) ، المهم أنا سعيد بانتشار ألحان فريد وبعد رحيله ، لكن سؤالي يدور حول مشروعية ذلك .
شكرا كثيرا لحضرتك .

أستاذ بشير عياد يسعدني التواصل معك دائما بإعتبارك أحد الأقلام الرشيقة التي ترفع النقاش إلى أعلى مستوياته أينما تدخلت سواء في التلفزيون والراديو ومنتديات الانترنيت ، و ما يعجبني في منتدى سماعي أنه يتيح لنا الفرصة أن ننتقل بالنقاش الفني بين حقول معرفية كثيرة من الشعر إلى الألحان ثم الأصوات فالمقامات وغيرها ، وها أنت تنقلنا الآن إلى علم القانون . المعلوم أن حقوق الملكية الفكرية تخول للمؤلف حقان رئيسيان على مؤلفه أولهما حق مادي يمكنه من نشره واستنساخه وترجمته وتأجيره وعرضه للجمهور وكل وسائل التصرف بمقابل وهذا الحق يثبت للمؤلف طيلة حياته وخلال سبعين سنة الموالية لوفاته ( القانون المصري رقم 82 لسنة 2002 تمثيلا ) ، بجانب هذا الحق يثبت للمؤلف حق آخر نسميه في المغرب ولبنان بالحق المعنوي وتسمونه في مصر بالحق الأدبي وهذا الحق أزلي لا يتقادم وحتى في حالة تقادم الحقوق المادية بمرور 70 سنة بعد وفاة المؤلف أو في حالة تخليه عنها قيد حياته بالبيع والتفويت وغيرهما ، ومما يخوله الحق الأدبي للمؤلف الحق في الاعتراض على كل تحريف أو بتر أو أي تغيير لمصنفه أو كل مس به من شأنه أن يلحق ضررا بشرفه وسمعته .
نرجع إلى التوزيعات الموسيقية الحديثة التي همت أعمال الموسيقار فريد الأطرش ، قانونيا كل توزيع جديد لأعماله يجب أن يتم بموافقة مكتوبة من الورثة الذين يحتفظون استنادا إلى الحق المادي للمؤلف بحق مقاضاة كل من قام بالتوزيع الموسيقي لأغراض العرض والبيع وغيرهما ، نترك فريد الأطرش الذي لازال حقه المادي قائما ولن يسقط إلا في سنة 2045 ، ونأخذ سيد درويش الذي سقط حقه المادي بالتقادم ( مرت على وفاته 82 سنة ) ، فالتساؤل الجوهري الذي يفرض نفسه هو هل يمكن لورثة الشيخ سيد درويش رفع دعوى في مواجهة منفذي التوزيعات الموسيقية الحديثة استنادا إلى الحق الأدبي للمؤلف لأنهم فقدوا حماية الحق المادي بمضي أكثر من 70 سنة على وفاة مورثهم ، ونعتبر أن التوزيعات الجديدة تشكل تغييرا أو تحريفا للشكل الذي خرج به المؤلف في صيغته الأصلية ، الاشكال دقيق وحساس والقضاء وحده المخول للاجابة عنه ، وإذا أردت رأي الشخصي فيمكنني القول بأننا يجب أن نعالج النوازل حالة بحالة ، ألا ترى معي أخي بشير أن إعادة توزيع ألحان السنباطي وزكاريا أحمد لأم كلثوم بتوزيع الكتروني إيقاعي صاخب يعتبر تحريفا للحن الذي أراده أصحابه طربيا و كلاسيكيا معبرا تؤديه السيدة الوقورة .
أعود لفريد الأطرش مجددا وأقول إنه كان رحمه الله متسامحا مع ناقلي أعماله لأنه كان يعتبر ذلك إشعاعا للموسيقى الشرقية في العالم وقد كان على وشك أن يرفع دعوى ضد انريكو ماسياس بسبب توظيفه لألحانه لكنه لم يفعل لمجرد اعتذار من هذا الأخير ليصير الفنانين صديقين حميمين ، أما التوزيعات التي أنجزت بعد وفاته فأغلبها ينوه إلى أن التوزيع من ألحان الموسيقار فريد الأطرش ، ولو أخذ السيد فيصل الأطرش بنصيحتي لما فكر في مقاضاة منفذي هذه التوزيعات لأنها تعرف بعمه في العالم وتساهم في اشعاعه وتعود عليه هو بمكاسب مادية كبيرة من خلال حقوق الأداء العلني التي يتلقاها عن إذاعة هذه الأعمال في العالم ، لكن عندي توزيع موسيقي سأرفعه لاحقا يعتبر في نظر القانون خرق سافر للحق الأدبي لفريد الأطرش ويسوغ لفيصل الأطرش أن يعتمده لرفع دعوى في مواجهة منفذيه .