كلمة الاحتفالية الكبرى للموسيقار فريد الأطرش
( الذكرى المئوية (100 ) للميلاد
الذكرى 40 للغياب )
تحل هذا العام الذكرى السنوية للموسيقار فريد الأطرش بطعم خاص ، فهي تصادف من جهة انصرام أربعين سنة بالتمام والكمال على غياب الموسيقار الحزين ، وهي تؤدن من جهة ثانية بإبتداء الاحتفال بالذكرى المئوية لميلاد الموسيقار فريد الأطرش التي ستستمر في العالم كله طيلة العام 2015 .
أربعون سنة كناية على أشد الشيء ، ففي محكم آيات القراءن الكريم " حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك" ، ومئوية أي مبدع لا تأتي إلا على رأس كل مائة سنة ولا تشهدها إلا أجيال قليلة ، وتصادف المناسبتان الكبيرتان فرصة للإلقاء مزيد من الأضواء على الجوانب المنسية و غير المعروفة حول سيرة وفن الموسيقار الكبير فريد الأطرش .
والحقيقة أن أربعة عقود إنصرمت على غياب فريد الأطرش جسدا ، لكن أبدا لم يغب فنا ، وتوهجه ميتا أكبر من حضوره حيا ، فكل يوم تكتشف العرب قيمة موسيقارها الكبير من خلال أضواء جديدة تلقى على فنه وأصداء تصل عن موسيقاه من أرجاء الكون الأربعة ، وذاك هو وجه الشاهد عندنا ، فسنة 2015 التي تصادف مضي 100 سنة على ميلاد فريد الأطرش لن تكرس إحتفالية إقليمية لا تتجاوز حدود الوطن العربي كما يقع كل عام ، وإنما ستزكي إحتفالية كبرى سيمتد إشعاعها في العالم كله خصوصا وأن منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم UNESCO دعمت طلبا تقدمت به الجمهورية العربية السورية لجعل عام 2015 سنة للإحتفال بالذكرى المئوية لميلاد فريد الأطرش .
إن منتدى سماعي الذي عود أعضاءه وضيوفه ومرتادي الشبكة العنكبوتية على مواكبة الحركة الموسيقية والغنائية في الوطن العربي طيلة عقد من الزمن ، قد قرر دعم ورعاية إحتفالية كبرى بقسم فريد الأطرش بمنتدى سماعي تمتد لسنة كاملة من ديسمبر 2014 إلى ديسمبر2015 تخليدا ل 40 سنة من غياب الموسيقار واحتفاء بمرور مائة سنة على ميلاده .
إننا عشاق فريد الأطرش ، إذ نشكر الزملاء في مجلسي إدارة المنتدى ومجلس الإشراف على كرمهم وتفضلهم بتخصيص هذا الحيز الزماني والمكاني لمواكبة هذه الذكرى الكبيرة ، نتمنى أن تكون هذه المناسبة فرصة للاحتفال بالمحتفى به بإبراز الجوانب الإيجابية المضيئة في سيرته وفنه بعيدا عن المشاحنات والملاسنات ، فالمسألة تتعلق باحتفال والمناسبة شرط كما يقال ، نتمنى للاحتفالية النجاح و ندعو الجميع للمشاركة الفاعلة والإسهام الخلاق ، والله ولي التوفيق .